ترحيل عائلة إلى مسكن جديد بني بتبرعات محسنين كانت بداية السنة الميلادية الجديدة 2018 بالنسبة لعائلة عمي رابح لطرش ، المقيمة بقرية علي الشارف ببلدية بني زيد بدائرة القل، غرب ولاية سكيكدة، بمثابة ميلاد جديد لأفراد هذه العائلة المتكونة من الأب رابح والأم مسعودة برقوق وابنهما الوحيد أحمد، بعد عملية الترحيل التي قام بها سكان القرية ، تحت إشراف جمعية ناس الخير بالقل، من الكوخ الذي كانت تسكن فيه العائلة منذ أكثر من 13 سنة، إلى سكن عصري تم تشييده بفضل تبرعات المحسنين. المبادرة استحسنها سكان القرية ولقيت صدى كبيرا بالجهة، خاصة وأن عملية الترحيل قد انتشلت عائلة بأكملها من براثين البؤس والأمراض الفتاكة ، النصر كانت حاضرة أثناء العملية ، ووقفنا على الوضع المزري الذي كانت العائلة تعيشه داخل كوخ أشبه بالإسطبل مغطى بصفائح الترنيت القديمة جدا ، وجدران آيلة للسقوط على رؤوس أفراد العائلة وأواني متسخة وأثواب بالية و أفرشه رثة تنبعث منها الروائح الكريهة. ما زاد من معاناة العائلة أن الأب رابح مريض عقليا ويعيش حالة نفسية حرجة، و هو يتعاطى الأدوية مند فترة طويلة و الأم مسعودة أقعدها مرض الضغط الدموي، فلم تعد تستطيع القيام بكل الأشغال المنزلية، فالعائلة تعاني من ظروف قاسية و تعيش منذ فترة طويلة على صدقات المحسنين من سكان القرية. خلال الترحيل ، لم نتمكن من الحديث مع الأب رابح بسبب ظروفه الصحية والنفسية، في حين أعربت الأم مسعودة عن سعادتها التي لا توصف، و قالت بأنها لا تكاد تصدق بأنه جاء اليوم الذي كانت تحلم به لتتمكن أخيرا من العيش داخل غرفة نظيفة ومحترمة، و أكدت بأنها عاشت مند زواجها على مدار 13 سنة، حياة بؤس وشقاء بسبب مرض زوجها وعدم وجود أي معيل للأسرة ،خاصة بعد وفاة أخت زوجها التي كانت تقدم لهم المساعدة، ورغم كل ذلك فإنها مؤمنة بقدر الله . المتحدثة تقدمت بالشكر إلى سكان القرية وجمعية ناس الخير وكل المحسنين على هذه المبادرة، خاصة وأن المسكن الجديد تم تجهيزه ببعض المستلزمات من أفرشة وأغطية وتلفاز وثلاجة وأسرة وغيرها من مستلزمات العيش الكريم، و تحلم حاليا خالتي مسعودة بأن يكبر ابنها الوحيد أحمد و ينجح في دراسته، الذي لم نجده خلال الترحيل والذي يدرس بالسنة الرابعة متوسط وهو مثابر على الدراسة، رغم ظروفه العائلية الصعبة، و أخبرتنا والدته بأنه يحصل دائما على معدلات تفوق 14 من 20 ، و تتمنى أن يواصل التفوق في دراسته ونيل شهادة التعليم المتوسط ثم شهادات أعلى والزواج وبناء أسرة ظروفها أحسن من أسرته. ممثل عن سكان القرية ، ذكر لنا بأن جميع السكان كانوا يساعدون هذه العائلة المعوزة ، خاصة في المناسبات كعيد الفطر وعيد الأضحى، و راودتهم فكرة بناء مسكن جديد لها منذ سنة تقريبا ، وبفضل تبرعات المحسنين من مناطق متفرقة، تم بناء المسكن بالتطوع وهو يتكون من غرفتين ومطبخ و حمام.و أضاف ممثل السكان أنه و بعد ترحيل العائلة إلى السكن الجديد المجاور للكوخ القديم، من المنتظر أن يتم تهديم الكوخ، وتهيئة المكان كفناء للمسكن الجديد، مؤكدا بأن سكان القرية سيواصلون مساعدة أسرة عمي رابح لتوفير احتياجاتها المختلفة.