استأنفت السلطات المحلية لولاية عنابة، أول أمس، عملية تجميع وترحيل النازحين الأفارقة المتسولين بالشوارع، لنلقهم لمراكز العبور على غرار مركز ولاية سطيف بالجهة الشرقية، تمهيدا بتحويلهم في اليوم الموالي إلى الولايات الحدودية القريبة من بلدانهم الأصلية كالنيجر ومالي، تنفيذا لمراسلة وزارة الداخلية والجماعات المحلية لولاة الجمهورية. وأسفرت عملية الجمع التي قامت بها المصالح الأمنية بالتنسيق مع الهلال الأحمر ومديرية الصحة، والحماية المدنية، إحصاء 272 رعية إفريقي بينهم 30 امرأة و86 طفل قاصر، كانوا يقيمون تحت جسر جوانو، ويقصدون يوميا شوارع وسط المدينة والطرقات السريعة للتسول، كما يفضلون البقاء بعنابة ويرفضون ترحيلهم، كونها بوابة للهجرة السرية لأوروبا، ووفقا بمصادرنا قامت السلطات المحلية بمرافقة عملية الترحيل فجر أمس، من مصنع الخشب بعد يوم كامل من الجمع، تم ترحيلهم على متن حافلات، بمرافقة أطباء ومسعفين إلى غاية الحدود الجنوبية للبلاد . و تسجل المصالح المختصة، انخراط مهاجرين أفارقة ضمن شبكة تهجير البشر، يقومون بالتوسط لنظرائهم من الرعايا اللاجئين في الجزائر، من أجل تأمين أماكن على متن قوارب الهجرة السرية، مقابل مبالغ مالية معتبرة، وكانت مصالح الآمن والدرك الوطني، قد فككت شبكات في الآونة الأخيرة يقودها ماليون، كما أوقفت البحرية الوطنية العشرات كانوا ضمن الأفواج المتجهة بحرا إلى جزيرة سردينيا، بالإضافة إلى نشاطهم في تزوير العملة. ورغم عديد المساعدات والحلول التي تقدمها، الدولة لتوفير الظروف الإنسانية الملائمة لاستضافة اللاجئين الأفارقة، غير أنهم يرفضون البقاء في مراكز الإيواء، على غرار ما حدث قبل عامين بعنابة، حيث قاموا بكسر البوابة الرئيسية لمصنع الخشب المغلق بطريق البوني، والذي حُول إلى مركز تجميع وإيواء، احتجاجا على طول مدة مكوثهم بالمركز، بهدف الضغط على المصالح المعنية للسماح لهم بالتسول.