تشييع جثمان عمار بن عودة إلى مثواه الأخير شُيعت ظهر أول أمس الخميس، جنازة المجاهد بن مصطفى بن عودة عضو مجموعة 22 التاريخية في جو مهيب، إلى مثواه الأخير بمقبرة زغوان في عنابة، في مراسيم عسكرية حضرها وزير المجاهدين الطيب زيتوني، وقيادات أمنية وعسكرية بالناحية العسكرية الخامسة، وكذا الأسرة الثورية من مجاهدين ورفاق السلاح، وجمع غفير من المواطنين حضروا الجنازة. وبعد أداء التحية العسكرية ألقى وزير المجاهدين الطيب زيتوني كلمة تأبينية، عدد فيها خصال المجاهد عمار بن عودة ونضاله، قال الوزير « إن القدر شاء أن تودع الجزائر في هذا اليوم الذي نحيي فيه ذكرى عظيمة من تاريخ الثورة التحريرية وفي هذا الشهر الذي نحيي فيه ذكرى الشهداء، تودع الجزائر بطلا من أبطال الثورة التحريرية المغفور له عمار بن عودة». وأضاف زيتوني مذكرا بالمسيرة النضالية للفقيد « كنتم قطبا من أقطاب تاريخ الثورة ورجلا من الرجال العظماء عضو مجموعة ال 22 التي خططت لتفجير الثورة التحريرية».وقال أيضا « لقد خضتم معارك و صنعتم ملحمات وأنتم تقومون بمهمة التسليح، وضمن وفد مفاوضات ايفيان، إلى انتزاع الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية» . وواصل وزير المجاهدين في كلمته التأبينية ذكر خصال المجاهد «إننا في هذا الموقف المهيب الذي نودع فيه رجلا وعنوانا آخر للوفاء والإخلاص للوطن ولكننا لا نودع الأبطال الذين تركوا ما يخلد الاسم و الأعمال التي جعلت منكم مدرسة وعنوان». وخلص زيتوني إلى القول :" إنكم تنتمون لجيل خلد الوطن والمثل والقيم وإنما إن ترحل عنا فإن أعمالك تبقى شامخة شموخ قيم نوفمبر" وبعد إتمام مراسم الدفن تم تسليم العلم الوطني لنجل الراحل بن مصطفى بن عودة. كما أدى الوزير الأول أحمد أويحيى، رفقة وزير الخارجية عبد القادر مساهل، و وزير الداخلية نور الذين بدوي، واجب العزاء ببيت الفقيد، قادمين من الاحتفالات المخلدة لمجازر ساقية سيدي يوسف، المنظمة بتونس، ونقل الوزير الأول أحمد أويحيى، تعازي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لعائلة بن مصطفى بن عودة، وعدد باسم الرئيس خصال الرجل وتضحياته في سبيل استقلال الجزائر وبناء الدولة الوطنية. وقد توفي المجاهد مصطفى بن عودة، يوم الاثنين الماضي بالعاصمة البلجيكية بروكسل عن عمر يناهز 93 سنة، حيث نقل بعد تدهور حالته الصحية، الناجمة عن تجمع كمية من المياه على مستوى الرئتين، تسببت له في ضيق في التنفس، وكان قد رفض تحويله إلى فرنسا لمتابعة العلاج.