كشف الوزير الأول، أحمد أويحيى، أول أمس أن الجزائروتونس تعملان على بعث مشروع إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة حرة بين البلدين لتعزيز مجالات التعاون والشراكة في المجال الاقتصادي والاستثمار، وقال أنه سيتم قريبا تزويد عدة مناطق حدودية تونسية بالغاز الطبيعي الجزائري. وقال أويحيى في الكلمة التي ألقاها الخميس الماضي بدار الضيافة لبلدية سيدي يوسف التونسية خلال إحياء الذكرى ال60 للعدوان الفرنسي على ساقية سيدي يوسف أن الحكومتان الجزائريةوالتونسية تعملان على فتح ورشة لبعث مشروع منطقة اقتصادية مشتركة بهدف توسيع مجالات التعاون بين البلدين، وفتح فرص أكبر للمبادلات التجارية في جميع المجالات بما في ذلك بين الولايات الحدودية الجزائريةوالتونسية. في سياق متصل صرح أحمد أويحيى أنه سيتم عما قريب تزويد تونس بالغاز الطبيعي الجزائري، وأوضح في ندوة صحفية مشتركة رفقه نظيره التونسي، يوسف الشاهد، أن الغاز الطبيعي الجزائري قد يصل إلى أربع مناطق حدودية تونسية بما فيها بلدية سيدي يوسف، وقد يكون ذلك قبل نهاية سنة 2018 الجارية. وبعد أن أشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين وصل إلى 2 مليار دولار من السلع سنويا ، أعتبر أنه يتعين انتظار مزيد من الوقت لتكون ورشات التعاون بين البلدين في شتى المجالات "جادة أكثر وفي مستوى تطلعات الشعبين". ممن جانبه ذكر الوزير الأول التونسي يوسف الشاهد أن أحداث ساقية سيدي يوسف وحدت الشعبين، و اعتبر هذا الحدث رمزا للكفاح المشترك أثناء فترة دحر الاستعمار، ولتضامن الشعب التونسي مع شقيقه الجزائري مما يمثل -كما أضاف- استحضارا للمحطة الخالدة من تاريخ البلدين المشترك، وتعميق الروح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، بما م يعكس الأخوة وإرادة قيادتي البلدين. واعتبر المناسبة التي تم اغتنامها اليوم فرصة للتحدث على مواضيع مهمة منها التعاون الاقتصادي بين البلدين الذي لم يرتق بعد-حسبه- إلى مستوى التعاون السياسي بين الدولتين. وبعد أن شدد المتحدث على أهمية التركيز على تنمية البلدين صرح الشاهد أن هناك تفكير لإنشاء لجان تجتمع بالولايات الحدودية بين البلدين التي تمتلك قدرات فلاحية وسياحية وفي مجالات مختلفة. وأضاف في موضوع آخر يقول " تباحثنا اليوم بحضور وزير الدفاع التونسي ووزيري الداخلية الجزائريوالتونسي سبل التبادل في مجال التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يتعبر تحديا مشتركا"، مؤكدا أنه يجب الارتقاء بالعلاقات بين البلدين والتفكير في إنشاء مناطق حرة. وللتذكير فقد رأس الوزيران الأولان أحمد أويحيى ويوسف الشاهد مناصفة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لأحداث ساقية سيدي يوسف، التي وقعت في الثامن فبراير من العام 1958 عندما هاجمت قوات جوية فرنسية قرية سيدي يوسف التونسية مخلفة أكثر من 70 قتيلا والعشرات من الجرحى.