خطة مشتركة لتثمين المواقع الثقافية سياحيا واقتصاديا أعلن أمس كلا من وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، ووزير السياحة والصناعة التقليدية، حسان مرموري، عن خطة عمل مشتركة لتثمين وترقية المواقع الثقافية سياحيا واقتصاديا، وجعلها مسارا لصناعة متكاملة وفاعلة من شأنها ترقية وجهة الجزائر السياحية، وفتحها أمام الخواص للاستثمار بما يعطي لها قيمة مضافة من الناحية الاقتصادية في إطار خطة الحكومة لتنويع الاقتصاد الوطني. أشرف وزير السياحة و الصناعة التقليدية، حسان مرموري، أمس رفقة وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، على أشغال الندوة الوطنية حول تطوير السياحة الثقافية وترقيتها بفندق الأوراسي بحضور متدخلين من عدة قطاعات، وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن "هناك حاجة ملحة لترقية العمل السياحي والثقافي معا لأنه متكامل ويتناغم مع مسألة تنويع الاقتصاد الوطني وإيجاد بدائل لما بعد المحروقات". وأضاف ميهوبي في تصريح له بعد جلسة الافتتاح أن السياحة بكل أبعادها الثقافية والروحية و الشاطئية والجبلية والصحراوية تشكل موردا ومنتوجا اقتصاديا يذر الكثير ورافدا من ورافد الاقتصاد، مشيرا أن الأمر أوكل لعدد من الخبراء من قطاعي الثقافة والسياحة لتحقيق التكامل بينهما، وقال إن "الثقافة هي كم هائل من المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية والمتاحف وغيرها وهي موزعة على أكثر من مليوني متر مربع وبالتالي فهي تحتاج إلى استثمار، حيث لابد من استغلالها وتحويلها إلى منتوج سياحي واقتصادي". وردا عن سؤال متعلق بكيفية حماية المواقع الثقافية والأثرية من النهب بما أنها ستفتح وتستغل أكثر وتثمن في المستقبل، قال ميهوبي إن الوكالات السياحية التي ستجلب السياح لهذه المواقع لن تعمل بمفردها بل بالتنسيق مع قطاع الثقافة لأن هناك قوانين تحكم سير هذه المواقع، وقد أعطيت تعليمات لتكثيف المراقبة والحماية لهذه المواقع، وهو العمل الذي تقوم به أجهزة الأمن، كما تم تزويد المواقع هذه بكاميرات مراقبة لمنع علمية المساس بها وتشويهها أو نهبها. وأضاف الوزير في إطار عملية الشراكة مع وزارة السياحة أن الأولوية لتطوير المواقع الموجودة حاليا وهي كثيرة، حيث توجد سبعة مواقع مصنفة من طرف اليونيسكو و 1000 موقع مصنف كتراث وطني، وتحدث عن وضع خارطة أثرية متكاملة يقوم بها حاليا خبراء من المركز الوطني للأبحاث الأثرية ووكالة إماراتية متطوعة، وهذا لتسهيل المهمة على السائح الأجنبي. وشدد ميهوبي في كلمته الافتتاحية على أهمية "توظيف قدرات قطاعي الثقافة والسياحة لتحسين أساليب الترويج للسياحة الثقافية، وكذا إدراج البعد الثقافي للسياحة في منظومة تكوين الطاقات البشرية المؤهلة للعمل في المؤسسات السياحية والفندقية والمتاحف والمواقع الأثرية، مشيرا إلى ضرورة وضع آليات عمل مشتركة بين القطاعات المعنية على المستوى المحلي لتذليل العقبات التي تؤثر على أداء المتعاملين، وإعادة بعث الحرف والأنشطة والصناعات التقليدية بالمواقع الأثرية أو بجوارها. من جهته أوضح، حسان مرموري، وزير السياحة والصناعة التقليدية أن المعالم التاريخية مفتوحة أصلا للزوار لكن ما تطمح إليه الخطة والأرضية المشتركة بين قطاعه وقطاع الثقافة هو "تفعيل وتعزيز دورها في السياحة الثقافية، وذلك لن يتم إلا بتكاثف جهود القطاعين أولا و جهود القطاع العمومي والخاص وتحسيس المواطن والزوار بأهمية هذه المواقع". وقال مرموري في تصريح هامشي له إن الأهم اليوم هو "استغلال هذه المواقع استغلالا تجاريا و اقتصاديا والحفاظ عليها وتثمينها كتراث وطني وعنصر من عناصر الهوية في نفس الوقت". وفي كلمته الافتتاحية خلال انطلاق أشغال الندوة دعا الوزير إلى دعم العلاقة بين السياحة والثقافة من خلال تفعيل دور المواقع الأثرية والمتاحف وإشراك السكان في هذه السياحة تماما كما يحدث في المهرجانات حيث تنتعش سوق الصناعة التقليدية والنقل والإيواء وهو ما يلعب دورا هاما في التنمية المحلية. وأضاف مرموري أنه يسعى رفقة قطاع الثقافة إلى أن يكون عملهما المشترك بمثابة "جسر يربط السياحة بالتراث الحضاري لبلادنا، وأن نجعل منه مسارا لصناعة متكاملة وفاعلة من شأنها ترقية وجهة الجزائر السياحية". ودعا الوزير إلى تكوين وترقية القطاعين ومد جسور التقارب بينهما قصد تحقيق التنمية المستدامة، مشددا على أن تنمية السياحة الثقافية إنما يكون باستغلال الإمكانيات الهائلة المتوفرة وذلك كفيل بتحريك النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والحفاظ على الهوية. من جهته وعد والي الجزائر عبد القادر زوخ باستغلال العديد من المعالم الثقافية التاريخية الموجودة في العاصمة على غرار القصبة وحديقة التجارب بالحامة ووادي الحراش وغيرها، وتخصيص أماكن في كل الشواطئ لعرض وبيع منتجات الصناعة التقليدية. وتحدث زوخ عن تنظيم ندوة دولية الأسبوع المقبل حول حديقة التجارب بالحامة التي تستقطب أكثر من مليون زائر في السنة، وندوة دولية أخرى في شهر جوان حول" الجزائر مدنية ذكية".