دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية، حسن مرموري، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، الى دعم التعاون والشراكة بين قطاعي السياحة والثقافة من أجل تفعيل دور المواقع الاثرية والثقافية في ترقية الوجهة السياحية وتحريك النمو الاقتصادي الوطني. وأوضح الوزير في كلمة له خلال أشغال الندوة الوطنية الاولى حول "تطوير السياحة الثقافية وترقيتها" بأن دعم العمل المستدام والمشترك بين القطاعين "يساهم في ترقية وجهة الجزائر السياحية وسيكون أيضا بمثابة الجسر الذي يربط السياحة بالتراث الحضاري وجعله مسارا لصناعة متكاملة وفاعلة في ترقية هذه الوجهة". ويهدف هذا المسعى أيضا كما قال، الى "جعل الجزائر أحد المقاصد السياحية المرموقة التي توفر تنوع المنتجات التراثية والتاريخية والطبيعية والوجهات المختلفة بجودة عالية وتنافسية"، مشيرا في ذات السياق الى أن تنمية السياحة الثقافية "يتحقق باستغلال الامكانات المتنوعة والهائلة التي تتوفر عليها البلاد". ولدى تطرقه الى الانجازات التي حققها قطاع السياحة، كشف السيد مرموري بأن طاقة استيعاب الحظيرة الفندقية تقدر لحد الآن ب 264 112 سرير، في حين بلغ عدد المؤسسات الفندقية 1289 مؤسسة موزعة عبر التراب الوطني. وقدر الوزير عدد الوكالات السياحية والاسفار المعتمدة ب 2220 وعدد المكاتب السياحة المحلية ب 100 في ميدان الاستقبال والتوجيه السياحي، إضافة الى دور الضيافة التي ما فتئت تتزايد بشكل مستمر، لاسيما في مناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير. وشدد الوزير في ذات السياق على ضرورة استغلال هذه المرافق في تنشيط السياحة الثقافية، مذكرا بالتوجيهات التي أعطيت الى كل المتعاملين السياحيين من أجل إدراج المتاحف والمواقع الاثرية والتاريخية ضمن النشاطات السياحية وادماج مختلف الاعياد والمهرجانات الشعبية، الى جانب الأكلات التقليدية الشعبية في البرامج السياحية. ولدى تطرقه الى اهمية الحمامات المعدنية، أشار مرموري الى وجود 282 منبع حموي، يقع عدد هام منه ضمن مواقع اثرية وتاريخية، وهذا ما يتطلب كما قال، "التكفل بهذه المنابع وجعلها تساهم في استقطاب السياح للاستجمام وكذا للتعرف على التاريخ والطابع العمراني الحضاري في كل منطقة من الوطن". وبخصوص الصناعة التقليدية، أبرز الوزير أهمية هذا القطاع الذي "يجمع في طياته البعد الثقافي والتراثي والحضاري للجزائر"، مذكرا بتسجيل " 000 346 نشاط حرفي وتوفير 000 890 منصب شغل وبمساهمة في الناتج الداخلي الخام تقدر ب 254 مليار دج في 2017". من جهته، أكد والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، في كلمة له، على أهمية تهيئة مدينة الجزائر والمواقع الاثرية المصنفة وغير المصنفة، مشيرا على وجه الخصوص الى مدينة القصبة وحديقة التجارب بالحامة وعدة مواقع أثرية وتاريخية اخرى كالمساجد والحدائق والقصور العتيقة التي تتوفر عليها هذه المدينة.