لا عودة للحركى والأقدام السوداء إلى الجزائر اعتبرت الأسرة الثورية الحديث عن عودة الحركى والأقدام السوداء إلى الجزائر غير مقبول بتاتا ومرفوض جملة وتفصيلا، وأكدت أنها لن تقبل أبدا بعودة من خانوا وطنهم ووقفوا مع العدو، وهو موقف مبدئي وفاء لدماء الشهداء، مؤكدة أن هذا المشكل فرنسي، وعلى فرنسا أن تتحمل مسؤوليتها بشأنه، وألا تستفز الجزائر في كل مرة تزامنا ومناسباتها الوطنية. تقاطعت ردود أفعال تنظيمات الأسرة الثورية مما جاء على لسان وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان قبل أيام في الجمعية الوطنية الفرنسية ردا على سؤال لأحد النواب بخصوص الصعوبات التي تواجه عودة الحركى إلى الجزائر، والتي قال فيها بأن حكومته تبدل جهودا معتبرة منذ فترة طويلة بشأن عودة هؤلاء، ولها في ذلك حوار منتظم مع السلطات الجزائرية. وقال عبد الواحد بوجابر، عضو الأمانة الوطنية للمنظمة الوطنية للمجاهدين أنهم كمجاهدين لن يقبلوا أبدا بعودة الحركى والأقدام السوداء، وأضاف في تصريح للنصر أمس" كمجاهدين لن نقبل أبدا بعودة الحركى والأقدام السوداء، نحن لا نزال على قيد الحياة، ورأينا ماذا فعلوا بنا و بالشعب الجزائري، لن نقبل عودتهم كمبدأ، أما السياسة الموجودة بين الدولتين فهي شأنهم". وبالنسبة لمحدثنا فإن المجاهدين مادام أنهم على قيد الحياة فلن يقبلوا بتاتا بعودة الحركى والأقدام السوداء مهما كان الأمر. من جهته قال خالد بونجمة رئيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء أنه على الحركى أن ينسوا الجزائر والعودة إليها، وقال في تصريح للنصر أمس "الجزائر أرض طاهرة لها رجال وماضي لبناء المستقبل، أما هؤلاء الحركى لو كانوا يريدون الجزائر حقا لما وقفوا مع العدو بالأمس". وبالنسبة لمحدثنا فإن الوفاء للشهداء وأرواحهم الزكية لن يسمح أبدا بقبول عودة الحركى والأقدام السوداء الذين حرقوا الجزائر و قتلوا ونكلوا بالشهداء الأبرار، وخلص قائلا" الحركة لن يعودوا إلى الجزائر وعليهم أن ينسوا ذلك". أما الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء فقد استنكر الاستفزازات التي يقدم عليها المسؤولون الفرنسيون في كل مرة تكون الجزائر على موعد مع محطة هامة من تاريخها، وقال إن السلطات الفرنسية تخرج في كل مناسبة وطنية للجزائر بتصريحات مفاجئة فيما يتعلق بملف الذاكرة. وأضاف يقول للنصر أمس إن "هذا الموضوع لا يعني الجزائر في الحقيقة، هؤلاء الحركى فضلوا أن يكونوا مع فرنسا، واختاروا فرنسا خلال الاستفتاء على استقلال الجزائر، وذهبوا معها واختاروا الإقامة عندها، ومادام أنهم اختاروا فرنسا فما دخلنا نحن في ما يعيشونه اليوم؟". واعتبر الطيب الهواري الحديث في كل مرة عن إمكانية تسهيل عودة الحركى "استفزازا ومغالطات سياسية كبيرة تدخل في إطار أجندة لضرب استقرار الجزائر"، وقال إن "فرنسا وبدلا أن تبحث عن كيفية بناء مستقبل واعد إيجابي في حوض المتوسط راحت تفتح الجراح التي ابتلتنا بها في الماضي". وختم الطيب الهواري حديثه بالتأكيد على أنه لا يوجد من باع ضميره مثل الحركى وهذا المشكل فرنسي، وهم مواطنون من فرنسا ولها ولا علاقة لنا بهم، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها اتجاههم، ثم أضاف" الجزائر أرض الشهداء وفرنسا أرض الحركى". وليست هذه هي المرة الأولى التي يستفز فيها بعض المسؤولين الفرنسيين الشعب الجزائري بخصوص هذا الملف، حيث سبق وأن طرح عدة مرات وعلى مستويات عدة، تحت مبرر تسهيل تمكين عودة أو زيارة الحركى للجزائر، وقال وزير الخارجية الفرنسي خلال رده على سؤال برلماني فرنسي قبل أيام بهذا الخصوص أن الرئيس ماكرون "لديه نفس الشعور بالضيق الذي ينتاب كل الذين اضطروا لمغادرة أرضهم"، مضيفا أن ماكرون يعتزم القيام بخطوات للمضي في مسعى المصالحة و إصلاح الذاكرة بشرط، أن تقوم السلطات الجزائرية باتخاذ خطوات مماثلة أبرزها تمكين أولئك الذين ولدوا في الجزائر ويريدون العودة من القيام بذلك.