تسجيل 110 حالات لدغ عقربي منذ بداية العام بتبسة أحصت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان بولاية تبسة، إصابة 110 أشخاص بالتسمم العقربي في الفترة الممتدة ما بين شهري جانفي و جويلية الجاري ببلديات الولاية، و من حسن الحظ لم تسجل حالات وفاة بلسعات العقارب، في حين سجل خلال العام الماضي 1012 حالة لدغ عقربي. و عرفت بلديات بئر العاتر و نقرين جنوب الولاية، تسجيل أكبر نسبة لهذا النوع من التسممات الخطيرة، التي تعرف تزايدا من سنة لأخرى. و ترى الطبيبة المكلفة بمصلحة الوقاية، أن هذا العدد من حالات التسمم العقربي المسجلة بولاية تبسة، يعتبر مرتفعا و أرجعت سبب ذلك إلى الظروف المناخية السائدة بهذه المناطق الساخنة القاحلة، و التي تشجع على تكاثر هذه الحشرة السامة. و أوضحت ذات المتحدثة، بأن ولاية تبسة توجد بها أنواع كثيرة من العقارب السامة و الخطيرة، يختلف لونها من الأسود و الأصفر و البني و هي عادة ما تنتشر في فصل الصيف بالأماكن الصخرية و البيوت المبنية بالطوب و كذا بالأماكن الصحراوية. مؤكدة على أن شريحة الأطفال تبقى هي الأكثر تعرضا للسعات العقارب، التي أصبحت تعد معضلة أمام الصحة العمومية ببلديات جنوب الولاية، مما يستوجب -كما أضافت- تجند كافة القطاعات من أجل الحد من انتشار هذه الحشرة و الحد من حالات اللسعات الخطيرة، حيث أن التكاليف المالية للتكفل بالضحايا في ارتفاع و تفوق حاليا 1 مليون سنتيم للشخص الواحد، الذي يتم إجلاؤه إلى المستشفى. و تعرف بلديتي نقرين و فركان في أقصى جنوب الولاية، تسجيل ما بين 6 و 10 حالات لدغ عقربي يوميا، فضلا على منطقتي المرموثية، و الغوار التابعة لإقليم ولاية خنشلة، و الدويلات بولاية الوادي، و أحيانا يتم تحويل الحالات الخطيرة إلى مستشفى الدكتور التيجاني هدام ببئر العاتر، أين يتم التكفل بها علاجيا، نظرا لعدم توفر عيادة بلدية نقرين على طبيب مختص بالإنعاش، و لم يتم تسجيل أية حالة وفاة. و يعتبر هذا العدد حسب مصلحة الوقاية، مؤشرا خطيرا على تزايد مخاطر الحشرات السامة بالجهة بفعل الحرارة غير العادية، و سبق لأطباء المؤسسة بنقرين، أن خضعوا لعملية رسكلة و تكوين في طريقة التعامل مع حالات الإصابة باللدغ العقربي و الأفعوي. و عكس ما كانت المؤسسة تشكو منه سابقا جراء الغياب الكلي للمصل الخاص باللدغ العقربي، فقد تم توفير كميات هامة من الأمصال، بإمكانها تغطية احتياجات المنطقة لشهور عديدة، و رغم توفر الأمصال، إلا أن الكثير من المواطنين و لا سيما سكان الأرياف و الرحل، يلجؤون إلى العلاج التقليدي، و هو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة المصابين، و قد تكون سببا في تسجيل وفيات في صفوفهم. و يؤكد إطار بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، على أن عدد المصابين باللدغ العقربي يعرف ارتفاعا من شهر لآخر، لاسيما في أشهر جويلية و أوت و سبتمبر، أين تعرف درجة الحرارة ارتفاعا يتجاوز أحيانا 45 درجة تحت الظل، و هو ما يدفع بالزواحف و مختلف الحشرات السامة إلى الخروج من جحورها، لتشكل بذلك خطورة كبيرة على حياة الناس خاصة الأطفال الصغار، و سكان البوادي و الأرياف، و البدو الرحّل. و يبقى الشغل الشاغل للقائمين على الصحة ببلديات جنوب الولاية، منصبا على القضاء أو التقليص من عمليات التحويل نحو مستشفيات المدن الكبرى، لما في ذلك من مخاطر على حياة المصابين الذين يحتاجون إلى علاج سريع و فعال.