«النيو شعبي» يسيئ لأغنية الشعبي الأصيلة يحاول الفنان عبد القادر بن دعماش من خلال إصدارته السنوية إعادة بعث فن الموسيقي الشعبية و التعريف بعمالقتها على ضوء الإيقاع المتسارع لباقي الطبوع الموسيقية للحفاظ على هذا الفن الأصيل الذي يندرج في إطار الموروث الحضاري المصنف من قبل منظمة اليونسكو . ويقدر عدد مؤلفاته المتضمنة أقراصا مضغوطة بحوالي 16 مغلفا كما قال «للنصر» تتناول في مجملها المسار الفني لعملاقة فن الموسيقي الشعبي ،فكل كتاب يتضمن 75 شخصية فنية سطع نجمها في سماء الفن الأصيل كدحمان الحراشي ،عبد الكريم دالي و الهاشمي قروابي رحمهم الله و غيرهم «لإنقاذ هذه القامات الفنية من دائرة التهميش » ويختصر سر الاهتمام و البحث في ثقافة الموسيقي الشعبية وتسخير وقته وجهده للوعي الكبير الذي يتمتع به و شغفه الأصيل بالموسيقي منذ أن كان صغيرا ،حيث دون مؤلف يتسع في مجمله لمسيرة 5 سنوات كاملة لموسيقى الشعبي أثناء حرب التحرير مستشهدا بذلك بكتابه تحت عنوان «الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني من 1958 إلى 1962» بهدف تمجيد هؤلاء الفنانين ومدى مسايرة كل فنان للكفاح المسلح كما أصدر أيضا كتابا موسوم « المهم في ديوان الشعر الملحون» يتضمن عديد القصائد المعروفة التي تغنى بها الجيل القديم وأعادها بعض مؤدي الأغنية الشعبية في العصر الحالي. ويصف الإعلامي و أحد الوجوه البارزة في حقل الثقافة نفسه انه عاشق لهذا الفن الذي يخصص له جهده و وقته للإبقاء على مسيرة الفن التي رسمها الشيوخ الأوائل متقيدة و بأنه « شعبي» عايش معظم الشيوخ مواكبا مشوارهم الفني مطلعا على خبايا و سكنات هذا الفن منذ أن كان صغيرا ، الشيء الذي عزز في نفسه التواصل و الانتماء ،حيث كان في بداية مشواره مطربا قبل أن يلتحق بعد ذلك بالنشاط الإعلامي بالإذاعة و التلفزيون فكانت الفرصة سانحة للتواصل أكثر مع فناني الشعبي و تعريف الأجيال بهذا الموروث الحضاري من خلال البرنامج «مايا و حسين «ذائع الصيت ،في تجربة يصفها بالايجابية لكونها تصب دائما في إرساء دعائم موسيقي الشعبي المحاطة بإيقاعات وطبوع فنية عصرية ذات إيقاعات سريعة كفيلة بتوجيه على الخصوص فئة الشباب ،ومنه وجب على الفنانين و المختصين ومحبي هذا الطابع «تضافر جهودهم» لمسايرة الركب وعدم ترك موسيقي الشعبي عرضة للنسيان. ويتجسد «النسيان »حسبه في النقل الشفهي لأغنية الشعبي وهذه الخاصية ليست في مصلحة هذا التراث الذي يفترض حمايته بالطريقة المعتمدة من طرف عديد البلدان الأوروبية بواسطة الكتابة ونقل المضمون بواسطة التسجيل «و الحمد لله فكل الوسائل المادية و التكنولوجيات الحديثة كفيلة بمساعدتنا على الحفظ بدون زيادة أو تحريف »ويضيف بأن التراث الموسيقي هو جزء من الشخصية الجزائرية يحمل في مضمونه عديد الرسائل الهامة تنقل تجارب أشخاص عايشوا أحلك الظروف في مراحل زمنية متفاوتة عرفتها الجزائر ،إن هو«خزان للذاكرة الجزائرية»بإمكان الأجيال أن تنهل منه وتستخلص من مضامينه الدروس و العبر . ويسجل محافظ المهرجان الوطني للأغنية الشعبي ارتياحه الكبير بعد أن خطت المحافظة خطوات عملاقة في استحداث مسابقة وطنية لانتقاء الأصوات منذ 2006في تجربة فريدة ومتميزة بغية الأخذ بيد المواهب الشابة ،مع مساعدة الورشات المفتوحة عبر دور الثقافة التي تساهم في نفس الاتجاه وهو الحفاظ على الموسيقي الشعبي ،داعيا هؤلاء الشباب الالتزام بالمسار الفني الذي رسمه كبار الفنانين أمثال بوجمعة العنقيس ،دحمان الحراشي من حيث الأداء واختيار الكلمات ،معتبرا «نيو شعبي «لم يأت بجديد بقدر ما أضافوا آلات موسيقية جديدة مع إهمال الكلمات و اللفظ السليم ،فالشعبي الأصيل يكمن في تجانس ثلاثة أشياء رئيسية يختم حديثه « فالكلمات المعبرة والموسيقى الراقية، وقوة الصوت و الأداء الجيد «مكونات رئيسية عمل بها الأوائل لتحقيق نجاحات كبيرة لإيصال مختلف الرسائل لعامة الناس و عشاق هذا الطابع الأصيل ولا يمكن ل»نيو شعبي» تعويض أغنية الشعبي التي رسم معالمها الفنانون الأوائل بأي حال من الأحوال . هشام ج