كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس أن داء الكلب يتسبب سنويا في وفاة بين 15 و20 شخصا في الجزائر من بين العدد الإجمالي للذين يتعرضون لعضات الكلاب المقدر بحوالي 120 ألف شخص. وخلال افتتاحه أشغال اليوم الإعلامي التكويني باسم وزارة الصحة، أوضح البروفيسور لياس رحال المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، أن عدد الأشخاص الذين يتعرضون سنويا لعضات الكلاب في الجزائر يتراوح بين 116 ألف و 120 ألف شخص، مشيرا إلى أن عدد الوفيات جراء هذا الداء المعدي ذو الأصل الفيروسي يقدر بين 15 و 20 حالة وفاة. وبخصوص عدد الوفيات بسبب مرض الكلب، التي تم تسجيلها في 2018، فكشفت الدكتورة حمادي سامية، نائبة مدير مصلحة الأمراض المتنقلة والإنذار الصحي بوزارة الصحة بأن الفترة الممتدة بين الفاتح جانفي إلى غاية شهر سبتمبر الجاري تم تسجيل 11 حالة وفاة بهذا الداء، مبرزة بأن الأمر يتعلق بمشكلة عويصة للصحة العمومية وأشارت بالمناسبة بأن تكاليف علاج هذا الداء الخطير الذي يحتل المرتبة 11 بين الأمراض التي تسبب الوفاة، تقدر ب 20 مليار سنتيم. وأشارت المتحدثة بالمناسبة إلى التعليمة القطاعية التي أصدرتها كل من وزارات الصحة والفلاحة والداخلية سنة 2015 المحددة لمسؤوليات كل قطاع لوضع حد لهذا الداء الذي يمكن تفاديه بفضل الإجراءات الوقائية. وقالت أنه في الوقت الذي تسهر فيه وزارة الصحة على تزويد وحدات مكافحة داء الكلب بالأمصال واللقاحات وتكوين الأطباء حول التكفل بالإستعجالات الخاصة بالداء، فإن وزارة الفلاحة مكلفة باشراك المواطن في الحملات التحسيسية المتعلقة بتلقيح الحيوانات الأليفة المعرضة للخطر في حين تعمل المصالح الولائية والبلدية على وضع سجل خاص بتلقيح ومتابعة الحيوانات سيما القطط والكلاب الأليفة مع فتح محاشر بكل ولاية خاصة بجمع والتخلص من الحيوانات الضالة. كما شددت بالمناسبة على أهمية توعية وتحسيس التلاميذ بخطر هذا المرض وبطرق الوقاية منه، باعتبار أن الأطفال أكثر عرضة للعض. وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن من بين النقائص المسجلة في التكفل بمكافحة داء الكلب بالجزائر غياب محاشر لجمع والتخلص من الحيوانات الضالة التي تتغذى من النفايات المنزلية القريبة من الأحياء السكنية مما يجعل أهلها عرضة إلى الإصابة بالداء خاصة الأطفال. التلقيح والقضاء على الكلاب الضالة أفضل طرق الوقاية وفي سياق ذي صلة أكد الدكتور كمال آيت أوبلي الأخصائي في علم الأوبئة، أن مكافحة داء الكلب في الجزائر تتطلب تعزيز العمل التحسيسي المتعلق بهذا المرض وكيفية تجنبه، و الوقاية منه، وقال بأن نظافة المحيط والقضاء على الكلاب الضالة أهم المتطلبات التي يمكن من خلالها تفادي الخطر، الذي قد يؤدي إلى الوفاة، مؤكدا أن أي بلد إذا أراد القضاء على داء الكلب يجب عليه أن يقضي على داء الكلب الحيواني، مشددا على ضرورة تلقيح الحيوانات الأليفة وتجنب الاقتراب ولمس ومداعبة وإطعام حيوان غير معروف، ضال أو متوحش، والإسراع إلى غسل الجرح تاحت مياه غزيرة والصابون لمدة 15 دقيقة ثم بماء الجافيل والإسراع إلى عرض المصاب على الطبيب. أما الدكتورة عابد عائشة من مستشفى القطار بالعاصمة، فقد تحدثت عن الأعراض التي تظهر على المصاب بالكلب على غرار الخوف من الماء، والهواء، وسيلان لعابي غزير من الفم وغيرها. من جهته أكد الدكتور عبد الرزاق سوفي، رئيس دائرة الطب الوقائي بمعهد باستور أن اللقاحات الخاصة بمكافحة داء الكلب متوفرة في بلادنا وهي آمنة وفعالة، الأمر الذي من شأنه – كما قال – أن نتفادى الوفيات الناجمة عن الكلب، باعتبار أن التلقيح يمنع ظهور الداء ما يسمح بإنقاذ حياة المصاب، إذا تم إعطاءه المصل في الساعات التي تلي العضة. للإشارة تحيي الجزائر اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب رسميا يوم 28 سبتمبر بسوق اهراس تحت شعار ‹› داء الكلب، إيصال الرسالة، إنقاذ للحياة ‹› وهو ذات الشعار الخاص بحملة مكافحة هذا الداء الذي أطلقته وزارة الصحة، توخيا للقضاء النهائي على هذا الداء في آفاق 2030، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية.