نفي حلف شمال الأطلسي "الناتو" المعلومات التي كان أعلنها في وقت سابق مساء الجمعة عن مقتل رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي في غارة جوية للحلف على العاصمة الليبية طرابلس. وكان متحدث باسم الحلف في نابولي بإيطاليا أكد مقتل رئيس الاستخبارات وهو صهر العقيد الليبي معمر القذافي إلا أن الحلف عاد وسحب هذه المعلومات لعدم صحتها فيما يبدو. و في تطور مفاجئ لإفرازات الأزمة الليبية،أفادت مصادر متطابقة لوكالة الأنباء الفرنسية أن عبد السلام جلود، الرجل الثاني السابق في النظام الليبي، نجح أول أمس في الفرار من طرابلس والانضمام الى صفوف المعارضين. وقال المتحدث العسكري باسم المعارضة العقيد أحمد عمر بني للوكالة "لقد غادر "جلود" طرابلس وانضم الى المعارضين". وأضاف أنه لدواع أمنية لا يمكن الكشف عن مكان وجوده حاليا. وأفاد مصدر آخر لدى المعارضة رافضا كشف هويته أن "جلود تمكن من الفرار من طرابلس مع عائلته ووصل الجمعة الى مدينة الزنتان" التي يسيطر عليها المعارضون والواقعة جنوب غرب طرابلس. وكانت وسائل إعلام تابعة للمعارضة تحدثت مساء الجمعة عن انشقاق عبد السلام جلود، ونقلت إحدى القنوات التلفزيونية التابعة للمعارضين عن جلود قوله أن "نظام القذافي انتهى". وجلود كان من اقرب القريبين من معمر القذافي واعتبر لوقت طويل الرجل الثاني في النظام قبل أن يتم استبعاده اعتبارا من عام 1990. وهو من مواليد 1941، ومارس مهمات رئيس الوزراء بين العامين 1972 و1977 وتولى العديد من المناصب الرسمية وخصوصا نيابة رئاسة الوزراء ووزارتي المال والصناعة. وكان من ابرز الضباط الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر التي قادت العقيد القذافي الى السلطة. ولكن بعد خلافات مع القذافي تم استبعاد جلود الذي انسحب من الحياة السياسية وابقي قيد الإقامة الجبرية لأعوام عدة. وينتمي جلود الى قبيلة المقارحة التي معقلها في سبهة بوسط غرب البلاد، على غرار قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي. وفي أكتوبر 2010، أوردت وسائل إعلام يملكها سيف الإسلام نجل القذافي اسم عبد السلام جلود كمرشح محتمل لتولي رئاسة الوزراء لقيادة المعركة ضد "الفساد" في البلاد. ورغم أن جلود مستبعد من النظام، فان فراره يشكل إخفاقا جديدا للقذافي التي تراجعت قواته في الأيام الأخيرة مع تقدم المعارضة عل عدة جبهات. و على جبهة المعارك، أعلن المعارضون الليبيون تحقيق تقدم كبير أول أمس مع سيطرتهم على مدينتي زليتن والزاوية في طريقهم الى العاصمة طرابلس، معقل القذافي. وسيطر المعارضون أيضا على مصفاة الزاوية، وهي مصدر أساسي للوقود بالنسبة الى العاصمة وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. كذلك، أعلن المعارضون أنهم باتوا يسيطرون على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم غرب طرابلس في حين لاحظ مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أنهم سيطروا على مستشفى المدينة الذي كان آخر مبنى كبير تتمركز فيه قوات القذافي. ومن جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اشتداد المعارك بين المتمردين وقوات القذافي أدى الى "تدهور سريع في الوضع الإنساني" في العديد من المدن. وقالت اللجنة في بيان لها إن "اشتداد حدة القتال خلال الأيام القليلة الماضية أدى إلى تدهور سريع في الوضع الإنساني في البريقة (شرق) والزاوية وغريان وصبراتة (غرب وجنوب غرب طرابلس) وبالقرب من مصراتة وفي المناطق المحيطة بها". وفي جنيف، قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة جيميني بانديا أن آلاف الأجانب المقيمين في طرابلس يسعون الى مغادرة العاصمة الليبية مع اشتداد المعارك بين المتمردين والقوات الموالية للقذافي. وأشارت إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تعد خططا لإجلائهم بحرا على الأرجح في أسرع وقت ممكن. الوكالات