نستهدف تحقيق ثالث صعود على التوالي اعتبر رئيس شباب عين ياقوت الحديث عن صعود فريقه إلى وطني الهواة أمرا منطقيا، وأكد على أن معيار الميدان كان كافيا لاظهار قدرة «الياقوت» على خطف التذكرة المؤدية إلى منصة التتويج، خاصة بعد تجاوز مرحلة الاحباط النفسي، وكسب اللاعبين الثقة في النفس والامكانيات. عموري، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن العودة القوية للفريق في الجولات الأخيرة كانت من ثمار العمل الذي يقوم به المدرب سليم عريبي، منوها في سياق متصل بالدور الكبير الذي يلعبه الأنصار، خاصة المؤازرة المتواصلة أثناء اللقاءات الرسمية، كما تحدث عن الملعب وكيفية اعتماده وكذا هاجس التمويل الذي ألقى بظلاله بمجرد تحسن النتائج، إضافة إلى نقاط أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذه الدردشة: في البداية، هل لنا أن نعرف سر الانتفاضة المفاجئة التي سجلها الفريق، باحراز سلسلة من الانتصارات؟ الحقيقة أن التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية كان قد أتى بثماره، ولمسة المدرب سليم عريبي اتضحت بصورة جلية، سواء في الجانب الانضباطي، الخيارات التكتيكية وحتى الروح الجماعية، الأمر الذي كان كافيا لضخ دماء جديدة في الفريق، وحرر اللاعبين من الضغط النفسي الرهيب الذي كانوا قد عاشوا تحت تأثيره في بداية الموسم، لأن انطلاقتنا كانت بنتائج سلبية، وعلى وقع أزمة في العارضة الفنية، على اعتبار أن المدرب سامعي كان قد اشرف على التحضيرات، إلا أنه قرر الانسحاب عشية المباراة الرسمية الأولى، وهذه المعطيات سربت الشكوك إلى قلوب الأنصار، وزادت من مخاوفهم على مستقبل الفريق، سيما وأننا نخوض أول تجربة لنا في حضيرة ما بين الجهات، لكن الموازين انقلبت رأسا على عقب باستقدام عريبي، والتخوف تحوّل إلى تفاؤل كبير، إلى درجة أن الأنصار اصبحوا يتحدثون عن الصعود كهدف رئيسي، لأن حنكة هذا التقني ساهمت في اعطاء اللاعبين شحنة اضافية في هذه المرحلة الحساسة. نلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على لعب الأدوار الأولى، أليس كذلك؟ المشوار لا يزال في بدايته، لكن النتائج الإيجابية التي حققناها في آخر خمس مباريات جعلت كافة أفراد أسرة النادي، من لاعبين، مسيرين، أنصار وطاقم فني ينظرون إلى المستقبل من زاوية تحت في طياتها الكثير من التفاؤل، لأن عامل الخبرة في هذا القسم تحديناه، وكسرنا هذا الحجار بفضل النتائج الإيجابية التي أحرزناها خارج الديار، بدليل أننا الفريق الوحيد الذي تمكن إلى حد الآن من انتزاع 3 انتصارات بعيدا عن القواعد، وكان ذلك في السفريات الثلاث الأخيرة التي واجهنا فيها كل من وفاق تبسة، حمراء عنابة ونجم البسباس، لكننا بالموازاة مع ذلك لم نفز داخل قواعدنا سوى في لقاء واحد، مع التعادل في مناسبتين، والانهزام أمام مولودية باتنة، والعودة القوية في الجولات الأخيرة تكفينا للتأكيد على أن الفريق استعاد مستواه الحقيقي، وبالتالي فمن حقنا أن ندافع عن حظوظنا في التنافس على تأشيرة الصعود. هذا يعني بأنكم تبحثون عن الصعود الثالث على التوالي؟ الحديث عن الصعود نابع من المعطيات التي نعايشها ميدانيا، لأننا قبل انطلاق البطولة كنا جد متخوفين من عدم القدرة على مسايرة الركب، على اعتبار أن المجموعة الشرقية لقسم ما بين الرابطات تضم أندية لها خبرة طويلة على الصعيد الوطني، في صورة حمراء عنابة، ترجي قالمة، مولودية باتنة، شباب الذرعان، وفاق تبسة ونجم القرارم، وعليه فقد كنا في بادئ الأمر قد سطرنا هدفا على تجاوز عتبة ضمان البقاء، والعمل على الاحتكاك أكثر بهذا المستوى، لكن تحسن آداء التشكيلة مع تقدم الجولات جعل الأنصار يستعيدون ذكريات الموسم الفارط، لأننا لم نعمر في الجهوي الأول لرابطة باتنة سوى موسما واحدا، وقد خطفنا تاشيرة الصعود من أندية كثيرة تفوقنا عدة وتعدادا، ولو أننا سنخوض هذه المغامرة متحررين من كل الضغوطات، على امل النجاح في الوصول إلى المبتغى وتحقيق الصعود لثالث مرة، وبالتالي مواصلة المسيرة بنفس الديناميكية. وهل تتوفرون على الامكانيات المادية التي تكفي لتجسيد هذا الهدف؟ نحن لا ننصب الصعود إلى قسم الهواة في صدارة أولوياتنا، بل نعمل على تسيير المشوار وفق الامكانيات المتاحة، لتجنب المزيد من الضغط، لكن سلسلة الانتصارات المحققة في الجولات الفارطة حمست اللاعبين والأنصار، وجعلت الكل يتحدث عن حظوظنا في الصعود، مما دفع بالطاقم المسير إلى الاستثمار في هذه الظروف، والسعي لتوفير التحفيزات التي من شأنها أن تساهم في تواصل السلسلة بنفس الوتيرة، وذلك بالعمل على حصد أكبر عدد ممكن من النقاط، على أن تتضح الرؤية أكثر في نهاية مرحلة الذهاب، وعليه فإننا لن نكلف أنفسنا اكثر من طاقتها، والامكانيات المادية تبقى الهاجس الاكبر في مثل هذه الرهانات. وهل من تفصيل أكثر بخصوص الوضعية المالية للنادي؟ بعد تحقيقنا الصعود من جهوي باتنة الموسم الفارط وعدنا مسؤولو البلدية باعانة بقيمة 360 مليون سنتيم، تمثل حصة الفريق من الميزانية الاولية للسنة الجارية، وهو المبلغ الذي لم يدخل الخزينة سوى منذ اسبوعين، وقد استغليناه لتسوية جزء من الوضعية العالقة، خاصة منها منح المباريات، مع تسديد شطر من الديون، في انتظار وصول الدعم الذي وعد به كل من والي باتنة وكذا مدير الشباب والرياضة، والمقدر في مجمله بقيمة 250 مليون سنتيم، لأن تسيير الفريق في بداية الموسم كان صعبا للغاية، ولم نتمكن من تغطية مختلف المصاريف الخاصة بالعتاد الرياضي، الملفات الطبية والاطعام سوى بالاقتراض، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون، رغم أن الأنصار الأوفياء ما فتئوا يقدمون المساعدة للطاقم المسير، لأننا في عين ياقوت عبارة عن عائلة واحدة، نسير شؤون الفريق بصورة جماعية، واللاعبون جد متفهمين للظروف التي يمر بها الشباب، مما انععكس بالإيجاب على الأجواء السائدة داخل التشكيلة . وماذا عن قضية الملعب والكيفية التي تمت بها عملية اعتماده؟ هذا الأمر يحسب لكافة ابناء البلدية، لأن الصعود إلى قسم ما بين الرابطات جعلنا نصطدم باشكالية عدم اعتماد ملعب عين ياقوت، بسبب عدم استيفاء الشروط المنصوص عليها قانونا، وفي مقدمتها قضية المدرجات، الأمر الذي دفعنا إلى الرمي بالكرة في معسكر الأنصار، الذي بادروا إلى تحمل كامل المسؤولية على عاتقهم، وذلك بتسجيل عملية تقضي بانجاز مدرجات في الملعب، حتى يتسنى لنا رفع هذا التحفظ، فانطلقت اشغال الانجاز خلال الصائفة الفارطة، بمساهمة بعض المقاولين من ابناء المدينة، رغم أننا أجبرنا على الاستقبال بأولاد زواي في الجولات الأولى من الموسم الجاري، لكن المهم أن مشروع المدرجات انجز، والأسبوع الأخير من اشغال الانجاز عرف تعبئة جماهيرية كبيرة، لأن الجميع ظل ينتظر عودة الفريق للاستقبال في عين ياقوت، فتحقق هذا الحلم، وارتفعت معنويات اللاعبين أكثر، لنتخلص نهائيا من هذا الهاجس وآثاره السلبية على الجانبين المادي والبسيكولوجي.