شيخ زاوية الهامل يدعو الباحثين إلى تصحيح تاريخ الزوايا في الجزائر دعا أمس شيخ زاوية الهامل محمد مأمون القاسمي الحسني الباحثين و الأساتذة المختصين في التاريخ، إلى التعمق في الأبحاث و تصحيح تاريخ الزوايا في الجزائر، لما لحقه من تحريف و ظلم قبل الاستقلال وبعده، سواء من طرف بعض الأجانب أو من الداخل من بعض الجهات المعنية بكتابة تاريخ الجزائر، منطلقة من خلفيات فكرية وسياسية استمرت لعقود من الزمن. وقال شيخ زاوية الهامل في كلمته خلال افتتاح الملتقى الوطني تاريخ و أعلام المسيلة في طبعته السابعة بعنوان "الزوايا هوية وإشعاع ثقافي" بدار الثقافة الشهيد قنفود الحملاوي، أن هذا الجيل من الباحثين و الأساتذة و الطلبة، معول عليهم كثيرا، لرفع اللبس و تصحيح التاريخ، من خلال البحث أكثر في تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة الشعبية، مؤكدا أن تاريخ الجزائر ارتبط بهذه الزوايا العلمية التي حفظت لها مقوماتها الوطنية ومرجعيتها الدينية، و وقفت في وجه المستعمر الفرنسي و ضد مشاريع التغريب و الفرنسة و التنصير. و أضاف أن الزوايا التي تأسست على التقوى خدمة لكتاب الله، حملت رسالة جامعة و منهجا عبر بصدق عن هذا التوجه و الحرص على المحافظة على المرجعية الوطنية وعلى العقيدة و السلوك و الفعل، وهي تحرص اليوم أيضا، كما قال، على تحقيق هذه الغايات ، مجددا ثقته في العلماء والباحثين الذين يملكون، حسبه، العلم والكفاءة والتجرد والنزاهة و الموضوعية في تحقيق هذا الهدف النبيل، من خلال إعادة النظر في كل ما كتب في الزوايا، تثبيتا وتصحيحا لما مسها من تحريف. كما أكد الشيخ محمد مأمون القاسمي على حقيقة الزوايا التي يزعم أصحابها أنهم ينسبون إليها، في حين أرادوا فقط استعمالها مطية لمآرب ومشاريع شخصية وهؤلاء، كما أضاف، يتبرأ منهم الجميع، لأن ما جاءوا به مخالف لمقاصد رسالة الإسلام التي تعتبر سر بقاء هذا المجتمع متماسكا متضامنا ، على مدى فترات الظلام، مرابطا صابرا إلى أن تحقق وعد الله باستقلال الجزائر من الاستعمار. وتجدر الإشارة إلى مشاركة 29 أستاذا وباحثا من 12 جامعة عبر الوطن، في فعاليات هذا الملتقى الذي يدوم يومين.