فتح اللاعب الدولي السابق وعضو طاقم تدريب شبيبة بجاية حدو مولاي، قلبه للنصر في حوار عاد خلاله بذاكرته للعديد من المحطات المهمة في مشواره الكروي، والتي كان أهمهما تقمص ألوان المنتخب الوطني في 56 مناسبة، كما تحدث الظهير الأيسر السابق لعدة نوادي جزائرية، في مقدمتها مولودية وهران واتحاد الجزائر، عن جديد الخضر ورؤيته لقدوم جمال بلماضي، الذي زامله في بداية الألفية، مؤكدا أنه ما زال يتواصل مع لاعب أولمبيك مارسيليا السابق. حاوره: فوغالي زين العابدين في البداية، حدثنا عن تجربتك الجديدة مع شبيبة بجاية وكيف وجدت الأجواء داخل الفريق؟ التحاقي بشبيبة بجاية، جاء بناء على طلب المدرب معز بوعكاز، الذي يعرفني جيدا، بحكم عمله في مولودية وهران، ورغم أنني وقتها كنت مناجيرا عاما، إلا أنني كنت متواجدا في أغلب الوقت في الميدان، وهو ما لاحظه بوعكاز، وجعله يصر على ضمي للعارضة الفنية للشبيبة، وبخصوص الأجواء، فقد لقيت كل الترحاب سواء من محيط أو من سكان بجاية، الذين يكنون لي احتراما كبيرا، كما أود أن اشكر كثيرا عبر جريدتكم، الصديق إبراهيم المدعو «بطاطا» الذي استقبلنا بحفاوة في بجاية، وقدم لنا عدة تسهيلات. لا خوف على الخضر مع بلماضي منصبك الجديد في الشبيبة فني نوعا ما، هل يمكن القول إنها أولى محطات حدو في عالم التدريب؟ أتمنى ذلك، ومنذ اعتزالي الكرة وأنا متعلق بالتدريب، وحاليا ما زلت أواصل دراستي لنيل شهادات إضافية في التدريب، لأن المشوار الكروي غير كاف، وعلى اللاعب بعد تعليقه الحذاء أن يواصل دراسته ويكون مطلعا وملما بكل التطورات، ويبقى دائما طموحي هو الذهاب بعيدا في عالم التدريب. ما هي الأسباب التي جعلتك تغادر منصبك كمناجير عام في مولودية وهران ؟ مولودية وهران، تبقى دائما في القلب، والموسم الفارط أكملت مهمتي على أكمل وجه، ووضعت استقالتي عند نهاية الموسم، لأسباب عديدة، بعضها شخصية جعلتني لا أستطيع المواصلة، واليوم أنا هنا في بجاية من أجل تحدي جديد، وأتمنى دائما التوفيق للحمراوة. مشوارك كلاعب طبعته صفة «الدولي»، ما رأيك في تعيين بلماضي وحصيلة عمله بعد بضعة أشهر؟ لحد الآن يمكن تصنيفه في خانة «الايجابي» لأبعد الحدود، وقد تمكن جمال من إعادة الروح القتالية للمنتخب التي غابت في فترة معينة، وعرف بجديته وحبه لعمله، كيف يجد التوليفة المناسبة، والنتيجة المحققة في الطوغو خير دليل، وبلماضي معروف عنه بشخصية القوية وصرامته وتفانيه في العمل سواء كمدرب أو كلاعب، وقد لعبت بجانبه في عدة مناسبات مع المنتخب الوطني، وما أذكره أنه لبى نداء الوطن في أوقات صعبة، وصدقني ما زلت على تواصل معه، فهو صديق قبل أن يكون مدربا أو زميلا سابقا فوق أرضية الميدان. أدين للمرحوم قاسم بليمام وهو من فتح لي باب المولودية بعد ضمان التأهل للكان، كيف ترى حظوظ الخضر في النهائيات؟ بصمة المدرب بلماضي بدأت تظهر، رغم أن الفترة التي تولى فيها تدريب المنتخب قصيرة نوعا ما، وهناك عمل كبير ينتظره، ولحسن الحظ أن المنتخب ضمن التأهل قبل الجولة الأخيرة، حتى يكون هناك وقت لتجريب عناصر جديدة، ويمكن اعتبار مقابلة غامبيا بمثابة مقابلة تحضيرية للكان، وأنا أتوقع مشوارا طيبا في الكان، في انتظار تحديد الدولة التي ستعوض الكاميرون. شغلت منصب الجهة اليسرى للمنتخب لسنوات عديدة، حسب رأيك من هو أفضل لاعب في هذا المنصب حاليا؟ في الفترة الأخيرة، لاحظت وجود منافسة على هذا المنصب، والشيء المميز أنه لا يوجد لاعب أساسي دون منازع، فمحمد فارس أدى ما عليه وكان في المستوى، ونفس الأمر بالنسبة لعبد اللاوي لما أتيحت له الفرصة، كما لا يجب أن ننسى أن فوزي غلام لاعب نابولي يحضر لعودته، لهذا لا يمكن القول أن هناك لاعب محدد، يستحق شغل هذا المنصب، وهذا التنافس سيصب في مصلحة المنتخب دون شك. تفوّقت على اينيرامو وبن شرقي وكنت هداف سوسطارة ! جدلية محلي – مغترب، ميّزت فترة مرورك بالخضر، هل يمكن أن تحكي لنا ما عشته في تلك الفترة ؟ قضية اللاعب المحلي واللاعب المغترب أو المحترف (سنوات مروري بالخضر، كانت البطولة الوطنية هاوية)، بالنسبة لي مجرد قصة مفتعلة من قبل بعض الأطراف، وقد مكثت في المنتخب من سنة 1998 إلى عام 2004 وزاملت عدة لاعبين، ولم أكن أسمع بمثل هذه القصص، إلا في الشارع أو بعض وسائل الإعلام وقتها، ومن لم يعش داخل المنتخب الوطني، لا يمكنه الحديث عن هذا الموضوع، وصدقني كان هناك تعايش كبير بين اللاعبين، ولم يسبق وأن أثير هذا الموضوع للنقاش. لنعود إلى نقطة البداية، كيف كانت انطلاقة حدو مولاي مع عالم المستديرة؟ تعلقت بكرة القدم منذ الصغر، والمعروف أن وهران تتنفس كرة القدم، وكنت أحلم منذ نعومة أظافري، بصناعة اسم كبير في هذا العالم، خصوصا أنه طفولتي شهدت عدة انجازات للمنتخب، خاصة بعد تأهل المنتخب الوطني لأول مرة لنهائيات كأس العالم 82، ولما بلغت سن العاشرة سنة 1985، التحقت بفريق جمعية وهران بعد نجاحي في اختبار الانتقاء الخاص بصنف المدرسة، وتدرجت في جميع أصنافه إلى غاية سنة 1993. كيف تحوّلت لفريق مولودية وهران، وهل وجدت صعوبة في التأقلم في البداية، خصوصا مع وجود لاعبين كبار؟ الفضل يعود للرئيس الراحل قاسم ليمام الذي اتصل بي، وكان يؤمن بقدراتي، ووقتها كان عمري 19 سنة، وحققت حلمي باللعب في المولودية، بطلة الجزائر في تلك الفترة، ولما التحقت بالتشكيلة وجدت أرمادة من اللاعبين الدوليين الكبار أمثال مزيان، تاسفاوت، زروقي، بلعطوي والقائمة طويلة، وتمكنت من فرض نفسي في الفريق، في وقت قياسي ومن هنا كانت الانطلاقة. ما هي أبرز ذكرياتك مع الحمراوة في الفترة الأولى مابين 1993 - 2004؟ تلك السنوات أفضل فترة في مشواري، ولدي فيها عدة ذكريات جميلة، بينها استدعائي للمنتخب الوطني، ونيلي عدة ألقاب مع الحمراوة سواء كأس الجمهورية أو الكأس العربية الممتازة مرتين، كما أصبحت بفضل هذا الفريق معروفا في الوسط الكروي الجزائري، والشيء المميز في تلك الفترة، هو الروح الأخوية بين اللاعبين، أين كنا بمثابة عائلة واحدة، وهو ما ساعدني على التأقلم، وفرض نفسي طيلة هذه الفترة، وأفتخر ليومنا هذا بحملي ألوان هذا الفريق العملاق. بعدها اخترت اللعب في اتحاد العاصمة رغم العروض الكثيرة التي وصلت وقتها؟ في تلك الفترة، كان اتحاد العاصمة يملك أفضل تشكيلة في البطولة، وكنت أطمح لنيل ألقاب أخرى في مشواري، فكان من الطبيعي أن اختار الاتحاد، خصوصا وأن أغلب اللاعبين آنذاك، لعبوا معي في الفريق الوطني كزغدود وحمدود وعريبي وأشيو ودزيري وغيرهم، وسهلوا لي مهمة الاندماج بسرعة في الفريق. ما هو تقييمك لتجربتك مع أبناء سوسطارة وهل أنت راض عنها؟ بطبيعة الحال راض عنها، لأن الأرقام هي من تتحدث، فبعد أن فرضت نفسي في التشكيلة الأساسية منذ اليوم الأول، نلت مع الفريق لقب البطولة في أول موسم، وكنت أحسن ممرر في الفريق، وفي الموسم الثاني كنت الهداف وسجلت 11 هدفا متقدما على بقية المهاجمين أمثال اينيرامو وبن شرقي، وفي الموسم الثالث لعبت مرحلة الذهاب، ثم عدت لمولودية وهران. فترة توهجك، كان اسمك مقترحا في كثير من الأندية الفرنسية، غير أنك في النهاية لم تحترف، ما سبب ذلك ؟ نعم وصلتني عدة عروض أبرزها من فريقي مونبيليي ولوهافر وحتى من بعض المقربين من إدارة اولمبيك مرسيليا، بالإضافة لعدة أندية خليجية، وكنت قريبا جدا من تقمص ألوان فريق مونبيليي الفرنسي، لكن أطراف دخلت على الخط، وكانت تبحث عن مصلحتها الشخصية، و تريد الاستفادة من الصفقة مما أجهضها . حرمت من الاحتراف بمونبيليي ومارسيليا فكر في ضمي كيف عدت للحمراوة، وحدثنا عن موسمك الأخير قبل الاعتزال؟ قبل أن أعود للمولودية، سجلت هدفا ضدها مع اتحاد العاصمة عن طريق ضربة جزاء، وهو ما لم يتقبله أنصار الحمراوة، ووعدتهم بالعودة إلى الفريق وإنهاء مشواري فيه وهو ما تم فعلا، رغم أنني لم أنو الاعتزال بتلك الطريقة، بعد سقوط الفريق إلى القسم الثاني سنة 2008 بالطريقة التي يعرفها العام والخاص، وقررت الاعتزال في نهاية الموسم رغم أنني كنت قادرا على العطاء، لكن ما عشته وقتها عجل بتعليقي الحذاء. هل تتذكر استدعاءك الأول للخضر؟ أكيد، لأنه محطة مهمة، وكان ذلك سنة 1998، وكان المدرب إيغيل وراء استدعائي للمنتخب الأول، حين لعب المنتخب مقابلة ودية في صوفيا ضد بلغاريا بكامل نجومها المعروفين، وفرضنا عليهم التعادل سلبيا، ومن يومها ضمنت مكاني في المنتخب الوطني وسني 23 سنة، أما أول مقابلة رسمية فكانت أمام تونس بملعب 5 جويلية. شاركت في كأس إفريقيا عام 2000، ماذا تذكر من تلك المشاركة؟ في تلك الدورة خالفنا كل التوقعات، وأغلب وسائل الإعلام توقعت خروجنا من الدور الأول، خصوصا بعد الهزيمة الثقيلة أمام فاسكو دي غاما البرازيلي بقيادة روماريو بسباعية كاملة، بالإضافة للمشاكل الكبيرة التي كانت تتخبط فيها الاتحادية، ومع هذا لعبنا متحررين في غانا واجتزنا الدور الأول بامتياز، بعد التعادل أمام الكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا وفوز على الغابون، وانهزمنا بصعوبة في الربع نهائي بكوماسي أمام الكاميرون، أفضل فريق في إفريقيا وقتها بنتيجة 2-1، وكنا قادرين على التعادل والذهاب للوقت الإضافي. جيلنا ظلم وحلمت بالمونديال بعدها خرجتم من الدور الأول لكان 2002 مع ماجر، ماذا كان ينقصكم وقتها؟ في تلك الدورة لم يكن الحظ إلى جانبنا، بعد وقوعنا في مجموعة صعبة، تضم مالي البلد المضيف ونيجيريا المتأهلة للمونديال وليبيريا بقيادة جورج ويا، كما أننا لم نحضر جيدا لتلك الدورة، وهذا هو سبب إخفاقنا. ثم خالفتم التوقعات في «كان تونس» وقدمتم مشاركة مشرفة، ما هي أبرز ذكرياتك من تلك الدورة؟ بطبيعة الحال، أفضل ذكرى في تلك البطولة، هي مقابلتنا ضد مصر التي بقيت خالدة في تاريخ الكرة الجزائرية، بالإضافة لتعادلنا أمام الكاميرون بعد أن توقع الجميع سقوطنا بنتيجة ثقيلة، كما أن مقابلة زيمبابوي كانت الأخيرة لي في مشواري مع الخضر. ما هي المباريات التي خضتها مع الخضر ولا يمكن أن تنساها؟ لدي في رصيدي 56 مقابلة دولية، وكل لقاء له ذكرياته الخاصة، وهناك مباريات لا يمكن نسيانها، مثل المقابلة أمام فرنسا سنة 2001، وفوزنا على ليبيريا برباعية في عنابة، ومقابلة مصر في كان 2004. المنافسة على منصب الظهير الأيسر ستشتعل بعودة غلام ماذا كان ينقص جيلكم لبلوغ كأس العالم؟ جيلنا ظلم، لأن فترة مرورنا بالمنتخب، تزامنت وظروف صعبة مرت بها الجزائر، وهو ما انعكس على كل المجلات ليس الكرة فحسب، وأظن أن هذا يبقى أهم عامل، في فشل جيلنا في حصد نتائج أفضل. نختم الحوار بالحديث عن أحسن وأسوأ ذكرى؟ لدي عدة ذكريات جميلة، وبالأخص التتويج بالألقاب وحمل الألوان الوطنية، ونيل شهرة واسعة على المستوى الوطني، وأسوأ ذكرى هي إصابتي في لقاء البليدة سنة 2002 وبسببها فقدت الكثير من إمكانياتي.