لن أنسى ما حييت تتويجي مع الخضر بالكان ومع الكناري بكأس إفريقيا ما يحدث لشبيبة القبائل غير مقبول ومستعد لمساعدة النادي مهما كان اسم مسؤوله فتح اللاعب السابق لشبيبة القبائل والمنتخب الوطني عبد الرزاق جحنيط قلبه للنصر في حوار نفض فيه الغبار عن العديد من الذكريات الخاصة بمشواره الكروي سواء مع شبيبة القبائل التي كان أحد مهندسي تتويجها بكأس إفريقيا للأندية البطلة كما كان ضمن قائمة المتوجين بكأس أمم إفريقيا الوحيدة في تاريخ الجزائر، واحترف في أربعة بلدان وهي فرنسا و بلجيكا و جمهورية التشيكوتونس واختير كأفضل لاعب محترف في تونس، وتألق في عدة مناصب خصوصا في الوسط والهجوم، كما لم يفوّت فرصة لقاءه بالنصر ليتحدث عن مشاريعه المستقبلية والمدرسة الكروية التي أنشأها وينتظر فقط الحصول على الاعتماد. حاوره: فوغالي زين العابدين في البداية نشكرك على قبول دعوة النصر ونود معرفة آخر أخبارك؟ أشكرك وأشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة، وأنا الآن موجود في العاصمة منذ 2015 بعد أن كنت مقيما في كندا منذ سنة 2012، وحاليا أشرف على فريق هاوي اسمه جمعية أشبال خرايسية أسسته سنة 2016 وأدربه في نفس الوقت، كما لدي مشروع إنشاء مدرسة كروية، وقمنا بكل الإجراءات وننتظر فقط حصولنا على الاعتماد. الجماهير التي عاصرتك في الملاعب تعرفك جيدا، لكن إذا أمكن أن تعطي نبذة عنك للأجيال الحالية؟ بكل تأكيد ،عبد الرزاق جحنيط من مواليد 8 جانفي 1966 ببرج زمورة بولاية برج بوعريريج، تكونت في فريق عريق بحي المدنية بالجزائر العاصمة اسمه(UPCS)، وبعدها انتقلت لفرنسا ولعبت لنادي رومان فيل موسم 1985/1986، ثم لعبت لنادي التجارة موسم 1987/1988، ثم سكاف خميس مليانة وفي سنة 1989 التحقت بشبيبة القبائل وبقيت فيها إلى غاية سنة 1992 وفزت مع الكناري بعدة ألقاب، وفي موسم 1992/1993 احترفت في بلجيكا في نادي هارلبيك، وفي الموسم التالي لعبت للنجم الساحلي التونسي وتم اختياري كأفضل لاعب أجنبي في البطولة التونسية ثم عدت لشبيبة القبائل موسم 1994/1995، وبعدها لعبت موسما واحدا في إتحاد البليدة ثم انتقلت إلى التشيك ولعبت لنادي عريق اسمه دوكلا براغ ولعبت له موسمين من 1996 إلى 1998 ثم عدت إلى الجزائر وأنهيت مشواري سنة 1999 مع فريق اتحاد تبسة الذي كان ينشط وقتها في القسم الأول كما أنني تقمصت ألوان المنتخب في عدة مناسبات وكنت ضمن الفائزين بكأس أمم إفريقيا 1990 التي أقيمت هنا في الجزائر . حدثنا عن بدايتك في عالم كرة القدم؟ مثل جميع الجزائريين في تلك الفترة كان الشارع هو المكان الحقيقي لتنمية مواهبنا، وتعلم أبجديات الكرة في شوارع مسقط راسي إلى غاية التحاقي بفريق بحي المدنية بالجزائر العاصمة اسمه(UPCS) كما سبق وأن أشرت ومن هنا كانت الانطلاقة. قبل التحاقك بشبيبة القبائل لعبت في فرنسا، كيف كانت تلك المرحلة؟ لقد كانت فترة ايجابية واستفدت منها كثيرا وكسبت منها خبرة بداية بتنقلي إلى فرنسا سنة 1985 ولعبي لنادي رومان فيل في القسم الشرفي، ثم فريق التجارة وبعده سكاف الخميس العريق وكل هذا ساهم في خطف الأنظار وجعلني مطلوب من أندية النخبة واقتربت أكثر من الفريق الوطني. التحقت بصفوف شبيبة القبائل سنة89، كيف تم ذلك وهل وجدت صعوبة في التأقلم؟ الاتصال كان بشكل عادي من طرق مسيري الفريق في تلك الفترة ولقد أصر على جلبي المدرب محي الدين خالف الذي كلمني وأيضا عائلة المرحوم كمال عويس الذين سهلوا لقائي بالمسيرين وتم الاتفاق بسرعة والتحقت بالكناري، ولم أجد صعوبة في التأقلم خصوصا مع الطاقم الفني مع خالف وزيفوتكو اللذان وضعا ثقتهما في منذ الوهلة الأولى بالإضافة لمحيط الشبيبة بصفة عامة، وأتذكر جيدا أول مقابلة لعبتها بألوان الكناري ضد سريع غليزان وفزنا بنتيجة 30 وسجلت في نفس المقابلة أول أهدافي . في سنة 1990 توّجت مع الكناري بكأس إفريقيا للأندية البطلة، حدثنا عنها؟ لقد كان مشوارا تاريخيا لا ينسى والشبيبة وقتها كانت تملك فريقا قويا من لاعبين مميزين أمثال الحارس عمارة وصادمي وأدغيغ ومفتاح وكعروف ومدان و آيت الطاهر وحاج عدلان و صايب وأسماء عديدة أخشى نسيانها وكان يدربنا الثنائي زيفوتكو وفرقاني وقمنا بمشوار مثالي أقصينا في الدور الأول نادي كارا لومي التوغولي وهزمناه 60 في الجزائر ،ثم أخرجنا النجم الكونغولي وفي النصف نهائي تأهلنا بصعوبة على حساب اشانتي كوتوكو الغاني بعد أن عشنا العذاب في غانا وفي النهائي عدنا بالكأس من لوساكا على حساب نكانا ريد ديفيلز في أجواء لا تنسى. فزت بالعديد من الألقاب مع الكناري، فما هي أكثر التتويجات التي بقيت في ذاكرتك؟ كلها تقريبا تتويجات لا تمحى من الذاكرة، فزت بكل شيء مع الشبيبة طبعا كأس إفريقيا للأندية البطلة 1990 التي تعادل اليوم رابطة الأبطال،والبطولة الوطنية موسم 1989/1990 أين تقدمنا بفارق ثلاث نقاط عن مولودية وهران، وكأس الجزائر 1992 على حساب اولمبي الشلف 10 كما خسرت نهائي كأس الجمهورية 1991 أمام إتحاد بلعباس، كما كان الفضل للشبيبة في وصولي للمنتخب الوطني . لقد كانت لك فرصة للاحتراف في ليون الفرنسي لكن الصفقة لم تتم، لماذا؟ نعم في موسم 1989/1990 تقرب مني وقتها المدير الرياضي للفريق برنار لاكومب وكان يريدني في الفريق وتم تحديد كل الأمور لكن في أخر لحظة ولأسباب إدارية اعتقد أن الأمر يخص عدد اللاعبين الأجانب في الفريق و لم تتم الصفقة للأسف. في سنة 1989 استدعيت لأول مرة للمنتخب الوطني ،كيف تم ذلك ؟ بعد أشهر قليلة من التحاقي بشبيبة القبائل وتألقي في صفوفها وصلني استدعاء المنتخب الوطني عن طريق المدرب كرمالي عبد الحميد وعبد الوهاب رحمهما الله وعلي فرقاني ونور الدين سعدي، وهذا في فترة الاستعدادات لكاس أمم إفريقيا 1990 في الجزائر . و أتذكر جيدا أول لقاء لي وكان في العاصمة السنغاليةدكار يوم 31 ديسمبر 1989 ضد السنغال وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي 00، ومن الصدف أن أول أهدافي كان في دكار وضد السنغال أيضا لكن هذه المرة في لقاء أخر سنة 1991 في إطار دورة دكار الودية وسجلت الهدف في الدقيقة 64 وتعادلنا 22 وفزنا بضربات الجزاء . ماذا تتذكر من كأس إفريقيا 90 التي توّجت بها مع الخضر؟ لا يخفى على الجميع أنه في سنة 1990 كانت المسؤولية كبيرة على المجموعة كما أن المنتخب خرج من تصفيات كأس العالم وكان علينا التخلص من الإحباط الذي عانى منه الجمهور والحمد الله وفقنا لأننا كنا عائلة واحدة ومجموعة متلاحمة مليئة بالمواهب،ولا أنسى أيضا أول مشاركة لي في الكان ضد مصر يوم فزنا عليهم 20 وثأرنا لخروجنا من تصفيات المونديال، بالإضافة للحظات التتويج والتكريم من طرف رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد رحمه الله، والحمد الله أننا تمكنا من تحقيق حلم الشعب الجزائري واسمي مسجل في هذا الانجاز . بعد سنوات مع الكناري قررت خوض تجربة احترافية في بلجيكا، كيف تم ذلك؟ في موسم 1992/1993 عرضت علي فكرة الاحتراف في بلجيكا في نادي هارلباك الذي كان يطمح للصعود للقسم الممتاز، وكان يملك إمكانيات على أعلى مستوى واكتشفت الاحتراف الحقيقي وقدمنا موسما حسنا كنا قريبين من اقتطاع تأشيرة الصعود للقسم الممتاز. بعد بلجيكا التحقت بصفوف العملاق التونسي النجم الساحلي، كيف كانت تلك التجربة؟ في موسم 1993/1994 أمضيت للنجم الساحلي وقدمت موسما كبيرا وسجلت عدة أهداف واخترت كأفضل أجنبي في البطولة واحتلينا في أخر الموسم المركز الثالث خلف الترجي والنادي الإفريقي كما وصلنا لنهائي كاس تونس وانهزمنا 10 أمام المرسى، ولعبت مع لاعبين كبار أمثال بوقديدة والصالحي وزوبير وشوشان وغيرهم . لقد كنت من بين نجوم الفريق واستطعت كسب حب أنصار النجم منذ أول لقاء ويكفي أني كنت أفضل أجنبي وقت كانت البطولة التونسية تزخر باللاعبين الأجانب أصحاب المستوى العالي خصوصا أجانب الترجي. بعد تجربة جديدة مع الكناري والبليدة عدت إلى أوروبا من بوابة التشيك، حدثنا عن مشوارك في البطولة التشيكية؟ في موسم 1996/1997 التحقت بنادي دوكلا براغ التشيكي وهو فريق عريق أنجب لاعبين كبار في تاريخ تشيكوسلوفاكيا مثل نيدفيد وغيرهم ولعبت له موسمين، ووصلنا لنهائي كأس التشيك وخسرنا 10 أمام سلافيا براغ وكانت الخسارة في الوقت الإضافي وبالضبط في الدقيقة 100، وفي نفس الموسم ساهمت في صعود الفريق وعودته للقسم الأول بعد أن احتلينا المركز الأول برصيد 71 نقطة، وفي الموسم التالي 1997/1998 تمكنا من تحقيق البقاء وغادرت الفريق وعدت لأختم مشواري في الجزائر في فريق اتحاد تبسة سنة 1999. ماهو تعليقك على الوضعية الحالية التي يمر بها فريقك السابق شبيبة القبائل؟ للأسف ما يحدث للفريق أمر غير مقبول وغير معقول فريق مثل الشبيبة يلعب البقاء بهذه الطريقة كل موسم وبعيد عن منصة التتويجات منذ فترة، واعتقد أن ما وصل له الفريق الآن يعود لأسباب تنظيمية بالدرجة الأولى وأمور أخرى قد لا أكون مطلعا عليها. هل تتمنى أن تأخذ فرصتك للعمل في فريقك السابق؟ نعم وهذه أمنيتي وأنا مستعد للعمل ومد يد العون لفريقي مهما كان اسم المسؤول الذي أتعامل معه. ما هي الفرق التي كنت تشرف عليها في كندا قبل قدومك إلى الجزائر؟ دربت فريقا سان برونو وفريق سوكر بوشرفيل. ما هي أمنيتك المستقبلية؟ مادمت على قيد الحياة مازال لدي الأمل خصوصا في عالم التدريب وفي رؤية ابني شكيب ناجحا هو وكل أبنائي في دراستهم، وأتمنى الصحة والعافية والذهاب إلى الحج إن شاء المولى، كما أتمنى أن أدرب يوما ما شبيبة القبائل. كلمة أخيرة أشكرك كثيرا وأشكر النصر على تذكرها لي، وأتمنى أن يوفقني الله في مهمتي الحالية في إنجاح الجمعية التي أشرف عليها. ف.ز