مالك بن نبي حلم كل المتمدرسين لايختلف اثنان في وصف ثانوية مالك بن نبي بمدينة تبسة برائدة ثانويات الولاية رقم 12 ليس لأنها الأولى التي فتحت أبوابها منتصف سبعينيات القرن الماضي بالولاية واحتلالها مراتب مشرفة في الكثير من دورات البكالوريا، وليس لاحتضانها أول امتحان من هذا النوع عام 1977، بل لأنها باختصار ارخت لمرحلة معينة وسجلت حضورها المشرف بفضل من تخرج منها من شباب تبوؤوا مناصب سامية في الدولة. فقد كانت هذه الثانوية نعمة على شباب الولاية الذين عانوا قبل افتتاحها عام 1974 كل أنواع التعب في رحلة البحث عن العلم والمعرفة وتوزعوا على عدد من الولايات ووضع تدشينها حدا لهذه المتاعب وصارت هذه الهياكل قريبة من المتمدرسين. الأمر التي سمح بتخرج دفعات من الكفاءات والمواهب في مختلف المجالات وسمح للناجحين في شهادة البكالوريا منها بالانتقال الى الجامعة ومن ثم مواصلة المشوار العلمي ليتقلد الكثير منهم العديد من المسؤوليات والمناصب السامية. وأقر أن التنقيب عن تلك الكفاءات والشخصيات الوطنية صعب للغاية بحكم إحالة مسؤولي هذه الثانوية القدامى على المعاش ومغادرة آخرين لعالم الأحياء وبحكم قصر عمر هذه المنارة العلمية مقارنة بعمر ما نبحث عنه. ورغم كل شيء غير تمكننا من العرف على عدد من النواب بالمجلس الشعبي الوطني منهم نواب حاليون فضلا عن دكاترة يدرسون حاليا في السعودية، كما درس بها شيخ جمعية العلماء المسلمين مطروح العيد. وأفرزت عدة وجوه في مجالات أخرى علمية ورياضية وثقافية وغيرها بأنها نهلت شتى العلوم بين أحضانها. وقد أطلق على هذه الثانوية اسم العلامة مالك بن نبي المولود بقسنطينة الذي قضى ردحا من الزمن بمدينة تبسة وكتب فيها أروع انتاجاته العلمية، وتعتبر هذه الثانوية من الثانويات الأولى التي ظهرت الى الوجود بالولاية اين فتحت أبوابها عام 1974 وأطلق عليها اسم مالك بن نبي عرفانا بالجهود الفكرية والعلمية التي قدمها هذا العلامة في مجال الدراسات الاسلامية والاستشرافية ونظرا لموقعها الاستراتيجي وتواجدها بقلب مدينة تبسة فقد ارتأى القائمون على القطاع التربوي عام 1998 تخصيصها كمركز جهوي لتصحيح شهادة البكالوريا. وتتربع الثانوية حاليا على مساحة 3 هكتارات و 33 حجرة دراسية و6 مخابر وقاعة للمطالعة وللاعلام الآلي ومكتبة وعيادة ونادي وملعب رياضي ومطعم وبها قطاع نصف داخلي ناهيك عن 6 مراقد قدرتها 300 سرير اضافة الى ذلك تضم الثانوية اقامة مجهزة لمفتشي التربية والتكوين للتعليم الثانوي و التقني، وهي تضم كذلك حسب مديرها طالب محمد الأمين 36 فوجا تربويا بمجموع 1494 تلميذ يعمل على تأطيرهم قرابة 70 أستاذا وطاقم اداري مكون من 6 مسؤولين وعدد من الاداريين، وقد حققت الثانوية نتائج جيدة خلال دورة البكالوريا لهذه السنة باحتلالها المرتبة 11 ولائيا وحقق تلامذتها نجاحات هامة بحصول 17 تلميذا على ملاحظة جيد جدا و 62 على ملاحظة جيد و 107 قريب من الجيد واعترف المدير أن رحلة البحث والتنقيب عن الشخصيات السياسية والثقافية والاقتصادية والرياضية صعب في هذا المجال حتى وان أقر أن غالبية اطارات ولاية تبسة قد مروا على هذه الثانوية وتابعوا تعليمهم فيها مشيرا الى ان غالبية الأولياء الى حد الآن يفضلون توجيه أبنائهم الى هذا الصرح حتى وإن كانت بعيدة عن مقر سكناهم وتزداد هذه المطالب واعادة التوجيه في بداية كل موسم، كما تأتي أهمية هذه الثانوية في احتضانها للعديد من الملتقيات الولائية والجهوية والوطنية ومن المرتقب أن تدعم لاحقا بقاعة رياضية مغطاة وبغرف لتغيير الملابس وسبق أن تم تحويل بعض قاعات لاستقبال ضيوف القطاع التربوي الوافدين الى الولاية.