ظهر الجزائريون مع بداية الحراك الشعبي بوجه مغاير للصورة النمطية التي طالما ارتبطت بهم و وسمتهم بالعنف و الانفعالية، فالنموذج الحضاري و السلمي الذي قدموه خلال المسيرات، كان صادما لهم وللعالم، خصوصا وأن جزائري الحراك، لا يختلف كثيرا عن ذلك النموذج « السويدي»، الذي يستخدمه أفراد المجتمع للسخرية من واقعهم، لأن مستوى الوعي الذي أبانوا عنه لا يقل عن حضارية الفرد الأوروبي، بدليل أن كل محاولات الاستفزاز الداخلية و الخارجية، فشلت في إيقاظ النزعة العدائية، في ظل إصرار الجزائريين على الوفاء لمبدأ السلمية، و اختيار الدعابة كأسلوب للحوار مع كافة الأطراف، بما في ذلك النظام. هدى طابي حسب مختصين، فإن هذا التحول في شخصية الجزائري هو وليد تغيرات اجتماعية و اقتصادية عديدة، فضلا عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، التي يرى آخرون بأنها أصابتنا بالانفصام، بالمقابل يؤكد البعض بأن الوجه الجديد الذي روج له الحراك، لا يعدو عن كونه قناعا ظرفيا سيزول بزوال الخلفية، مؤكدين أن الجزائري يعيش حياتين، الأولى واقعية و الثانية افتراضية. ابتسامة الموناليزا ! تماما كلوحة الموناليزا، لا أحد قادر إلى الآن على قراءة الابتسامة التي اختارها الجزائريون عنوانا لحراكهم ، فالتحول الجذري في سلوكيات الجماهير، كان مفاجئا، خصوصا و أن الجزائريين الذين اشتهروا بالعصبية، يخاطبون بعضهم اليوم بالورود التي غابت ثقافتها عنهم لسنوات، فقد شاهدنا في المسيرات رجالا يوزعون الورود على النساء في عيدهن العالمي، و فتيات يمنحنها لرجال الشرطة، في مشهد غير معهود، أثار إعجاب العالم ككل، تماما كما أثارت اهتمامهم مظاهر التكافل التي عكسها إقبال البعض على توزيع وجبات الطعام و قارورات المياه على المتظاهرين. ولعل المحطة الأهم في كل هذا كانت تلك الطريقة العملية والحضارية التي اختارها الشباب لإيصال أفكارهم وتقديم مقترحاتهم للسلطة، بعدما اهتدوا إلى حيلة إلصاق قصاصات ورقية ملونة عبر الجدران و الواجهات، بعدما كانوا قد قرروا من قبل السكوت والتزام الهدوء خلال مرورهم بجانب المستشفيات. الجزائريون صنعوا الحدث في الإعلام العربي و العالمي أيضا، بفضل احترامهم الكبير للراية الوطنية، و البعد الفني الذي منحوه لمطالبهم السياسية، وهي مطالب اختزلتها شعارات ولافتات ساخرة و ذكية، كشفت عن جانب مشرق في شخصيتهم، و أفرزت كما كبيرا من الطاقة الإيجابية، التي انتشرت مثل العدوى في المجتمع، لدرجة أن المراهقين رواد مواقع التواصل باتوا يردون على استفزازات بعض الإعلاميين العرب بالاعتذار بحجة التحضر و السلمية، حتى أن البعض ذهبوا لحد نشر إعلانات ساخرة تقول بأننا نقدم خدمة التظاهر السلمي لأي بلد يرغب في التغيير، شريطة أن نحتشد فقط أيام الجمعة. تصالح مع الفضاء العام صور و فيديوهات الشباب وهم ينظفون الشوارع بعد انتهاء المسيرات و يقومون بتزيين السلالم و الجدران و تلوينها، كانت أيضا من محطات الحراك التي صنعت الحدث محليا وفي الخارج، تماما كما ذهل الكثيرون للصورة التي ظهرت بها المرأة الجزائرية، والتي كسرت كل النظريات التقليدية، فالمشاركة القوية لها في المسيرات و أناقتها البالغة طغت على مشاركة الأطفال و الشيوخ، و كشفت عن تحولات كبيرة في المجتمع الجزائري، الذي تصالح أخيرا مع الفضاء العام، بعدما انقطع عنه لسنوات عديدة بسبب الهاجس الأمني و قرار منع المسيرات و معطيات أخرى. يزخر ألبوم صور الحراك أيضا، بالعديد من المشاهد الحضارية التي قدمت للعالم وجها جديدا لجزائريين تظاهروا بالملايين في شوارع المدن ، دون أن يشتبكوا مع قوات الأمن أو يسجلوا مناوشات أو انزلاقات باستثناء حالات شادة تم التحكم فيها أمنيا ، كما ساهموا في تأطير الحراك من خلال مبادرات مستقلة لطلبة الطب و شباب الأحياء، و واجهوا خراطيم المياه الساخنة التي فتحتها عليهم الشرطة بغرض تفريقهم، بشعار « نريد الصابون و الشامبو لكي نصبح أفضل». «انفصام بين الواقع المعيش و العالم الافتراضي» يؤكد الباحث في علم الاجتماع الثقافي و التربوي بجامعة سوق أهراس، الدكتور علي عليوة، بأن الخلاصة الأهم التي يمكن أن نخرج بها من كل ما شاهدناه خلال الشهرين الماضيين، هي أن الوقت قد حان لتنظير سوسيولوجيا جزائرية بحتة ، و التخلي عن المقاربات الأوروبية، فمخابر البحث مطالبة، حسبه، بأن تشارك فعليا في مشروع البناء الاجتماعي عن طريق دراسة الواقع، كما هو وليس كما نتصوره، لأن ما نراه اليوم في رأيه، هو تأكيد على خصوصية النموذج الجزائري الذي أفرزته العشرية السوداء و تبعات قانون المصالحة الوطنية و الوئام، بدليل أننا ، كما قال نقف أمام فرد جزائري منفصم، يعيش حياتين الأولى واقعية طبيعية والثانية افتراضية، فضاءها هو مواقع التواصل الاجتماعي. حسب الباحث، فإن الواقع يثبت نظرية الباحث الفرنسي بيار بورديو بخصوص إعادة الإنتاج الثقافي والاجتماعي، فكل الدراسات الاجتماعية والنفسية و الأنتروبولوجية، تؤكد بأن المجتمع الجزائري وصل إلى درجة خطيرة من العنف اللفظي و الجسدي و حتى الرمزي، و الصراعات الموجودة انعكست على مؤسسات الدولة، كالمدرسة والمجتمع، وهي حقيقة لا أحد ينكرها، لكن بالمقابل يقول المتحدث، بأن ما لاحظناه منذ بداية الحراك، هو أن المظاهرات لم تعكس هذه الحقيقية، ولم تعبر عن عمق ما هو موجود و معاش، ما يفرض التساؤل عن سبب تظاهر الجزائري بطريقة تختلف عن واقعه، ليأتي الجواب سريعا، وهو أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت الانفصام و خلفت الهوة بين الواقع الافتراضي و المعيش، فالمواطنون و تحديدا الشباب يدمنون حلما افتراضيا يرفضون تطليقه و العودة للواقع الصادم، خصوصا بالنسبة للجيل الجديد الذي ولد في زمن التكنولوجيا، بدليل أن الشعارات التي رفعت ، حسبه، هي طابوهات ومحرمات لم يكن بالإمكان الحديث عنها من قبل، خصوصا تلك التي تطرقت إلى قضايا المثلية و تحرر المرأة من سلطة الدين، والإلحاد وحتى الحديث عن النظام الفيديرالي. و عليه، يضيف الباحث، أن المجتمع الذي نراه على مواقع التواصل، ليس هو المجتمع الحقيقي أو الفعلي، وهي حقيقة لا يمكن للمثقف أو الباحث أن يقف عليها إن هو انصهر في الحشود، لذلك وجب عليه أن يكتفي بدور المراقب والملاحظ ليدركها، خصوصا وأن التجربة أثبتت أن سلطة الخطاب الديني المتطرف لا تزال موجودة، وتؤثر في الأفراد بمجرد انفصالهم عن العالم الافتراضي. من جهة ثانية، يؤكد محدثنا، أن كل ما ذكر لا ينفي وجود خلل اتصالي بين الجيل الحالي و النظام، في ظل ظهور رموز جديدة و لغة جديدة للتواصل و تحولات جديدة في المجتمع، يمكن أن تستقى من خلال مراقبة الجزائريين عبر تطبيق « تيك توك». «معطيات سوسيو اقتصادية ونفسية كونت شخصية جزائري الحراك» من جهته يرى أستاذ الفلسفة بجامعة قسنطينة، الدكتور إسماعيل مهنانة، بأن الشخصية التي أبان عنها الجزائريون خلال الحراك، و التي جاءت مغايرة تماما لما عهد عنه، هي نتاج لمجموعة من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، فالإنسان ابن بيئته و الظروف القاهرة التي عاشها الكثير من الجزائريين قبل عشريتين، مع تراجع المستوى المعيشي و استفحال أزمة السكن، ولدت العنف وحولته إلى مظهر يومي، لكن الانفراج النسبي الذي رافق حكم الرئيس السابق و تحسن المستوى المعيشي نوعا ما ، وظهور ما يعرف بالمدينة العمودية و انتشار العمارات و الأحياء السكنية المنظمة، انعكس إيجابا على نفسية الأفراد. إضافة إلى ذلك، فإن نسبة كبيرة من شباب الحراك هم أبناء الجيل الثاني للاستقلال، وهو جيل استفاد من التعليم، وبالتالي فهم نتاج أسر مثقفة قادرة على تربية أفراد أسوياء. مع ذلك ،يضيف الدكتور مهنانة، بأن هذه الصورة الحضارية، رغم أنها أثبتت واقعيتها خلال قرابة الشهرين وهي فترة كافية لاختبار مصداقيتها، إلا أنها تبقى نسبية، إذ لا يمكن أن نلغي، حسبه، دور العامل النفسي وراء ظهورها، وهو العناد الذي يعد صفة من صفات الإنسان الجزائري، و العناد هنا هو العامل الذي يعزز الرغبة في تحدي النظام، و تقديم صورة مغايرة لتلك التي رسمها عن الشعب طيلة سنوات، بالاستعانة بإعلام موجه ركز على الترويج لأخبار القتل و الاغتصاب، ليبين عدم نضج المجتمع، و يؤكد بأنه مريض و خطير و منحرف، وبالتالي يكرس لاستمرارية الوصاية الأبوية للنظام. من جهة ثانية، فأن اللجوء إلى العنف، لم يعد من خيارات الأفراد في مجتمعنا، فالجيل الجديد حسبه، لا يؤمن بفكرة الإطاحة بالنظام عن طريق ثورة مسلحة، خصوصا و أنه طرح لم يعد مقبولا حتى عند الإسلاميين سواء الإخوان أو السلفية. أما عن بوادر التوجه السلمي، فيقول المتحدث بأنها ظهرت من خلال تطبيق « تيك توك»، الذي كشف عن تحولات في عقلية الأفراد و انفتاح كبير و تحرر غير مسبوق للمرأة التي يعد دورها في الحراك مفاجأة حقيقية، وهو ما يثبت وجود تحول غير مسبوق في العلاقات الأسرية و السوسيولوجية عموما، وجب على الباحثين في علم الاجتماع التركيز على دراستها بعمق. ه/ ط
الدكتور بوبكر جيلمي للنصر الجزائري متحضر و تلوث البيئة الاجتماعية روج صورة سوداء عنه قال الدكتور بوبكر جيملي ، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، أن المجتمع الجزائري متحضر و ملتزم و متخلق، لكن تلوث البيئة الاجتماعية ، كرس سلم قيم غير عادل و جعل الفرد يبدو في صورة غير حضارية، مؤكدا بأن أفراد المجتمع يرغبون في الخروج من حالة التخلف و محو الصورة التي كانت رائجة سابقا ، مضيفا في حوار للنصر، بأن الحراك السلمي الذي يشهده بلدنا ، مبني على وعي، و صورة التحضر الذي أبرزها لم تأت من فراغ ، و إنما هي نتاج لمستوى الوعي الذي بلغه المجتمع و الذي يمشي ، حسبه، في الاتجاه الصحيح و بخطوات ثابتة ليكون في أعلى مستويات التحضر. حاورته :أسماء بوقرن سلمية الحراك لم تأت من فراغ . النصر:نعيش منذ نحو شهرين تقريبا حراكا شعبيا سلميا أظهر تحولا في المجتمع، إذ أصبحنا و كأننا غيرنا مجتمعنا بآخر في فترة قصيرة، أنت كمختص ما تفسيرك لهذا التغير؟ بو بكر جيملي: حسب رأيي هذا التغير جاء كمحصلة عن تزايد مستويات الفساد، الذي كان له انعكاس ايجابي على المجتمع ، فظهر في صورة جد راقية و متحضرة في الحراك ، و كذا هو نتيجة ارتفاع مستوى في الوعي وسط المجتمع، فمن قبل لاحظنا نوعا من العزوف عند أفراده عن الحياة السياسية، لكن بعد أن عم الفساد و مس حياتهم اليومية، و لم يبق على مستوى مركزي و إنما مس كل الأطراف و أصبح المجتمع يعيش في احتكاك مباشر بكل مظاهره و بأنواعه السياسي و الإداري و الاقتصادي، بالإضافة إلى الحقرة و البيروقراطية، بحثوا عن المخرج الذي يمكنهم من الحد من ظاهرة الفساد. أرى بأن المجتمع الجزائري استفاد من الدروس السابقة المتمثلة في ثورات الربيع العربي و كذا العشرية السوداء، التي فشلت بسبب العنف و الانحراف عن الأهداف المسطرة، لهذا جاء الحراك الجزائري مختلفا، كما أن هناك متغير مهم يتمثل في مواقع التواصل، التي ساعدت كثيرا في تحقيق عاملي الانتشار و المراقبة الذاتية لهذا الحراك، ليبدو في صورة جميلة تطبعها السلمية. . هل التغير الذي نراه على مستوى المجتمع فعلي؟ هناك مصطلحان يجب التفريق بينهما هما الإصلاح و هو مجرد تعديلات طرأت على ما هو موجود، أما التغيير فيتجاوز حد معين، و أقول أن ما يحصل إما يعتبر إصلاحا أي «مكيجة» للنظام و إما تغييرا لميكانيزم النظام، و هو التغيير الفعلي بتغيير عقلية الأبوة المفرطة بتهميش الشعب و احتقاره، و النظر إليه بأنه غير مدرك لما يحصل، فإذا حدث ذلك يمكن الإقرار بالتغيير الفعلي. فنحن أمام رهان حقيقي، لأن الحراك لا يزال مستمرا و نتائجه لم تتضح بعد ، لكن إذا وصل إلى أهدافه الحقيقية، و تم القضاء على مختلف أشكال الفساد و زالت مظاهر التمييز التي سادت في المجتمع ، ستكون بالتالي انعكاسات ايجابية على الفرد الجزائري و ستظل الصورة الجميلة التي روجت عن مجتمعنا . ارتفاع معدل الفساد له انعكاسات ايجابية على المجتمع . بعض المختصين يعتبرون ما يحدث نتاج تراكمات ناجمة عن التعرض لوسائل التواصل ، و مجرد تماهي مع صورة نمطية رسخت في مخيلة الأفراد الذين تحركوا في شكل مجموعات، ما رأيك في هذا الطرح؟ أنا لا أتفق مع هذا الطرح، لكوني أرى بأن هناك رغبة وسط المجتمع الجزائري للخروج من حالة التخلف، فالحراك الذي يشهده بلدنا مبني على وعي و المجتمع الجزائري أثبت بأنه يملك ثقافة سياسية و معارف واسعة أهلته ليكون في الصورة التي رأيناه عليها، فصورة الجزائري المتحضر و طابع السلمية لم يأتيا من فراغ و انما هما نتاج لمستوى الوعي الذي بلغه الفرد الجزائري و الذي كان بعيدا عن الأعين، إلى جانب انعكاسات الفساد التي كانت ايجابية، و أريد أن أقول بأن المجتمع الجزائري واع و استفاد من ثورات الربيع العربي و أصبح يبحث عن الاستقرار الاجتماعي. صورة الجزائري المتحضر ستتحول إلى سلوك اذا حقق الحراك أهدافه . في رأيك، هل ما يسمى بالتغير الجماعي هو حالة عرضية، أم يمكنها أن تخرج من إطار المظاهرات و تنتقل إلى الحياة العادية؟ صورة الجزائري المتحضر ستتحول إلى سلوك إذا حقق الحراك أهدافه الحقيقية، و ما أؤكده أن النظام السياسي هو الذي كرس قيما غير حضارية، لأنه ينشر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سلوكات لا تواكب مختلف صور التحضر، و تأثير الأنظمة السياسية كبير على المجتمع ، فعندما يرى الفرد مظاهر التزوير و السرقة و الفساد ، التي تجسد سلم القيم في المجتمع، بالضرورة سيظهر بصورة سيئة، لكن بالقضاء على المظاهر السابق ذكرها، سنلمس التغيير الفعلي في المجتمع ، و لهذا فإن تغيير النظام يكون له نتائج إيجابية جدا، و أنوه بأن التغيير يبقى نسبيا، فلا يمكن لشخص غير سوي تماما أن يصبح بين عشية وضحاها إنسانا سويا مئة بالمئة. تلوث البيئة الاجتماعية جعل الجزائري يظهر في صورة سيئة . هل هذا التغير يتطلب عمل و مرافقة للفرد الجزائري، لضمان عدم التحلي بالصورة المروجة عنه مسبقا على أنه عنيف و غير متحضر ، و ليتحقق ذلك ما يجب فعله ، و ما هي المدة اللازمة لذلك؟ يجب التعديل في سلم القيم الذي ظل لسنوات منقلبا، لكون المعايير و القيم في المجتمع الجزائري انقلبت مؤخرا، و ذلك بإعادته لطبيعته كأن يصبح التوظيف قائما على عامل الكفاءة، و بالتالي نلمس تغيير في النسيج الاجتماعي. . نفهم من كلامك أن المجتمع الجزائري ليس مجتمعا عنيفا و ما اكتسبه هو نتاج تلوث بيئة اجتماعية.. ما طرأ من تغييرات على المجتمع هو جراء تلوث البيئة الاجتماعية، كانتشار المحسوبية و اللا عدالة و الأخلاق الفاسدة، و عدم احترام ذكاء الشعب، و التي انتقلت كالفيروس للأفراد ، كال «المعريفة» ، فنجد مثلا فردا متخلقا و كفءا إلا انه لم يظفر بمكانة له في المجتمع، في المقابل يتمتع بها آخر بالرغم من انعدام كل الشروط التي تؤهله لشغلها، ما يجعل ذلك الفرد يلجأ للمحسوبية ، بالرغم من تمتعه بالكفاءة التي لا تعد كمعيار لإيجاد وظيفة، كما أن سياسة الولاء المنتهجة في تنصيب المسؤولين من بين أسباب التلوث الذي شهدناه ، و بحدوث التغيير و التعديل في سلم القيم سنعيش في بيئة اجتماعية نظيفة، تعيد الفرد الجزائري لطبيعته، لأن التصرفات السائدة مكتسبة و اللجوء إليها أمر محتوم، و التي جعلته يظهر في صورة سيئة. تكسير فوبيا السياسة التي خلقتها العشرية السوداء . هل تعتبر الثورة التحريرية و العشرية السوداء من بين الأسباب أيضا التي لم تسمح بتشكيل مجتمع سوي؟ و كيف يمكن الاستفادة منهما في هذه المرحلة؟ الجزائريون عانوا كثيرا من ويلات الاستعمار و ما حدث أيضا في العشرية السوداء، حيث خلفت أساليب العنف التي كانت منتهجة آثارا كبيرة على المجتمع، و الذي ظل لسنوات كتوما و يعاني من فوبيا السياسة ، التي خلقتها العشرية السوداء و كسرتها هذه المرحلة . . هذه المرحلة رغم إيجابيتها تعد استثنائية، و قد آن الأوان لعودة المختصين إلى المخابر للقيام بالعمل البحثي الذي تم تجاهله ، هل أنتم كمختصين مهتمين بدراسة هذه المرحلة ؟ هناك اهتمام بدراستها، حاليا نحن في مرحلة الملاحظة و جمع المعلومات، و أكيد هناك مخرجات بعد الحراك، يجب على المختصين أن يقدموا نظرتهم ، بالنسبة إلينا نحن علماء علم الاجتماع هناك ورشة فتحت لنا مجالا كبيرا لتقديم دراسات و تحليلات، و ستتركز على الأسباب التي أدت إلى الحراك ، و كذا تقديم مقترحات و نماذج و أفكار يبنى على أساسها النظام الاجتماعي القادم. و سبق و أن قلت بأن البيئة الاجتماعية كانت ملوثة و كرست سلم قيم غير عادل، حيث لم تعط للمختصين في علم الاجتماع مكانة ، و بالتالي كلمتنا لم تصل، و الدليل ما حدث في المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، فقد كان من السهل بنائها، لكن من الصعب جدا بناء مجتمع و نظام و نسيج اجتماعيين و توفير الشعور بالأمن وسط قاطنيها، و هو ما نوهنا به لكن دون جدوى. المجتمع يسير في الاتجاه الصحيح و بخطوات ثابتة بعد تلاشي المسببات التي دفعت الجماهير إلى الشارع، ماذا يمكن أن نفعله للاستفادة من هذه المؤشرات الإيجابية التي رافقت الحراك؟ كل شيء مرتبط بالمرحلة القادمة و التي على أساسها يبنى النظام الاجتماعي، فلغة التيئيس يجب أن تتغير ، و تغيير النظرة للفرد الجزائري على أنه غير واع و لا يعرف خبايا السياسة، و كذا التخلي عن سياسة استغباء الشعب و احتقاره، و ذلك بالنظر إليه بأنه مجتمع فاعل، بغية القضاء على الإقصاء الاجتماعي، المبني على الانتماءات و غيرها، مع الحرص على تشجيع الكفاءات. . أنتم كمختصين تفاجأتم بالصورة التي ظهر عليها المجتمع، هل أسأتم قراءته سابقا، و هل هذا المجتمع لم يكن معروفا لدى الأكاديميين و النخبة؟ تفاجأنا في البداية بالصورة التي ظهر عليها المجتمع، لكن الجزائري في أصله متحضر جدا و متسامح، و لا يحب «الحقرة « و مبادئه مترسخة فيه، ففي بعض الأحيان نبني تصورات معينة على أساس فرضيات خاطئة و نطلق أحكاما جاهزة، و الزمن يجعلنا نعدلها، لكن علماء الاجتماع لمسوا مؤخرا ارتفاع مستوى الوعي وسط المجتمع، و معلوم لدينا أنه عندما يكون صد منيع من جهة تكون ردة الفعل قوية، و هو ما حصل في بلادنا، فالمجتمع كان معروفا نسبيا لدى الأكاديميين، لكن نقر بإساءة قراءة المجتمع الجزائري. . هل يمكن لجيل الفايسبوك أن يشارك في تغيير المجتمع؟ بالطبع فهو شباب طموح و العوائق التي كانت موجودة جعلته أكثر وعيا، فقد تحول الفرد إلى صحافي ينقل المعلومة عبر مواقع التواصل، و تناقلها بين النشطاء يساهم في نشر الوعي ، فزيادة استخدام مواقع التواصل و توفر المعلومة ساهما بطريقة غير مباشرة في الحراك. السلمية أصبحت قناعة . في حال استمرار الحراك الشعبي ، هل سيحافظ الحراك على سلميته؟ أتصور بأن السلمية أصبحت قناعة عند الجميع، و لهذا ستتحقق ، و هي في صالح الطرفين السلطة و المجتمع . أ/ ب الدكتور لخضر عمران أستاذ علم النفس العيادي بجامعة بجاية الحراك أثبت أن شخصية الجزائري "لؤلؤة مكنونة" لا نعرفها! يرى الدكتور لخضر عمران ، أستاذ علم النفس العيادي بجامعة بجاية، أن شخصية الإنسان الجزائري و مواقفه و سلوكاته منذ 22 فيفري الفارط ، أي بداية الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا ، تشكل «ظاهرة» لفتت انتباه ليس السياسيين فقط، بل أيضا الخبراء و الباحثين عبر بلدان العالم، و اعتبروها مفاجأة السنة أو القرن، بالنسبة للمجال النفسي الاجتماعي، حسبه. إلهام طالب و أوضح النفساني أن الظروف الصعبة التي عاشها أبناء الجزائر، قبل و أثناء الاحتلال الفرنسي، و مباشرة بعد الاستقلال و كذا في سنوات الجمر و الدم، فعلت و نشطت صورة مغلوطة و سلبية عن الجزائريين، لكن وحدة المعاناة و وحدة الهدف، في الحراك الشعبي، أبرزتا للعالم صورة إيجابية مشرقة عن الجزائريين. و أردف المتحدث أن هذه الصورة الجميلة موجودة كلؤلؤة مكنونة، و لم تكن غائبة قط، فعندما تتاح فرصة أو حدث كبير، أو تظاهرة تنشط و تلمع و تسطع كالشمس، على غرار مباريات الفريق الوطني، أو مشاهد مريض بحاجة إلى هبة تضامنية في التليفزيون و أحداث و حوادث كبرى عديدة، و بالتالي فإن الجانب الإيجابي و ما يتضمنه من روح وطنية و أخوة و تضامن، لم يكن غائبا، بل كان كامنا ، خامدا و الآن تم تفعيله، فبرز للعيان. سنكون مثاليين،حسبه، لو اعتبرنا أن كل الجزائريين مثل بعضهم البعض ، فهناك فروق فردية و شخصيات مختلفة، تجمع بين الإيجابية و السلبية، لكن الحراك جعل الجانب الإيجابي هو الطاغي، فنحن نرى الآن التنظيم المحكم، الالتزام و الاحترام و الإخلاص في العطاء و هي كلها عوامل جيدة و مشرفة في الحراك الشعبي. لكن ماذا بعد أن ينتهي الحراك؟ تساءل الأستاذ الجامعي، هل ستزول «ظاهرة» السلوكات و ردود الفعل الإيجابية بمجرد انقضاء التظاهرة؟ و أكد أنها لم تكن غائبة أصلا، بل كانت كامنة و مثبطة، و عندما وجدت الفضاء الملائم الذي يحتويها و يسلط عليها الضوء، أينعت و ازدهرت ، مبرزا بأن هناك قاعدة في علم النفس مفادها أن السلوكات التي تعزز و تثبت و ترسخ ، لا تضمحل. و بالتالي إذا قمنا بتعزيز و تقوية السلوكات الإيجابية و عرفنا كيف نفعلها ستبقى و تصمد و تستمر، لكن إذا ثبطت و تكرر تثبيطها دون تحفيز، من المحتمل أن يفسح المجال لبروز الجانب السلبي و الأفكار الخاطئة، لهذا جعلت سنة الحياة، على حد تعبيره، المكافأة و العقاب. الدراسات التي أجريت حول الجزائريين ظلمتهم و تابع المتحدث « المؤسف أنه سواء في علم النفس أو تخصصات أخرى، لم نجر دراسات كافية حول الإنسان الجزائري، خصائص شخصيته و أهدافه المختلفة ، و في الواقع نحن لا نعرفه، كما يجب، و حتى الدراسات الموجودة قليلة و ليست معمقة، و العديد منها أجنبية مبنية على أسس عرقية و نظريات و فرضيات خاطئة تهدف لإثبات أن الشعب الجزائري غير متحضر و جلف و عنيف، و كيف لا يكون عنيفا إذا قتل الآلاف من أبنائه و اخوته الأبرياء في يوم واحد و جرد من ممتلكاته و أراضيه؟ نعم، الجزائري يصبح عنيفا إذا تعرض للاعتداء و القهر و الظلم، كما حدث في الحقبة الاستعمارية، فيرد العنف بالعنف ، و يبذل النفس و النفيس لاسترجاع الحرية و الكرامة». و أوضح بأنه عندما تعرف الأسباب و تحدد، نجد شرحا كافيا و وافيا، فلكل مثير استجابة و رد فعل، مؤكدا بأن هناك حلقة غامضة و مبهمة لم يسلط عليها الضوء بعد بالنسبة للجزائريين، و بالتالي نحن كنفسانيين لا نعرفه جيدا . و أضاف «الحراك كظاهرة وضعت الجزائري من النقيض إلى النقيض ، من خانة الشخص الانفعالي، العصبي و العنيف أحيانا، غير المهتم بالسياسة، إلى خانة الشخص الواعي، الرصين، الهادئ، قوي الشخصية الراقي، المتدفق الوطنية المحدد الأهداف، إننا بحاجة ماسة إلى دراسات كثيرة للكشف عن سر التغيير و التعرف على الجزائري الجديد الذي أبهر العالم». من بين الأسباب، كما أشار، هناك قنوات التواصل الاجتماعي التي شكلت لغة و اهتمامات الشباب، حيث يتم تبادل الآراء، والتعليقات و الصور و الفيديوهات وبالتالي المساهمة في الوعي الجماعي، وحتى من يستعمل عبارات غير لائقة ينبهه الباقون لضرورة مراجعة نفسه و احترام الآخرين، لكن ليس كل المعلومات التي يتم الترويج لها صحيحة، و بالتالي لابد من الانتباه بأن هذه القنوات سلاح ذو حدين. تعزيز السلوكات الإيجابية يثبتها و يرسخها و شدد الدكتور عمران « إن تجمع الناس في الشارع يطلق عليه عادة حشد، وتسوده تصرفات عشوائية غوغائية، لكن ما لاحظناه في المسيرات هو تجمع مواطنين بشكل منظم و منضبط، ولا يستعملون شعارات لا تناسب الهدف المسطر، و لا يرفعون رايات غريبة. لقد حضرت مسيرة في الثامن من مارس الفارط، و انبهرت كثيرا بما شاهدت من تنظيم و وعي و رقي و احترام متبادل، عندما جاء دور النساء للمرور وسط الطريق الرئيسي ، كل الرجال انسحبوا إلى جانبي الطريق. وكادت دموعي تنهمر عندما رأيت شبانا في زهرة العمر يمحون تماما الصورة التي كانت تروج لهم باعتبارهم متهورين و منحرفين و عنيفين، فهم يهتمون بالسياسة و الوطن و الصالح العام و يحللون و يضعون قراءات و يصنفون الأولويات، و يعتزون بالتجربة التي يعيشونها، ولو تعزز مثل هذه السلوكات، ستصبح من خصائصهم، و يكون التعزيز، انطلاقا من تثمين سلوكاتهم الإيجابية عن طريق وسائل الإعلام، ثم تحقيق النتائج المنشودة عن طريق قنوات رسمية». وأكد المتحدث من جهة أخرى ، أن الحراك أثبت أن الجزائريين بدأوا يتخلصون من الرواسب النفسية و الاجتماعية، و حتى أحاديث الشباب في المقاهي و الأماكن العامة تغيرت، فغابت تماما مواضيع «الحرقة» و الهجرة والتأشيرة وغيرها، و تغلبت الأهداف العامة على الخاصة، و حدث تقارب وتلاحم مذهل بين مختلف شرائح المجتمع. إ/ ط الدكتور محمد أرزقي فراد باحث في التاريخ و السياسة التضييق حال دون بروز النضال السياسي للشباب قال المؤرخ و الباحث في السياسة الدكتور محمد أرزقي أن الفشل في بناء دولة عادلة ولد مواطنا ساخطا عبر عن تذمره من خلال الخروج إلى الشارع ، معتبرا المسيرات المليونية ثمرة تراكمات نضالية ، نافيا أن يكون الشباب الجزائري قد دخل السياسة متأخرا ، بل يرى أنه ظل يمارسها طيلة السنوات الماضية، لكن التضييق حال دون ظهور ذلك للعلن ، واعتبر الباحث وصف شعارات الحراك بالشعبوية استخفافا بما حققه الشعب. حاورته : هيبة عزيون . النصر: هل كانت السياسة بداية لتغيير المجتمع الجزائري و حراك 22 فيفري؟ محمد أرزقي فراد : أنا لا أميل لاستعمال كلمة حراك، فهو دلالة على نشاط خفي ، أما ما يحدث بالجزائر هو ثورة سلمية ، عبر من خلالها الشعب بالملايين عن رغبته في التخلص من هذه المنظومة السياسية التي بقيت لستة عقود منذ 1962، و رغم أن الدولة قد حققت بعض المكاسب، خاصة في المجال الاجتماعي كبناء المنشآت ، المدارس و غيرها ، لكنها فشلت في بناء دولة عادلة توفر الكرامة للمواطن، بالنظر إلى إمكانات الجزائر ، فظهر الفساد بشكل رهيب و أصبح النظام شموليا، يغيب عنه مبدأ تداول السلطة ، استقلالية العدالة ، حياد الإدارة وتفشى نهب و تبديد المال العام ، كل هذه التراكمات ولدت مواطنا ساخطا و متذمرا ، أصبح يفضل ركوب الأهوال و الموت بالبحر على البقاء بالجزائر ، هذا التذمر منذ عقود ولد انفجارا سلميا ، فالمسيرات الملايينية ، كما أفضل تسميتها بدل مليونية ، هي ثمرة تراكمات نظام أجيال و أجيال، لتكون العهدة الخامسة نقطة تحول و استفزاز الملايين التي خرجت للشارع لتطالب بالتغيير. . هناك من يرى أن الجزائر عاشت وضعا سياسيا استثنائيا منذ الثمانينات ، ولد عديد الأزمات منذ عقود لنصل إلى السلمية.. أظن أن بداية المسار السياسي بالجزائر لم تكن صحيحة منذ 62 19، فهو نظام شمولي كما نقرأه في كتابات كبار الكتاب و رجال الدولة ، على غرار ما كتبه محمد بوضياف و لخضر بورقعة ، و نقد السلطة التي سارت في اتجاه معاكس لبيان أول نوفمبر ، و حاليا بلغ الفساد ذروته، إلى درجة أن قائد الأركان وصفهم بالعصابة ، و المخرج حاليا هو الاستجابة لمطالب الجماهير و بناء عقد سياسي جديد ، أي دستور جديد يشارك في وضعه الشعب الجزائري من خلال مجلس تأسيسي و انتخاب برلمان بغرفتيه، قبل الذهاب إلى انتخاب رئيس ، لأنه من الخطأ اختيار رئيس ، ثم صياغة الدستور لأنه سيوضع بالتأكيد على مقاسه، و حاليا الجزائر أمام خيارين إما انتخاب رئيس يقوم بعدها بوضع دستور، و هو خطأ فادح ، أو ترك الحرية للشعب في صياغة الدستور و بناء الجمهورية الجديدة . الشباب أدرك أن النضال السلمي أقوى سلاح . كيف استطاع الشباب الجزائري البعيد عن الممارسة السياسية منذ عقود النجاح في قيادة هذا الحراك السلمي؟ الشباب الجزائري ظل يمارس السياسة منذ القدم، لكنه انقطع عنها خلال السنوات الأخيرة ، و نذكر هنا على سبيل المثال بعض الحركات الشبانية التي كانت تمارس الفعل السياسي ،على غرار التيار الأمازيغي ، التيار الشيوعي ، الإسلامي و غيرها ، لكن التضييق عليها، خاصة من الجانب الإعلامي قلص من دور الخطاب السياسي المعارض ، فلا يمكننا القول أن هناك قطيعة بين الشباب و السياسة ، و إنما ما حدث هو نتاج تراكم نضالي سياسي ، استفاد منه شباب اليوم الذي تعلم كذلك من أخطاء الأطياف التي ناضلت في القديم ، حيث أدرك أن أقوى سلاح لتحقيق الهدف هو النضال السلمي . كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي و تحديدا فايسبوك في إنجاح هذه الثورة من خلال حرية طرح الأفكار و فتح فضاء افتراضي كبير لاحتواء النقاش . . المسيرات تضمنت رفضا غير معلن لبعض الفئات ، على غرار حادثة الفيمنيست ، و هناك من يعتبرها خطرا على الحراك ما رأيك؟ إن خروج الملايين في مظاهرات سلمية رافعين مطلبا واحدا هو التغيير ، و ما شاهدناه من مظاهر حضارية و تآخ و تآزر كتقديم الزهور، المياه ، الحلوى و ما تبعها من هبات التنظيف و تجميل المحيط .. صور أبهرت العالم ، و ليس من الإنصاف حصر كل هذا في حوادث منفصلة و شاذة، فحتى أثناء الحج نجد ظاهرة السرقة ، إذن ما حدث أو سيحدث خلال الحراك أمر طبيعي، و أنا عن نفسي اعتبرها مظاهر معزولة و لن تكون أبدا عنوانا لهذه المظاهرات السلمية ، باعتقادي انه يجب التركيز على الجوانب الايجابية لهذه المسيرات التي ستحرر هذا الشعب لا محالة، أو بالأحرى ستحرر الإنسان الجزائري الذي لايزال يعاني التضييق . . هل يمكن اعتبار الشعارات المرفوعة خلال المسيرات شعبوية خالية من العمق؟ الشعبوية تعني الكذب و المناورة ، لكن الشعارات التي رفعها الشعب الجزائري صادقة و نابعة ، فمثلا شعار «يتنحاو قاع» في الفقه السياسي تعني القطيعة و التغيير الجذري، و وصفها بالسطحية استخفاف بما حققه الشعب الجزائري.