قدّم أمس مدير عام قناة الجزيرة القطرية وضاح خنفر استقالته بعد ثمانية أعوام أمضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها إلى العاملين في المحطة حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منها. وتأتي استقالة وضّاح خنفر عقب ظهور وثيقة مسربة من طرف موقع "ويكليكس" تكشف علاقته بجهاز المخابرات الأمريكية وأنه كان يوجه عمل القناة التي يديرها وفقا للتقارير والملاحظات الذي تقدمها تلك الأجهزة الأمنية، حيث تبيّن الوثيقة أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية كانت تقدم تقريراً شهرياً لمدير شبكة الجزيرة ذو الجنسية الفلسطينية، وكانت المخابرات الأمريكية توجهه في تقاريرها عن أخطائه وسلبياته، وقد حصل موقع "ويكيليكس" على مقابلة بينه وبين مسؤول الشؤون العامة في المخابرات العسكرية بالسفارة الأمريكية بالدوحة يوم 19 أكتوبر 2005، وذلك لمناقشة أحدث تقرير لوكالة الاستخبارات العسكرية، حيث أن خنفر حضّر رداً مكتوباً على نقاط وكالة الاستخبارات في تقاريرها لأشهر جويلية وأوت وسبتمبر من عام 2005، حيث قال -حسب وثيقة ويكيليكس- بأن المواضيع التي أثارت قلق الحكومة الأمريكية في موقع القناة قد تم تهذيبها وتهدئة لهجتها، كما التزم بإزالة المواضيع المحددة من الموقع في خلال يومين أو ثلاثة.وضاح خنفر الذي يدير القناة منذ العام 2003 لم يتطرق في رسالته أمس للوثائق المسربة من ويكيليكس، وقال أنه كان قد تحدّث مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبته في الاستقالة من منصبه و أنه تفهم طلبه. يذكر أن قناة الجزيرة كانت قد شهدت موجة استقالات وسط صحفييها، ومنهم مدير مكتب بيروت في القناة القطرية غسان بن جدو، الذي اتهم القناة بعد استقالته بالخروج عن "المهنية والموضوعية"، وقال أنها تحولت إلى "غرفة عمليات للتحريض والتعبئة"و "خرجت عن كونها وسيلة إعلام"، وهو الأمر الذي اعتبره "غير مقبول على الإطلاق" .وقد اتهمت عدة أطراف ودول القناة القطرية بلعب دور مشكوك فيه في التحريض وتأجيج نار الأحداث في بعض البلدان العربية على وجه الخصوص، كما اتهمتها بخدمة أجندات أجنبية في المنطقة العربية. ه - ع/الوكالات