جيوش من النمل تزحف على البيوت و مكاتب الإدارات العمومية تشهد مدينة جيجل غزوا لأسراب النمل التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى هاجس حقيقي للسكان الذين فشلوا في محاربتها ووقف زحفها الذي لم تعد تنفع معه أي مبيدات ، حيث لا يخلو أي بيت أو إدارة أو مؤسسات تعليمية أو استشفائية بما فيها مكاتب كبار المسؤولين من هذه المستعمرات المزعجة. وظاهرة جيوش النمل التي تتضاعف يوما بعد يوم لم تعد مرتبطة فقط بالبيوت التي تقع في الطوابق الأرضية أو التي بها حدائق وهي تزحف في أسراب نحو المباني المرتفعة، حيث لم تترك مكانا لم تكتسحه في طريقها. في ظاهرة حيرت الجميع وزادت من معاناة المواطنين الذين ينفقون لشراء أبسط مبيد يتمثل في كيس غبرة صغير يستعمل في مساحة محدودة جدا مبلغ 50 دينار لليوم الواحد ، حيث كلما استعملوا مبيد الحشرات ظهرت أسراب أخرى بمجرد ترك فتات صغير من خبز أو غيره من المواد الغذائية في لحظة سهو قصيرة تتطلب أن يتجند جميع أفراد العائلة لمنع حدوث ذلك ، وإلا فإنهم سيقضون يوما مزعجا وهم يبحثون من جديد عن المنفذ الذي تسربت منه لسده والركض إلى أقرب محل لشراء المبيد إن نفدت الكميات المخزنة منه . انتشار النمل بهذه الطريقة المزعجة والمكلفة التي تضاف إلى معاناة محاربة الباعوض جعلت المواطن يتساءل عن سبب هذه الظاهرة المحيرة التي لم يجد لها جوابا شافيا ، وهو في كل مرة يحاول أن يهتدي إلى طريقة لوقف زحف النمل إلى بيته وإلى مكان عمله ، حيث لم يعد أمرا مستغربا أن تجده يتجول بكل حرية في المستشفيات إلى جانب المرضى وفي المدارس و الإدارات بما فيها المكاتب الفارهة الخاصة بكبار المسؤولين في الولاية. مديرية المصالح الفلاحية التي اتصلت بها النصر لتعرف سبب هذه الظاهرة المحيرة قالت أن العامل الأساسي للإنتشار غير المسبوق للنمل في تاريخ مدينة جيجل يعود بالدرجة الأولى إلى الجفاف الذي عرفته المنطقة في السنوات الأخيرة ، بالإضافة إلى عامل الرمي العشوائي وغير المنظم للقمامة خاصة بقايا الحلويات في الأعراس والأفراح التي تترك لعدة أيام دون تنظيف أو جمع ، مما يجعل النمل يتزايد بكثرة ، وبالتالي يصعب التحكم في تكاثره وانتشاره . وهي تنصح المواطن بالإستعمال العقلاني لمبيد الحشرات في محاربته لأسراب النمل تجنبا لوقوع تسممات خاصة لدى الأطفال ، بالإضافة إلى تجنب الرمي الفوضوي لكل ما هو حلو لمنع تكاثره . أما مصلحة النظافة التابعة لبلدية جيجل فترى أن الظاهرة طبيعية لكن غير العادي فيها هو وجود جيوش من النمل بداخل المباني ، وقد يكون ذلك حسبها بسبب عدم تنظيف الأقبية والفراغات الصحية والمحيط العمراني للتجمعات السكانية ، وخاصة المرافق الخدماتية والإدارة . وهي تدعو المواطنين والقائمين على المؤسسات العامة والخاصة تكثيف عمليات محاربة النمل باستعمال مبيد الحشرات مع التركيز على أماكن مصدر تكاثرها. ع/ قليل