احتج مئات النقابيين، أمس، أمام المقر الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين ضد تولي سليم لعباطشة الأمانة التنفيذية لرئاسة أكبر منظمة نقابية في الجزائر، خلفًا لعبد المجيد سيدي السعيد الذي عمّر 23 عامًا. وندد الغاضبون، بظروف انتخاب لعباطشة أمينًا عامًا جديدًا للمركزية النقابية، خلال جمعية جرت وقائعها ليلة الجمعة الماضي، بمشاركة مندوبين ولائيين وغياب آخرين. رغم ذهاب عبد المجيد سيدي السعيد، من على رأس أكبر تنظيم عمالي في الجزائر، وانتخاب خليفته خلال الجمعية العامة التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن الاحتجاجات تواصلت ضد القيادة الجديدة للمركزية النقابية، حيث نظم صباح أمس، عشرات النقابيين أمام المقر الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالعاصمة وقفة احتجاجية ضد الأمين العام الجديد سليم لعباطشة. ويعد الاحتجاج الأول من نوعه بطريق الأمين العام الجديد للمركزية النقابية، ومن شأنه أن يتوسع ليشمل بقية الفروع النقابية بمناطق البلاد، بينما لم يعلق سليم لعباطشة على مطالب المحتجين الذين رفضوا الاعتراف بنتائج المؤتمر الذي عقد يوم الخميس وأسفر عن فوز لعباطشة بمنصب الأمين العام للمركزية النقابية خلفا لعبد المجيد سيدي السعيد. وهو المؤتمر الذي قاطعه أمين عام الاتحاد الولائي للجزائر العاصمة وكان عمار تاقجوت، متهما القيادة السابقة ب"تنظيم مؤتمر على المقاس". وأعطى المؤتمر الأخير للمركزية النقابية، توصية لتجريد النقابي عمار تاقجوت رئيس الاتحادية الوطنية للنسيج من كل مهمة نقابية. خاصة بعد رفض الأمين الولائي المشاركة وإعلانه القطيعة مع المقربين من الأمين العام السابق، واتهامه بتعيين القيادة قبل رحيله، وتحدث تاقجوت عن خروقات قانونية وتنظيمية شابت عملية التحضير للمؤتمر، موضحا أن الاتحاد الولائي لا يمكن أن يبقى ساكتا تجاه طريقة التغيير في النقابة والتي كانت بعيدة عن الأطر القانونية والتنظيمية، في إشارة لسيدي السعيد، فضلا عن جلب مندوبين للمؤتمر لا يملكون أي قاعدة نقابية ولم يتم انتخابهم، بل تم تعيينهم حسب الولاء. وفي رده على الأصوات المعارضة لتوليه منصب الأمين العام، دعا سليم لعباطشة كل النقابيين للالتفاف حول الاتحاد من أجل إحداث التغيير دون إقصاء، وتصحيح ما سماه ب"الانحرافات"، مؤكدا أن قيادته عازمة على فتح أبواب الحوار والتفتح على كل الاقتراحات "لمرافقة التحولات الجارية بنظرة واقعية والاستجابة لانشغالات العمال". ع س