بلماضي منزعج من «تكرار» الصحافيين ! أبان الناخب الوطني جمال بلماضي في الندوة الصحفية، التي نشطها أمس عن تذمره الكبير من أسئلة «مكررة»، أصبحت تطرح عليه من طرف الإعلاميين، تتمحور بالأساس حول الخيارات التكتيكية، التي سيراهن عليها في كل مباراة، وكذا طريقة اللعب التي يعتزم انتهاجها، رغم أن الأمور تبقى «سرية» بين الطاقم الفني واللاعبين، كما أن الرؤية واضحة بنسبة كبيرة جدا، مادام المنتخب الوطني لم يعرف تغييرات كثيرة في لقاءاته الحاسمة منذ انطلاق هذه النسخة من العرس القاري، غير أن طريقة تعامل بعض الصحفيين، تحولت إلى مصدر إزعاج لبلماضي، وتسبب له في الكثير من الحرج في خرجاته الإعلامية. رفض بلماضي الخوض في قضية الخيارات التكتيكية، التي سيعتمد عليها في مباراة اليوم أمام نيجيريا يعد أمرا منطقيا، لأن السؤال الذي طرح عليه ارتكز بالأساس على إصابة عطال، مع تقييم مردود البديل زفان بأنه لم يكن مقنعا، مما أدى إلى زعزعة الدفاع، وهو الأمر الذي لم يتقبله الناخب الوطني، الذي اكتفى بالرد بأن التعداد الجاهز لخوض هذه المواجهة يضم 22 لاعبا، بعد إعفاء عطال، وأن كل عنصر على أهبة الاستعداد للتواجد ضمن التشكيلة الأساسية، وتأدية الدور المنوط به، وكأن بلماضي سارع إلى تزكية مسبقة لزفان من أجل الظفر بمكانة كأساسي في منصب مدافع أيمن، خاصة وأنه كان قد أعفاه من المشاركة في الحصة التدريبية التي أجراها الخضر عشية الجمعة، والتي كانت قد خصصت للاعبين الاحتياطيين، بمن فيهم الثلاثي الآخر الذي كان قد دخل بديلا في مباراة كوت ديفوار، بغية السماح له باسترجاع مؤهلاته البدنية، تحسبا لمقابلة اليوم. إلى ذلك، فقد طمأن بلماضي كل الجزائريين على جاهزية فغولي للمشاركة في هذه المواجهة، بعد الإصابة الخفيفة التي كان قد تعرض لها على مستوى الكاحل في لقاء ربع النهائي، والتي كانت قد أجبرته على مغادرة الميدان، لحظات قبل انتهاء 120 دقيقة، ولو أن صورة «ركض» فغولي عند التعبير عن فرحة التأهل، زادت من درجة المخاوف بخصوص جاهزيته لمواجهة نيجيريا، غير أن بلماضي استغل الندوة الصحفية، للتأكيد على جاهزية هذا اللاعب بدنيا للتواجد في اللقاء. من هذا المنطلق، فإن الرواق الأيمن من الدفاع يبقى الهاجس الوحيد الذي أصبح يثير المخاوف، بعد ترسيم غياب عطال، وانتهاء مغامرته في العرس القاري، لأن زفان يعد البديل «الفعلي» في هذا المنصب، بمراعاة الخيارات التي كان بلماضي، قد ضبط بها قائمته الرسمية، ولو أن بعض الخيارات تبقى واردة، لسد الفراغ على مستوى الجهة اليمنى من الدفاع، لكنها تمر عبر تعديل الناخب الوطني في المهام الدفاعية لبعض العناصر، انطلاقا من إعادة ماندي في منصبه الأصلي كمدافع أيمن، مرورا بإلحاق بن سبعيني بمحور الدفاع رفقة بن العمري، مع وضع الثقة في محمد فارس على الجهة اليسرى، وهو الذي كان قد سجل حضوره كبديل في هذا المنصب في بعض الدقائق من مباراة السنغال، وكذا في لقاء تانزانيا.أما الخيار الثاني، الذي يتمحور دائما حول الرواق الأيمن من الخط الخلفي لإيجاد «التوليفة» المناسبة لتغطية غياب عطال، فيتمثل في إعادة فغولي إلى المهام الدفاعية على مستوى الجهة اليسرى، مقابل تعديل مهام كل من ماندي وبن سبعيني، مع إقحام أندي دولور في وسط الميدان، بالنظر إلى الأداء الذي قدمه في مباراة تانزانيا، ولو أن بلماضي كان قد لمح إلى احتفاظه بنفس التشكيلة التي حققت التأهل على حساب كوت ديفوار، في إشارة أولية إلى وضعه الثقة في زفان كمدافع أيمن، مع الاحتفاظ بباقي العناصر الأساسية الأخرى.