كشف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، في أول إطلالة إعلامية له، منذ تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا الأخيرة بمصر، أن فكرة الاستقالة من منصبه قد راودته كثيرا في الفترة الماضية، بالنظر إلى الضغوطات الكثيرة التي عاشها، موجها خلال مروره ضيفا بحصة خاصة على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أسهم الانتقادات إلى بعض محللي «البلاطوهات»، الذين وصفهم برموز الفشل، في منحى مشابه لذلك الذي سلكه الناخب الوطني جمال بلماضي، قبل أيام. أماط أمس، رئيس «الفاف» اللثام على الكثير من الأمور، عند نزوله ضيفا على حصة رياضية للقناة الإذاعية الثالثة، أين استهل حديثه بالتعبير عن تأثره الكبير لغيابه، عن حفل تكريم رفقاء محرز بعد الانجاز التاريخي. وفي السياق ذاته، نفى الرجل الأول على مستوى مبنى دالي إبراهيم، وجود خلافات بينه وبين بلماضي، الذي اعتبره أحد أبرز المساهمين في إضافة النجمة الثانية لقميص الخضر. رئيس الفاف استهل تصريحاته بالقول:»فكرت في الاستقالة من الفاف، لأنني عملت في ظروف صعبة جدا، وتراجعت عن ذلك لأنني أحب الكرة، وأردت مواصلة المشاريع التي بدأتها، لقد ورثت وضعية كارثية، ومع ذلك لم يرحمنا أحد». وأضاف زطشي: «عندما انتخبت على رأس الاتحادية، أول تحد قمت به رفقة طاقمي، هو تحويل الاهتمام لتطوير كرة القدم وهو ما لم يحدث سابقا، والحمد لله نجحنا في أول رهان، رغم إدراكي أن القادم أصعب، ويتطلب تجند الجميع». كما عرج رئيس الاتحادية للحديث عن غيابه عن حفل التكريم، بعد العودة من مصر، حيث رد على سؤال محاوره:» إقصائي آلمني كثيرا، صراحة لم أكن أنتظر أن يحدث معي ذلك، ولا أعرف سبب هذا الإقصاء، خاصة أنني منذ قدومي وأنا أعمل بنية وإخلاص». وواصل زطشي تصريحاته:» أنا هنا لخدمة الرياضة وليس لممارسة السياسة، الجميع يعلم بأنني جئت من ميدان كرة القدم ولست رجل سياسة». «البلاطوهات» أضرت المنتخب وهذا ردي على زُراع الفتنة أكد رئيس الفاف تصريحات بلماضي الأخيرة، بخصوص العلاقة الموجودة بينهما، عندما قال:»علاقتي مع بلماضي جيدة، لأننا نحب الكرة وكل ما قيل لا أساس له من الصحة، ومن يريدون زرع الفتنة بيننا أقول لهم ...»الله يهديكم». ورد زطشي على الانتقادات التي طالت الفاف، بعد إلغاء ودية غانا، التي كانت مبرمجة خلال التربص الجاري، وهو ما أخلط حسابات بلماضي، حيث قال:» ضبطنا برنامج التربص المقبل خلال شهر أكتوبر القادم، حيث سنلعب مباراتين وديتين من المستوى العالي، واحدة منها أمام منتخب كبير من أمريكا الجنوبية». وكشف رئيس الفاف، بأن بلماضي هو من وضع طاقمه في خدمة مدرب المنتخب المحلي باتيلي:»بلماضي وضع طاقمه تحت تصرف باتيلي لمساعدته على إيصال المنتخب المحلي لنهائيات «الشان» المقبلة. وأضاف زطشي:»بلماضي سيكون السند الأول لمدرب المنتخب المحلي باتيلي، حيث لن يبخل عليه بنصائحه وتوجيهاته، كما أن بلماضي سيواصل معاينة اللاعبين المحليين، لا يختلف إثنان بأن بلماضي لا يمكنه التوفيق بين المنتخبين الأول والمحلي، وهو ما جعله يفضل التركيز على عمله مع رفقاء محرز، سيما وأن الفترة القادمة لن تكون سهلة على الإطلاق». كما لم يتوان الرجل الأول في الفاف، في الإشادة بالدور الذي قام به بلماضي في التتويج بالكان الأخيرة، عندما قال:»بلماضي لعب دورا كبيرا في تتويج الخضر ب الكان، كما يعلم الجميع، لقد ورث منتخبا في حالة صعبة، وعرف كيف يعيد الروح للاعبين، صراحة ما عشناه في مصر لا يصدق، التتويج بالنجمة الثانية، جاء بتضافر جهود الجميع، وإسعاد الشعب الجزائري يشعرنا بالفخر». وسار زطشي على نفس خطى بلماضي، بخصوص توجيه الانتقادات لمحللي «البلاطوهات»، عندما قال: «بعض محللي البلاطوهات، أساءوا كثيرا إلى المنتخب الوطني، وكرة القدم الجزائرية بتصريحاتهم، وتحليلاتهم، وهناك الكثير يفرح بزرع الفتنة، ونطلب منهم أن يساعدونا بسكوتهم». وأضاف: «من ينتقدنا، نتذكر جيدا مسيرته في ناديه السابق، عندما كان يشرف على الفئات الشبانية، حيث لم نر أي نتائج لعمله على أرض الواقع». سنعيد النظر في مشروع الاحتراف ويلزمنا أندية نخبة حقيقية أكد رئيس الفاف إمكانية تغيير نظام المنافسة بدءا من الموسم القادم، في حال صادق أعضاء الجمعية العامة للفاف على المقترح المقدم، عندما قال: «سنعيد النظر في الاحتراف، ونريد رابطة أولى ب18 فريقا ورابطة ثانية هاوية، وسيكون هناك سقوط للرابطة الثانية، والمكتب الفيدرالي سيصادق على عدد النازلين، يجب أن تكون هناك أندية نخبة، مثلما هو عليه الحال في أوروبا، لتطوير الكرة الجزائرية.» واستطرد زطشي بالقول: «سنقدم هرم الكرة الجديد للمصادقة عليه أولا في الجمعية العامة الاستثنائية المقبلة، كما سنوجه الدعوة لعائلة كرة القدم للحديث عن تتويجنا ب الكان، وسنعد تقريرا مفصلا للاستفادة من تجربتنا القارية». وطلب زطشي من الأندية الاقتداء بتجربة بارادو، الذي حسبه لا يمكنه أن يكون ضمن فرق النخبة : «بارادو لا يمكن أن يصبح من أندية النخبة، بل عليه أن يبقى فريقا مكونا، والفريق استفاد هذه الصائفة من 6 مليون أورو نظير تحويله للاعبين إلى أوروبا». وختم زطشي تصريحاته بتوجيه دعوة للأندية المشاركة في المنافسات القارية للتألق، وسلوك نفس منوال الخضر، عندما قال:»إذا أردنا أن نبسط سيطرتنا على الكرة الإفريقية، وجب على أنديتنا التألق قاريا، من خلال الوصول إلى أدوار متقدمة من المنافسات التي يشاركون فيها، مثلما فعل المنتخب الوطني مؤخرا، بتتويجه بالكان».