افترق نجم مقرة وأهلي البرج على نتيجة التعادل في «ديربي» مثير، كرس معاناة «المقراوية» الذين مازالت نتائجهم السلبية متواصلة إلى إشعار آخر، ولو أنهم كانوا قريبين من فك العقدة، لولا انتفاضة «البرايجية» في الدقائق الأخيرة. المقابلة سارت منذ بدايتها على وقع معركة تكتيكية بين المدربين خزار ودوما، بسعي كل طرف لبسط سيطرته على منطقة وسط الميدان، لكن بأفضلية نسبية للنجم، الذي كانت عناصره أكثر جرأة هجومية، في محاولة للنيل مبكرا من شباك الحارس سيدريك، وقد كانت أولى الفرص من صنع زياني في الدقيقة الثامنة بتسديدة قوية من على مشارف منطقة العمليات كادت أن تغالط حارس الأهلي، وبعد ذلك بخمس دقائق كللت السيطرة الطفيفة التي فرضها «المقراوية» بهدف السبق الذي كان من تمريرة في العمق من زياني باتجاه زميله عبد الحفيظ، الذي تخلص من المراقبة، وأسكن الكرة في شباك سيدريك بقذفة أرضية في الزاوية البعيدة المرمى. هذا الهدف المبكر أعطى المقابلة نسقا أسرع، خاصة وانه اجبر «البرايجية» على الخروج من قوقعتهم، في حين تراجعت عناصر النجم إلى الدفاع، ولو أن أخطر فرصة للضيوف كانت عند الدقيقة 27، عندما فوت بلمختار على فريقه فرصة تعديل النتيجة بضربة رأسية جانبت إطار المرمى بقليل، رغم أنه كان متواجدا في وضعية مواتية للتسجيل، على اعتبار أنه كان متحررا من المراقبة داخل منطقة المرمى. باقي فترات الشوط الأول شهدت احتدام الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية وطغيان الاندفاع البدني، مع مطالبة لاعبي الأهلي بضربة جزاء في الدقيقة 42 واعتبروا الكرة اصطدمت بيد مدافع النجم معزيز، إلا أن الحكم بوستة أمر بمواصلة اللعب. فيزيونومية اللعب تغيرت مع بداية المرحلة الثانية بتوجه الزوار كلية صوب الهجوم بحثا عن التعادل، مقابل تراجع أشبال المدرب خزار إلى الدفاع، الأمر الذي جعل اللعب ينحصر في منطقة الحارس كلوش، الذي تحمل ودفاعه عبء المقابلة في نصفها الثاني، وقد تكفل المدافع عناني بإنقاذ فريقه من هدف التعادل، بإخراجه كرة بعوش من على خط المرمى، وكان ذلك في الدقيقة 59، كما تألق حارس النجم في المحافظة على نظافة شباكه بعد خمس دقائق من ذلك بتصديه لتسديدة بلعميري من مخالفة مباشرة، مع مرور الدقائق حاول مدرب «البرايجية» دوما إعطاء ديناميكية أكثر القاطرة الأمامية بإدخال الثنائي عيسى الباي و غيسلان، مادامت تشكيلته قد أحكمت سيطرتها المطلقة على مجريات اللعب، وهما الخياران اللذان كللا بهدف التعادل، لأن عيسى الباي نجح في تعديل النتيجة في الدقيقة 77 بعد دربكة في محور دفاع النجم، من تردد الحارس كلوش في التصدي للكرة، التي اجتازت كلية خط المرمى بقرار اتخذه المساعد الأول قوراري، مما فجر فرحة عارمة في أوساط المئات من أنصار الأهلي الذين سجلوا حضورهم في المدرجات. اللحظات المتبقية كانت مثيرة، وقد كاد مهاجم النجم عبد الحفيظ أن يرجح كفة فريقه في مناسبتين لولا براعة سيدريك الذي أنقذ فريقه، وأبقى التعادل قائما إلى غاية إطلاق الحكم بوستة صافرة النهاية بتعادل منطقي.