جميلة عراس في مسلسل اجتماعي جديد أكثر مأساوية من "شفيقة" كشفت الممثلة التي سطع نجمها كسيناريست ومخرجة في مسلسل "شفيقة"، بأنها غابت عن الساحة الفنية لتتفرغ لكتابة سيناريو مسلسل اجتماعي جديد كتبته وتخرجه بنفسها وتتقمص فيه شخصية سيدة أعمال ناجحة في مجتمع رجالي لا يتقبل تفوقها و تألقها، فتجد نفسها في قبضة المشاكل و الصعوبات و تحاك ضدها المكائد و المؤامرات. وسيشاركها تجسيد الأدوار الأساسية مجموعة من الممثلين الكهول والشيوخ،لأن السيناريو يعطي حصة الأسد لهم. في حين لن يظهر إلا عدد قليل من الممثلين الشباب، و أشارت إلى أن لجنة القراءة بالمؤسسة الوطنية للتليفزيون وافقت على السيناريو منذ ثلاثة أشهر وهي الآن بصدد رصد ممولين له ليرى النور قريبا و تتمنى ألا يعرض على شاشة رمضان 2012، قائلة :"لست زلابية ،أو قلب اللوز أو شربة". الفنانة أوضحت للنصر، بأن حرصها على تقديم أعمال نوعية مدروسة من كل النواحي، ترضي جمهورها و تثري رصيدها الإبداعي يجعلها تغيب كل 3 أو 4 سنوات لتقدم له أفضل ما عندها. و أعربت عن حماسها للطريقة الجديدة التي تبناها منذ حوالي شهرين التليفزيون الجزائري في التعامل مع المخرجين و المنتجين لكي يتغلب على الصعوبات المادية التي يعاني منها و يشجع الإنتاج و الإبداع والمنافسة النوعية،حيث يقترح عليهم مسؤولو الإنتاج بعد حصول سيناريوهاتهم على موافقة لجنة القراءة البحث عن مؤسسات تمول أعمالهم مقابل الاتفاق معها على بث ومضات إشهارية للترويج لمنتوجاتها و نشاطاتها وفق روزنامة معينة مع ضمان بث الأعمال الفنية الجاهزة . و أوضحت أنها و بمجرد الفوز بضمان مكتوب من التليفزيون ببث مسلسلها ،ستنطلق في البحث عن ممولين وهي واثقة من كثرتهم لأن الجمهور لا يزال يحبها و يستمتع بأعمالها و يطالبها أينما حلت بالجديد. و أسرت للنصر بأن هذا العمل يسلط الضوء على مأساة قريبة على حد تعبيرها من مأساة شفيقة بطلة السلسلة الشهيرة التي كتبتها و شخصتها وأخرجت جزءها الثاني و هي أيضا مستمدة من عمق الواقع. و يتعلق الأمر بمأساة سيدة أعمال جنى عليها ذكاؤها و نجاحها في مجتمع رجالي لا يتقبل تفوقها و تألقها، فأعلن عليها الحرب. و عن سر تركيزها على المرأة في معظم أعمالها ،ردت بأن المرأة حتى لو لم تعش معاناة بنات جنسها ،فهي الأقرب منهن و الأدرى بأحاسيسهن وأفكارهن خاصة في مجتمع رجالي كمجتمعنا ، و مهما كتبت عن المرأة فواقعها سيظل زاخرا بالحكايا و القصص و الأسرار المكنونة التي تنتظر من يخرجها من محارات الصمت و الطمس و النسيان. "لست زلابية، أو قلب اللوز أو شربة" و أشارت إلى أنها بدأت كتابة المسلسل الجديد الذي لم تطلعنا على عنوانه في 2007 و انتهت منه السنة الماضية،لكنها لم تقدمه للجنة القراءة إلا هذا الموسم وترفض أن يدرج ضمن الشبكة البرامجية الرمضانية ، حيث ترى بأن الأعمال الرديئة وحدها هي التي يصمم أصحابها على توريط أنفسهم في لهاث سباق رمضان و لو على حساب نوعيتها و مستواها."أما أنا فلست زلابية أو شربة أو قلب اللوز".و عندما سألناها عن الأعمال التي تابعتها في رمضان المنصرم ،ردت بأنها تابعت "أخام الدا أمزيان2"و أعجبت كثيرا بالسلسلة. و عن إصرارها على إبراز الكثير من العادات و التقاليد الأصيلة في أعمالها خاصة في مسلسل "دوار الشاوية "الذي أعاد التليفزيون الجزائري بثه مؤخرا قالت بحماس شديد:"أنا جزائرية و لولا تمسكي بأصالتي و تراثي و حرصي على إبرازهما و الافتخار بهويتي و جذوري لما كنت أنا ".وعندما سألناها عن مسقط رأسها لأن لهجتها تتكيف مع كل دور تتقمصه دون عناء،ردت بأنها ولدت بعين مليلة لكن جذورها تمتد إلى منطقة القبائل الصغرى وجبال بابور و تقيم ببرج البحري بالعاصمة لكنها تستحي من البوح بذلك، لأنها كلما توجهت إلى شرق أو غرب أو وسط وحتى جنوب البلاد يغمرها المواطنون بحبهم و احترامهم و استفساراتهم عن أحوالها و أعمالها و يدعونها إلى بيوتهم و يقولون لها "أنت تاعنا". وهذه نعمة و ثروة من الله تعتز بها. "ماعيدة " في مسلسل دوار الشاوية أقرب إمرأة إلى جميلة عراس و عن الشخصية التي قدمتها خلال مسارها الفني الممتد عبر أكثر من أربعة عقود، و شعرت بأنها جزء من جميلة عراس أجابت بسرعة:"دور "ماعيدة "في مسلسل دوار الشاوية ...امرأة قوية و صريحة و أصيلة لا تتحدث إلا لتقول الحق و الحقيقة بصوت جهوري" . و عادت بذاكرتها إلى محطات لا تنسى في مشوارها الحافل بالتحديات لقد قضت سنتي 1996 و 1997 في البحث و التقصي وجمع المعلومات و الشهادات الحية و اعتقال الذكريات لرسم وتركيب صورة واضحة وحقيقية للفنان الرمز عيسى الجرموني" من النواحي النفسية و الاجتماعية والعائلية و الفنية و تخليده في عمل فني يليق بمكانته و ينصفه من التهم التي ألصقها البعض به ظلما و بهتانا وتفتخر لأنها التقت بابنته "خالتي الربعية" قبل رحيلها و ساعدتها في الكشف عن الكثير من جوانب شخصيته و شرح أبعاد و أسرار أغانيه و قصائده . ماذا عن أول دور تقمصته جميلة في بداياتها؟ سألنا الفنانة الغارقة في بحر ذكرياتها فقالت بالكثير من الحنين:"كنت طفلة حالمة في ال15من عمرها سنة 1969عندما اختارني المخرج محمد بدري لأمثل في فيلم تليفزيوني عنوانه "المنديل"و شجعني أبي و كل أفراد عائلتي ثم خطفتني الإذاعة و في 1988انطلقت مع المخرج لمين مرباح في أول مسلسل من تأليفي وهو "كلثوم"ثم كتبت سلسلة "شفيقة" و "شفيقة بعد اللقاء"الأول أخرجه اعمر تريباش و الثاني أخرجته بنفسي و عشقت كثيرا "دوار الشاوية" و أحرص على أن أمثل في الأعمال التي أؤلفها ،وأهتم بكل تفاصيلها من ديكور و ملابس و معلومات تاريخية وتقنية لكي لاأقع في أخطاء و مغالطات تشوهها و تهز مكانتي في قلوب المشاهدين ". وماذا عن جميلة الموظفة في الإذاعة هل أحيلت على التقاعد كما سبق و أن أعلنت في العام الفارط ؟سألناها قبل أن تقررالصمت عن الكلام المباح " لست متقاعدة لا فنيا ولا وظيفيا،لا يزال لدي الكثير لأنهله من الواقع و أقوله للجمهورعلى طريقتي. أعمل بالقناة الأولى منذ 42 عاما و أرشيف الإذاعة يزخر بالحصص التي أعددتها و أنتجتها والمسرحيات التي كتبتها ومثلت فيها و كم أتأسف اليوم لوضع المسرح الإذاعي و الفن الجزائري ككل.أتمنى أن تتضافر جهود الجميع على كافة المستويات للارتقاء بالابداع و دعم المبدعين عموما أنا متفائلة بالمرحلة القادمة". و عرجنا على جوانب من حياة جميلة الأم و الجدة ،فلم تمانع...قالت بفخر بأنها في ال58من عمرها،أم لثلاثة أبناء أكبرهم في ال38 وأصغرهم في العشرين و لديها باقة من الأحفاد.وعن سر رشاقتها و احتفاظها بملامح تتدفق شبابا أسرت إلينا بأنها تعتمد على الرياضة ثم الرياضة ،فهي تمارس العدو الريفي منذ أكثر من 35عاما و تقطع حوالى 8 كلم يوميا.كما تتوجه مرتين في الأسبوع لقاعة الرياضة للخضوع لتدريبات مكثفة لتقوية العضلات و اللياقة البدنية.و عن رأيها في عمليات التجميل ،قالت:" ربما أفكر فيها في يوم ما ،أما الآن فأنا راضية على ملامحي و شكلي".و بعيدا عن الرياضة و الفن، هناك جميلة الفلاحة و البستانية الماهرة المتعلقة حتى النخاع بالأرض تغرس الأشجار و الورود وتستمتع برعايتها و رؤيتها تنمو وتزهر وتثمر.ولا تبدأ نهارها كربة بيت وموظفة، إلا بعد أن تسقي نباتاتها و تقلم تلك التي تحتاج إلى تقليم و عناية و تستنشق هواء نقيا منعشا.و أضافت بأنها تمارس الطبخ بحب و هو بالنسبة إليها هواية خاصة إذا تعلق الأمر بتحضير أطباق تقليدية مثل: "العيش بالخليع".