لهذه الأسباب "اعتنقت" المسيحية قبيل مجيئها للجزائر للمشاركة في مهرجان الفيلم العربي بوهران، حملت النجمة المصرية إلهام شاهين "الأمة العربية" رسالة موجهة للجمهور الجزائري، كشفت فيها الكثير من الأسرار حول أفلامها المشاركة في المهرجان وجديدها في رمضان وأسرارا شخصية تكشف عنها لأول مرة. بداية، أكدت لنا الفنانة إلهام أنها وافقت على المشاركة في مهرجان الفيلم العربي، وأن حبها للجزائر وحرصها على الالتقاء بالجمهور الجزائري، جعلاها تطلب بإصرار من مخرج مسلسلها الرمضاني وقف التصوير لإتمام هذه الزيارة، رغم حساسية الوقت وضيق الظروف الزمنية المحيطة بالعمل، وأشارت إلهام شاهين إلى أن فيلميها "خلطة فوزية" و"واحد صفر" سيعرضان في المهرجان، لذا بدأت بسؤالها: * علامات استفهام عديدة طرحت عقب إنتاجك لفيلم "خلطة فوزية"، ترى ما الذي دفعك لخوض تجربة الإنتاج في هذا الوقت تحديدا؟ ** أعتقد أنك تلمح لمقولات بعض النقاد التي فسرت الموضوع على أساس أنني ونجمات جيلي لم نعد نجمات سينما، وهذا بالطبع مناف للصحة، فنحن جيل لا يزال قادرا على العطاء السينمائي ولا تزال لنا مساحة هامة من التواجد السينمائي، وأنا شخصيا لم أغب مطلقا عن السينما، فأخر أعمالي "خالي من الكولسترول" كان منذ عامين فقط، وقد احتاج التحضير لفيلم "خلطة فوزية" عاما كاملا، والتصوير وخلافه، عاما آخر، بالإضافة إلى فيلم آخر هو "واحد صفر". أما فكرة الإنتاج، فقد ألحت علي بعد أن استهوتني شخصية فوزية، فهي جديدة تماما علي ولم تجد المؤلفة والمخرج أي منتج يتحمّس للفيلم، بالإضافة إلى أن السينما المصرية أصبح أكثرها غير جاد ولا يقدم فنا حقيقيا، لذلك قررت إنتاج الفيلم حتى أساهم في رقي السينما المصرية التي أصبح حالها صعبا للغاية. * وما الذي جذبك لهذا الفيلم، وما القيمة التي يقدمها؟ ** فيلم "خلطة فوزية" يقدم شريحة هامة من المجتمع، وهم سكان المقابر والمهمشين، وفوزية شخصية مثيرة جدا، تتزوج كثيرا وتنجب كثيرا، وتعمل في كافة المهن.. ورغم الفقر، إلا أنها راضية جدا عن نفسها وتعيش بفلسفة الرضا، فهي شخصية تمس قلب المشاهد العربي. * هل حققت التجربة ما كنت تتمنيه، أم أنك نادمة؟ ** لست نادمة على الإطلاق، فنجاح الفيلم فاق كل التوقعات، ويكفي أنه عرض ثلاث مرات وحصل على جائزة أحسن تمثيل من مهرجان الشرق الأوسط في أبو ظبي، وجائزة خاصة من مهرجان دمشق، ولاقي استحسان الجمهور والنقاد عندما عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الماضي، ثم طُلب الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية منها فنيسيا، تريبيكيا، تورنتو وغيرها . * دورك في فيلم "واحد صفر" أثار ضجة كبيرة في الشارع المصري، فلماذا تعمدتي تقديم دور امرأة مسيحية، وما الدافع السياسي أو حتى الفني من وراء تلك التجربة؟ ** الدور لا علاقة له بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد ولا تتناول القصة موضوعا سياسيا. أنا قدمت دور امرأة، والمرأة ليست فقط مسلمة، فهي المرأة في كل الديانات وبنفس الأحاسيس، فهي تحب وتكره وتتمنى الزواج والأمومة، وهذا حال كل النساء. * لكن ما المانع في أن تكون الشخصية مسلمة؟ ** وما المانع في أن تكون مسيحية؟ العالم العربي ليس محصورا على المسلمين، فالمسيحيون العرب لهم وجودهم مع المسلمين، أنا نفسي درست في مدرسة "نوتردام" على أيدي الراهبات وتعلمت منهن الكثير ولي صداقات مع البعض حتى الآن. ورغم ذلك، فجميع أبطال السينما العربية يحملون أسماء مسلمة، وإذا تضمن الفيلم حفل زواج نرى المأذون ونادرا ما نشاهد حفل زواج في كنيسة، حتى أنني سألت أحد رجال الدين المسيحي إن كان هناك عددا كبيرا من السيدات المسيحيات يطلبن الطلاق ويعانين من مشاكل، فقال لي إن عددهن يزيد عن 100 ألف حالة، فلماذا ننسى هذه الفئة من مجتمعنا. * وما الشيء الذي استفاده المسيحيون من هذا الفيلم؟ ** الفيلم يعرض قضية في غاية الخطورة، امرأة مسيحية تطلق من زوجها بحكم المحكمة ولا تستطيع الزواج مرة أخرى، لأنها تحتاج لموافقة الكنيسة، وهذه المشكلة موجودة بالفعل في المجتمع المصري والعربي. والفيلم يعرض أيضا العديد من المشكلات الاجتماعية والصراعات التي تحدث في المجتمع، ويقدم صورة لوحدة الشعب المصري، فالفن لابد أن يعرض مشاكل المجتمع وهناك عشرات من القضايا المسيحية بهذا الشكل في المحاكم تنتظر حلا لها، والبعض يلجأ لتغيير ديانته، وهو ما رفضته بطلة الفيلم. * ألم تخاف من ردة الفعل العنيفة تجاه تلك الخطوة؟ ** أنا اخترت هذا الفيلم وهذه القصة حبا في المسيحيين واحتراما لهم، لأنهم يمثلون شريحة هامة من الشعب المصري والعربي، ولأني لاحظت أن أبطال الأفلام دائما يحملون أسماء مسلمة وعائلات مسلمة، كما لو لم يكن هناك في العالم العربي مسيحيون. أما عن الخوف، فأنا لا أخاف إلا من الله، وعموما فقد تغيرت الأحوال ولم يعد للتعصب والمتعصبين وجود، والدليل أن الإقبال الجماهيري على الفيلم يؤكد أن الجمهور يواكب التغيرات التي حدثت في العالم من انفتاح فني وفكري واجتماعي. * سمعنا أنك بعد رمضان ستخوضين تجربتين سينمائيتين دفعة واحدة.. هل هذا صحيح؟ ** نعم.. فقد وافقت على المشاركة في فيلم بعنوان "اللعبة الأمريكاني" للمخرج مدحت السباعي، وأجسد فيه شخصية امرأة ثرية تمتلك وتدير مجموعة من الشركات الكبرى، ومن المقرر أن يبدأ تصويره عقب إجازة عيد الفطر المبارك مع مجموعة من النجوم والوجوه الجديدة. أما الفيلم الثاني، فهو بعنوان "نسوان شداد" مع المخرج محمد أبو سيف، لكنه لا يزال طي الكتمان. * لننتقل إلى التليفزيون، قدمت العام الماضي مسلسل "قصة الأمس"، ورغم بساطته، إلا أنه نجح في خضم الزحام الرمضاني.. ترى لماذا؟ ** المسلسل نجح لأن كل الرجال خائنون، فعند عرض المسلسل لم أر سيدة أقابلها إلا وتقول لي إن زوجي أو حبيبي خانني أو تزوج علي، وكأن كل النساء بتن "بطلة مسلسل قصة الأمس زهرة أبو بكري" التي تزوج عليها زوجها بعد زواج وحب استمر أكثر من 17 عاما. * لكن النهاية السعيدة لعبت دورا في هذا النجاح.. أليس كذلك؟ ** المخرجة إنعام محمد من أقوى المخرجات، فقد جعلت الجمهور ينتظر نهاية المسلسل على مدار 30 حلقة، فالجمهور دائما يحب النهايات السعيدة، ولكن ليس هذا هو السبب في نجاح المسلسل، ولكن لأنه كان رومانسيا إنسانيا اجتماعيا، فالناس ملت من جفاف حياتنا والمشاكل والهموم، وضاقت ذرعا من موضوعات الفساد والرشوة والحوادث، فالمسلسل يبحث عن الهموم الشخصية، لأن قصة الأمس موجودة في معظم البيوت العربية. * ما هو المسلسل الذي عرض عليك ولم تترددي ي قبوله، ولماذا؟ ** مسلسل أحلام لا تنام، لأن إيقاعه سريع، وقد اخترته من بين ثمانية أعمال عرضت علي، لأن فكرة المسلسل جديدة ولأول مرة أقدم شخصية القاتلة الأجيرة، ولم يقدمها أحد من قبلي، وقد لعبت في هذا المسلسل أكثر من شخصية، مثلا قمت بشخصية الممرضة والطباخة. * وماذا ستقدمين في رمضان القادم؟ ** مسلسل "عشان ماليش غيرك"، هو مفاجأتي التلفزيونية الجديدة خلال الشهر الكريم، وهو من إخراج المخرج السوري "رضوان شاهين" وإنتاج اللبناني "صادق الصباح"، ويشاركني بطولته محمد منير ورياض الخولي ومنة فضالي، وسيؤدي المطرب محمد منير دور فيلسوف وسيرافقني في رحلتي بحكمته وأغانيه، وهو مسلسل درامي اجتماعي تدور أحداثه حول سيدة تعيش مع زوجها في منطقة ساحلية نائية، حيث يتعرضان للعديد من المشاكل والصعوبات. * هل لك أن تكشفي بعض تفاصيل المسلسل؟ ** المسلسل يمثل أول عمل درامي يخرجه السوري "رضوان شاهين" في مصر وأنا سعيدة بالعمل معه، فهو يتمتع برؤية فنية عالية المستوى وقدم أعمالا درامية رائعة لاقت نجاحا كبيرا، مثل "الحوت" الذي عرض العام الماضي، "كوم الحجر" و"باب الحديد". أما مسلسل "علشان ماليش غيرك"، فهو اجتماعي رومانسي يؤكد على قيمة الحب وتأثيره الإيجابي وقدرته على تغيير حياة الإنسان، وأؤدي فيه دور "منيرة"، وهي سيدة في الأربعينيات تعيش في منطقة نائية يطلق عليها نزلة الرشيدي وزوجها هو حاكم المنطقة والمسيطر عليها، ويقتل هذا الزوج على يد أحد أبناء المنطقة، فتحاول إعداد ابنها ليحل محل أبيه، لكنها في هذه الأثناء تحكم المنطقة بنفسها حتى تقابل الحب الحقيقي الذي يقلب حياتها رأسا على عقب. وأنا أثق في أن فريق العمل سوف يقدم دراما فنية عالية المستوى. وعلى مستوى الموضوع، فالمسلسل يقدم موضوعا جريئا وجميلا ومفاجئا، يكفي أنه سيؤكد على قيمة الحب وما يمكن أن يقدمه من سعادة للإنسان الذي يطرق بابه. * أين سيعرض المسلسل؟ ** على قناة أبو ظبي الأولى. * ما صحة ما يشاع عن وجود كتّاب يفصّلون لك الأدوار على المقاس؟ ** هذا كلام لا أساس له من الصحة، فأنا فنانة تحب تنوع الأفكار ولا أذكر أني تعاملت مع مؤلف واحد أكثر من مرتين فقط. ومقياس التعامل مع أي مؤلف أو مخرج، هو جودة النص المكتوب ورؤيتي للمخرج، وهل يصلح لهذا العمل أم لا. وغير ذلك، فلا تعامل خاص مع أي كاتب أو مخرج. أنا خريجة معهد فنون مسرحية ودرست حرفية السيناريو ولي تجارب فنية عديدة، وأستطيع الحكم على العمل هل يناسبني أم لا، وعادة أنا أبحث عن التجديد والتطوير والتنوع. * تقاطعين الشخصيات التاريخية، فهل تخافين من الأداء بالعربية الفصحى أم تكرهين التاريخ؟ ** لا هذا ولا ذاك، فقد مثلت في بداية حياتي المسرحية الكثير من الأعمال التاريخية، وآخرها "كاليغولا" مع الأستاذ سعد أردش، وحاليا معروض علي تمثيل شخصية "شجرة الدر" ومازلت أفكر، خاصة أن الشخصية قوية جدا وسبق أن قدمتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا. حقا لا أخاف المقارنة، خاصة أن الزمن اختلف عما قدمته تحية وأجواء المسلسل غير أجواء الفيلم ولكل فنان بصمته الخاصة، فقط أريد أن يكون العمل في مجمله جيدا. * وما ردك على من يقولون أنك تخليت عن المسرح، لأنه لن يحقق لك الشهرة والمال المتوفرين في السينما والتليفزيون؟ ** دعنا نكون صرحاء.. لم يعد هناك مسرح بعد تخلي الجمهور عنه، إضافة إلى أنني لم أعد أملك الطاقة أو الجهد أو الوقت لأقدم عملا مسرحاي لا يراه الجمهور. أنا لست ضد المسرح والعمل الجيد بصفة عامة يضيف للفنان، وفي هذه المرحلة أنا لا أبحث عن التواجد الفني بقدر ما أبحث عن الجودة الفنية، كان من الممكن فعل ذلك في البدايات، أما الآن فأصبح في تاريخي 86 فيلما و50 مسلسلا. * لماذا تصرين على تقديم شخصية المرأة التي تبدأ من تحت الصفر وصولا إلى القمة؟ ** هذا لم يحدث إلا في مسلسل واحد، وهو "بنت أفندينا"، لكن باقي أدواري متنوعة بداية من " ليالي الحلمية"، و"آسفة ما كنش قصدي"، و"نجمة الجماهير"، و"نصف ربيع الآخر"، و"قصة الأمس" و"مسألة مبدأ"، وقد جاء هذا الخلط لأنه في موسم رمضاني واحد تم تقديم أكثر من مسلسل لعدة فنانات تشابهت فيها ظروف النموذج النسائي الذي قدمته. * خضت تجربتين زواج فاشلتين، فهل مازال للحب مكانا في قلبك؟ ** ومن الذي يستطيع أن يعيش بدون أجمل ما خلق الله، وهو الحب، نحن بشر وأنا رومانسية جدا، والحب شيء راق وجميل وإنساني، لكن أنا جربته مرتين وفشلت ومستعدة لمرة ثالثة، ولكن أين هو؟ بالتأكيد عندما أجده سأكون سعيدة جدا، رغم تجارب الفشل. وحتى لا أتهم الرجل بأنه وحده السبب في الفشل، فإنني أعترف أنني السبب الأول، ذلك لأنني ببساطة لم أستطع التخلي عن أحلامي لأقوم بواجباتي الزوجية التي لا يفرط فيها أي رجل، وجميعهم وضعوني في دائرة الاختيار بين عملي وزواجي، وتلقائيا أختار عملي، فهو الأهم بالنسبة لي. * ما حقيقة ما يقال عن عمليات التجميل التي أجريتها على وجهك؟ ** لم أقم إلى الآن بأي عمليات تجميل، لأني ما زلت جميلة ومن حق الجمهور أن يشاهد الفنان جميلا، ولكني أخشى أن أغير ملامحي ولا أستطيع التعبير. * تظهرين كثيرا في أدوار دون ماكياج، هل ستواصلين نفس الهواية مع التقدم في العمر؟ ** لابد أن أتقدم في العمر، والجمهور يعلم أن إلهام تمثل من حوالي ربع قرن تقريبا، وهذا طبيعي، والممثل الذي يهتم بشكله والماكياج فقط يكون ضعيفا ومهزوز الشخصية وليس لديه ثقة بنفسه، وأنا عندي ثقة بنفسي كممثلة، ولكن ليس عندي ثقة بشكلي، لأنه لا يهمني، لأن الممثل الجيد يستطيع العمل في كل الأعمار ويقوم بكل الأدوار وليس لديه خوف، فقد قمت بدور أم في أكثر من مسلسل لفنانين أكبر مني، مثل حسين فهمي وهشام سليم. * معروف عنك أنك حساسة بشكل مفرط، فكيف تتغلبين على آلامك؟ ** عشت أياما صعبة ومؤلمة، ولكن جاءتني لحظة صدق تمنيت فيها القرب من الله، فسافرت إلى العمرة وارتديت النقاب حتى لا يعرفني أحد، وشكوت إلى الله آلامي، فأنا لا أحب أن أزعج أحدا بآلامي ومشاكلي.