في أجواء تنظيمية عادية، توجه الآلاف من الناخبين بولاية تبسة، إلى مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في هذا الاستحقاق الرئاسي و لم تثنهم برودة الطقس و لا دعوات البعض بالمقاطعة، عن القيام بهذا الواجب الوطني، الذي برأيهم يعد حدثا مفصليا هاما في تاريخ الجزائر. و كانت نسب المشاركة في الصبيحة متدنية و متباينة من بلدية إلى أخرى و من مكتب انتخابي إلى آخر، بحيث سجلت الولاية في حدود الساعة ال 11 صباحا، نسبة اقتراع تعادل 6.17 بالمائة، لتصل إلى 23.16 بالمائة عند الساعة الثالثة ووصلت في نهاية التصويت إلى 38.26 ، فيما حققت بلدية فركان الواقعة بالجنوب التبسي، أعلى نسب المشاركة ب 13.54 بالمائة في حدود الساعة ال 11 صباحا ، تلتها بلدية بجن ب 10.93 بالمائة، ثم بلدية قريقر ب 10.85، فيما كانت النسب أقل، بالبلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، على غرار بلدية تبسة، التي سجلت بها أقل نسبة مشاركة ب 3.03 بالمائة، تليها بلدية الونزة ب 4.68 بالمائة، فالشريعة و الكويف بنسبة اقتراع تعادل 6.19 بالمائة، كما يلاحظ من خلال النسب المعلن عنها، إقبالا كبيرا للناخبين بالمناطق النائية و البلديات الصغيرة، في الوقت الذي تتراجع فيه هذه النسب بالبلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة. مع الإشارة إلى أنه و مع مرور الساعات، ارتفعت نسب المشاركة الإجمالية و ذلك من خلال توافد العنصر النسوي، الذي يفضل الفترة المسائية للتصويت، بعد الانتهاء من الالتزامات الأسرية، فانعكس هذا التوافد في النسبة العامة للتصويت المعلن عنها. و جرت العملية الانتخابية في كنف الهدوء و ظروف عادية و لا تشنجات و لم تتلق اللجنة المستقلة في هذا الخصوص أي شكوى، من طرف المواطنين، أو من ممثلي المترشحين، غير أن بعض الناخبين بمركزي عيساوي رشيد و مولود فرعون بتبسة، قد طرحوا إشكالية عدم وجود أسمائهم بالمركزين المذكورين آنفا، كما سجلنا مبادرة من طرف بعض الشباب، الذي تطوع لنقل الناخبين مجانا إلى مراكز الاقتراع و هذا لتمكين فئة النساء خاصة من أداء هذا الحق. و كان رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات بولاية تبسة، الدكتور محمد كنازة، قد نوه بعد ساعات من انطلاق عملية الاقتراع، بالظروف التنظيمية التي ميزت العملية الانتخابية، مؤكدا على أن هناك توافدا للمواطنين على مراكز الاقتراع الموزعة عبر 28 بلدية و مشيرا إلى أن نسبة الاقتراع قد بلغت 06.17 بالمائة و مشددا على أن العملية تسير في كنف النزاهة و ذلك بحضور ممثلي المترشحين الخمسة للرئاسيات، مشيدا في الوقت نفسه بالوسائط الإعلامية و التطبيقة المعلوماتية التي اعتمدتها لجنته بتبسة، بحيث أتيحت لمصالحه الوصول إلى المعلومة في ظرف قياسي، كما وضعت المندوبية الولائية تحت تصرف المواطنين، رقما هاتفيا للتبليغ عن الخروقات و التجاوزات التي قد تحدث لمعالجتها في الحين. و أشاد من جهته والي تبسة، عطا الله مولاتي، لدى تصويته بمركز ابن باديس في مدينة تبسة، بالظروف التي تجري فيها العملية الانتخابية، مع العلم بأن الهيئة الانتخابية بولاية تبسة، يفوق عددها 467 ألف ناخب و ناخبة، موزعين على 245 مركز انتخاب و1172 مكتبا للتصويت، يعمل على تأطيرها 9429 مؤطرا و قد خضع هؤلاء قبل موعد 12 ديسمبر 2019، لعملية تكوين، أطرها مجموعة من الأساتذة الجامعيين و أعضاء من المندوبية الولائية المستقلة للانتخابات، في الوقت الذي وضعت فيه 40 قاعة تحت تصرف ممثل المترشحين، لاحتضان التجمعات الشعبية الخمسة، ناهيك عن تخصيص 487 فضاء و موقعا إشهاريا. و في سياق متصل، خضعت تدخلات ممثلي المترشحين، بإذاعة تبسة المحلية لعملية القرعة و قد جرت حسب المكلف بالإعلام بالسلطة المستقلة، سلطاني علي في ظروف جيدة طيلة 22 يوما من عمر الحملة، أما بالنسبة للتجمعات الشعبية، فقد نشط كل من عبد العزيز بلعيد و عبد القادر بن قرينة، تجمعين شعبيين بدار الثقافة محمد الشبوكي، فيما اجتمع المترشح للرئاسيات، عز الدين ميهوبي، بمؤيديه في نزل الأمير، أما المترشحين الآخرين، فقد اقتصر تنشيط الحملة، على من ينوبهم بالولاية.