طلب المجلس الانتقالي الليبي أمس الثلاثاء من حلف شمال الأطلسي "الناتو" مواصلة مهمته في ليبيا لشهر آخر على الأقل .و قال علي الترهوني وزير النفط و رئيس المجلس الأعلى للأمن " أطالب الناتو بالبقاء لشهر آخر على الأقل "و كان حلف شمال الأطلسي قد أعلن في وقت سابق أن مهمته في ليبيا ستتواصل إلى غاية مطلع شهر نوفمبر، و أن قضية استمراره مرهونة بما ستقرره السلطات الجديدة في ليبيا. و لا شك أم مطالبة الانتقالي ببقاء الناتو، بقدر ما تمثل ضوءا أخضر لتمديد التدخل الأجنبي في ليبيا، بقدر ما تعكس عجز قادة الانتقالي على التسيير الأمني لمرحلة ما بعد القذافي في ضوء الانتشار المخيف للأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة و أنواع الصواريخ و بخاصة المضادة للطيران، إلى جانب العدد الكبير من الميليشيات المسلحة التي ما زالت في أغلبها خارجة عن سيطرة الانتقالي، و تنتظر ساعة الحساب لاقتسام المغانم و المواقع في المشهدين العسكري و السياسي. هذا الوضع الذي يجعل من ليبيا أشبه بالنائم على بركان، حذرت منه منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية أمس و قالت إن كميات كبيرة من الأسلحة المتفجرة بينها صواريخ أرض - جو لا تزال من دون حماية حول سرت في ليبيا، رغم أن المجلس الانتقالي الليبي وعد منذ أشهر بحماية مخازن السلاح. و ذكرت المنظمة في تقرير إن موقعين من دون حراسة بالقرب من سرت فتشهما فريق المنظمة في 22 أكتوبر الجاري، عثر فيهما على صواريخ أرض - جو وطلقات دبابات وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخائر والآلاف من الأسلحة الجوية الموجهة وغير الموجهة. وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش إنه "طوال أشهر حذرنا المجلس الوطني الليبي وحلف شمال الأطلسي من الأخطار التي تمثلها المخزونات الهائلة من الأسلحة المتروكة من دون حراسة، والحاجة الملحة لتأمينها، يمكن لصواريخ أرض - جو إسقاط طائرات مدنية.. ويمكن تحويل الأسلحة المتفجرة بسهولة إلى مواد لتفخيخ السيارات وإلى عبوات ناسفة قتلت الآلاف في العراق وأفغانستان". أشارت المنظمة إلى أن الحكومة الأمريكية لديها فريق من الخبراء على الأرض في ليبيا لمساعدة المجلس الانتقالي في تحديد مواقع صواريخ أرض - جو المفقودة، وتعهدت الولاياتالمتحدة بتخصيص 40 مليون دولار لمساعدة ليبيا بتأمين أو تدمير مخزوناتها من الأسلحة الخطيرة، كما تعهدت كندا أيضاً بتقديم 10 ملايين دولار لهذا الغرض. وقالت إن مفتشيها شاهدوا شاحنة في مدينة سرت تحمل أنابيب صواريخ أرض - جو بينها 7 صواريخ من طراز (أس أي) الروسية الأكثر تطوراً، إضافة إلى ذخائر كانت تنقل من سرت إلى مصراتة، وقاد مقاتلو مصراتة فريق هيومن رايتس ووتش إلى موقع بضواحي مدينة سرت حيث عثروا على الصواريخ. وقالت المنظمة أنها عثرت بالموقع على أسلحة مختلفة بينها صواريخ أرض - جو وقذائف للمدرعات وقذائف هاون وأسلحة جو - أرض شديدة الانفجار، وبعض الأسلحة كان بمخزن مقفل والباقي في ساحة مفتوحة على بعد 500 متراً من المنشأة. عثر أيضاً في الموقع ذاته على 20 صاروخ "أس أي 7" أرض - جو بصناديق التعبئة الأصلية. وذكرت المنظمة أنه أثناء تفقدها الموقع وصلت مجموعة من المدنيين والمقاتلين المعارضين للنظام السابق لنقل المزيد من الأسلحة. عثرت المنظمة على موقع ثان على بعد 100 كلم جنوب سرت يضم كمية هائلة من الذخيرة الموزعة على 70 ملجأ، والتي لا تخضع للحراسة إضافة إلى آلاف الصواريخ الموجهة وغير الموجهة. وأكدت ان فريقها أمضى ساعتين بالموقع ولم يحضر عنصر أمن واحد. وقال بوكارت إنه "مع انتهاء القتال، يجب أن تكون إحدى أولويات المجلس الانتقالي الليبي هو حراسة منشآت الأسلحة والسيطرة على الأسلحة المنتشرة.