3 سنوات سجنا نافذا لمتهم بتهريب «الحراقة» في سكيكدة قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة، أمس، بمعاقبة المتهم الرئيسي في قضية تهريب «الحراقة» ب3 سنوات سجنا نافذا، فيما استفاد 3 أشخاص آخرين من البراءة، حيث توبع المعنيون بجناية تهريب المهاجرين غير الشرعيين، في حين التمس النائب العام، تسليط عقوبة 20 سنة في حق المتهمين الأربعة، مؤكدا في مرافعته، على أن أركان التهمة قائمة في حق المتهمين. حيثيات القضية تعود إلى صائفة 2008، عندما وردت معلومات إلى مصالح الأمن بولاية سكيكدة، تفيد بوجود شبكة إجرامية تقوم بتهريب المهاجرين بطريقة غير شرعية، مقابل منفعة مالية و تعريض حياتهم للخطر، تنشط عبر إقليم دائرة تمالوس، امتدادا لبلدية سيدي سالم بعنابة، يقودها شخص يسمى (ب)، كان يقيم بمدين عنابة، قبل أن يغير إقامته إلى دائرة تمالوس. و كشفت التحقيقات، أن المعني كان يستغل شاطئ وادي بيبي بتمالوس، نظرا للطبيعة الغابية للمنطقة التي تتسم بصعوبة تضاريسها و بعدها عن المراقبة الأمنية و استغلال هذا العامل في إخفاء قوارب الصيد و البنزين المخصص للرحلات، إضافة إلى معرفته الجيدة للمنطقة، بعد تحويل الشبكة نشاطها من سيدي سالم بعنابة، إلى تمالوس، بسب الضغط الأمني المكثف و المراقبة الدورية لقوات الأمن المشتركة، كما قام المعني بحرق قارب الصيد، بعد فشل رحلته الأخيرة. و تم اكتشاف نشاط الشبكة، بعد تقدم كل من (ع.ح)، (س.ق) و (ب.ع) بتاريخ 16 فيفري 2019، للتبليغ عن تعرضهم للنصب و الاحتيال من طرف شخص يدعى (ر.ز) يقيم بدائرة تمالوس، حيث قاموا بمنحه مبالغ مالية تتراوح بين 10 و 12 مليون سنتيم، مقابل مساعدتهم على الهجرة غير الشرعية عبر البحر، على اعتبار أنه يمارس نشاط تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية، للشباب الراغب في الحرقة، غير أن رحلتهم لم تتم و لم يرجع لهم أموالهم. و صرح ثلاثة من المتهمين، أثناء المحاكمة، بأنهم و بعدما سلموا الأموال لمنظم الرحلة، اتفقوا على أن يكون موعد الانطلاق انطلاقا من شاطئ وادي بيبي بتمالوس و لما وصلوا هناك و في حدود الحادية عشرة و النصف ليلا، تقدمت منهم شاحنة من الحجم الصغير، على متنها ثلاثة أشخاص، قاموا بإنزال محرك القارب و براميل البنزين و في حدود منتصف الليل، وصل منظم الرحلة على متن شاحنة محملة بقارب صيد خشبي، مرفوقا بشخص تبين أنه قائد الرحلة يقيم بمدينة عنابة. و بدوره اعترف المتهم الرئيسي (ر.ب)، بتنظيمه لرحلات هجرة غير شرعية مقابل أموال، مضيفا بأنه كان يقيم بمدينة عنابة و تعرف حينها على المدعو (ك)، الذي عرض عليه فكرة تكوين شبكة لتهجير الشباب الراغب في الحرقة، ثم تعرف على شخص من عنابة أيضا مختص في تصنيع قوارب الهجرة و قاموا بتنظيم عدة رحلات، كان آخرها الرحلة التي لم تكتمل بسبب ثقوب حدثت بالقارب الذي تم تصنيعه ببلدية عين قشرة. و تابعوا في تصريحاتهم، بأن الرحلة ضمت 17 شخصا، جميعهم ينحدرون من ولاية سكيكدة و استغرقت الرحلة ساعتين، قبل أن يقرر قائد الرحلة العودة بسبب اكتشاف لثقوب في القارب و بوصولهم إلى شاطئ الانطلاقة، اتصلوا بمنظم الرحلة من أجل استعادة أموالهم، لكنه رفض.