سجلت أسعار الخضر ارتفاعا جنونيا بعدد من ولايات الوطن و وصلت ببعض الأسواق إلى 120 دينارا، فيما أكد رئيس فيدرالية تجار الجملة بقسنطينة، أن فلاحين وتجارا وملاك غرف التبريد قد استغلوا تهافت المواطنين وفرضوا أسعارا غير عادية، داعيا الجميع إلى التعقل وترشيد الاستهلاك مؤكدا وفرة كل المنتوجات. وسجلت بورصة أسعار الخضر خلال اليومين الأخيرين ارتفاعا جنونيا بقسنطينة، إذ أن سعر البطاطا قفز من 50 دينارا إلى 75 ثم وصل أمس إلى 120 دينارا بالعديد من الأسواق التي زارتها النصر، فيما أوعز تجار التجزئة الأمر إلى الزيادات المسجلة بسوق الجملة حيث أكدوا أن ثمن الكيلوغرام ترواح بين 85 و 90 دينارا بالنسبة للنوعية المتوسطة. و أكد تجار تجزئة، أن نسبة الارتفاع تراوحت بين 50 و 100 بالمئة في حين أن الزيادات قدرت بنسبة ب 150 بالمئة في بعض المواد واسعة الاستهلاك، مشيرين إلى إمكانية ارتفاعها لاسيما بعد إبداء العديد من التجار نيتهم في التوقف عن العمل مخافة انتشار فيروس كورورنا. وبحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية ببعض أسواق مدينة قسنطينة، فإن سعر الطماطم تراوح فيما بين 100 و 140 دينارا، أما ثمن الفلفل بنوعيه فقد تراوح بين 160 و 180 دينارا، و تجاوز ثمن الكوسة سقف 140 دينارا، فيما وصل ثمن البصل إلى 130 دينارا والخس إلى 120 في حين قفز ثمن الفول إلى 160 دينارا والفاصوليا الخضراء إلى 340 دينارا في حين عرفت أسعار الفواكه ارتفاعا طفيفا لا يزيد عن 20 دينارا. وأوضح رئيس فيدرالية تجار سوق الجملة بقسنطينة، بوحلايس عمار في اتصال بالنصر، أن الارتفاع الذي عرفته أسعار البطاطا سببه الندرة المسجلة على مستوى ولاية وادي سوف التي عرفت عاصفة رملية خلال اليومين الماضيين تسببت في عدم جني المنتوج، إذ لم تستطع اليد العاملة الدخول إلى المحيطات الفلاحية، مشيرا إلى أنه سوق الجملة سجل دخول شاحنة واحدة فقط يوم الاثنين، أما الثلاثاء فقد وجهت 5 شاحنات فقط نحو كل ولايات الوطن وهو ما أدى إلى اختلال في العرض والطلب. ولفت المتحدث إلى قيام الفلاحين باستغلال الفرصة لرفع الأسعار، حيث تجاوز سعرها لديهم سقف 50 دينارا، فيما دخل أصحاب مخازن التبريد على الخط بالجزائر العاصمة، إذ تم بيعها بسعر جملة يتراوح بين 70 إلى 80 دينارا، مشيرا إلى أن تهافت المواطنين تسبب في سيطرة «أشباه التجار» على السوق . وأكد رئيس الفيدرالية أن الوسطاء عملوا على خلق حالة من الفوضى من خلال شراء كميات كبرى من المنتجات وإعادة بيعها بالأسواق بأثمان مرتفعة، لكنه أكد أن كل أنواع الخضر متوفرة بكثرة لاسيما بعد تمكن الفلاحين أمس من جني كميات معتبرة وشحن عدد كبير من الشاحنات بعد تحسن الطقس بوادي سوف، إذ من المنتظر أن يتم ضخ كميات كبيرة من السلع بالأسواق للحد من الاختلال المسجل. ودعا المتحدث الفلاحين والتجار، إلى ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية لمواجهة الأزمة، كما طالب المواطنين بالشراء بعقلانية وترشيد طريقة الاستهلاك، حيث أكد أن كل المنتجات ستكون متوفرة وبكثرة طيلة الأشهر المقبلة، ولا داعي، مثلما قال، للخوف أو القلق. و بتيزي وزو عبّر المواطنون عن سخطهم بسبب الزيادات القياسية التي أربكت جيوبهم وأرهقت ميزانيتهم، رغم توفر العرض، مضيفين أن التجار رفعوا الأسعار بشكل مضاعف على ما كانت عليه خلال الأيام الماضية قبل ظهور فيروس كورونا. وحسب ما وقفت عليه النصر"على مستوى السوق المغطاة في عاصمة الولاية و كذا سوق الخضر والفواكه في بلدية ذراع بن خدة المعروف منذ سنوات بأسعاره المعقولة والإقبال الكبير للمواطنين عليه، فقد قفزت أسعار البطاطا من 35 دج للكلغ إلى 110 دج، كما ارتفعت أسعار الجزر إلى 100 دج، فيما وصل ثمن الكلغ الواحد من الطماطم إلى 160 دج أما البصل فقد ارتفع إلى 900 دج. و قد تحجج التجار بأن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه راجع إلى تجار الجملة، مع تهافت المواطنين على السلع بشكل لافت. و قد جندت مديرية التجارة قرابة 42 فرقة رقابة لمحاربة هذه الممارسات وخاصة احتكار السلع وتخزينها لغرض رفع سعرها. كما شهدت بلديات ولاية باتنة، خلال اليومين الأخيرين، تراجعا ملحوظا في الأعراس المقامة بعد تعليمة والي الولاية بمنع إقامة الحفلات والتظاهرات ذات الطابع الجماهيري، حيث استجاب رؤساء البلديات فورا ووضعوا تعليمات بمنع المظاهر الاحتفالية، وتجلى ذلك خلال اليومين الأخيرين أين أكد بعض مسيري قاعات الحفلات بأنهم تواصلوا مع أصحاب الأعراس التي كانت مبرمجة خلال عطلة الربيع وتم إعلامهم بغلق قاعاتهم، وبالرغم من ذلك فإن بعض مسيري الحفلات لم يلتزموا بالتعليمات وشهدنا عددا من الأعراس التي أقيمت خلال اليومين الماضيين، وبرر هؤلاء تصرفهم لكونهم قاموا بجميع الاستعدادات اللازمة ولم يعد بإمكانهم إلغاء الأعراس أو تأجيلها بين عشية وضحاها. إلى جانب ذلك، شهدت ولاية باتنة زيادة في أسعار الخضر بشكل ملحوظ، و هو ما لم يجد له المواطنون تفسيرا، متهمين التجار باستغلال التهافت لرفع الأثمان.