منعرج الموسم في سفريتي برحال وسدراتة والصعود لن يضيع أبدى مدرب حمراء عنابة حسين رابط، الكثير من التفاؤل بخصوص نجاح فريقه في تحقيق العودة إلى وطني الهواة، وأكد بأن هامش المناورة المكتسب حاليا يكفي لتسيير المرحلة المتبقية من المشوار، ولو أننا كما قال « اصطدمنا بوباء كورونا، الذي جعل الحديث عن النشاط الكروي آخر اهتماماتنا في المرحلة الراهنة، مادام الفيروس يهدد حياة البشر». رابط، وفي دردشة مع النصر، اعتبر تواجد «الحمراء» في الجهوي الأول بمثابة «جريمة»، تم اقترافها في حق واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، كما تحدث عن المشوار الناجح الذي أداه الفريق هذا الموسم، من دون تلقي أي هزيمة على حد الآن، لكنه اعترف بصعوبة المأمورية في ترسيم الصعود، إضافة إلى نقاط أخرى.. *بصفتك المسؤول الأول على العارضة الفنية للفريق، كيف يتم التعامل مع اللاعبين ومتابعة تدريباتهم في هذه المرحلة الاستثنائية؟ شخصيا أحرص على تفادي المغامرة، بالإصرار على احترام التوجيهات التي تجبرنا على ملازمة البيوت، لأن الأمر خطير جدا، مادام أهل الاختصاص يؤكدون على أن فيروس كورونا ينتشر بسرعة فائقة، لكن الكثير من المواطنين لا يأخذون هذه التوصيات بجدية، وبصفتي مدربا فإنني دوما أطالب اللاعبين بالتزام الحجز المنزلي، والتدرب على انفراد وفق البرنامج الذي سطرناه، مع حصولي على عرض حال يومي من كل عنصر، وهذا بنية تمكين اللاعبين من المحافظة على لياقتهم البدنية فقط، وذلك أضعف الإيمان في مثل هذه الظروف، لأن التدريب الفردي لا يكفي للإلمام بكل الجوانب. *وما هي نظرتكم إلى باقي المشوار، سيما وأن جهوي عنابة تبقت منه 7 جولات فقط؟ أملنا أن تتخلص بلادنا من هذا الوباء في أسرع وقت ممكن، لأن الوضع الراهن يجعلنا نضع النشاط الكروي خارج دائرة الاهتمامات اليومية، وبحول الله عند الاستئناف سنواصل العمل بكل جدية، لأن فريقنا يحتل صدارة الترتيب بفارق 4 نقاط عن أقرب الملاحقين، وهذا الفارق يسمح لنا بكسب هامش مناورة مريح، وذلك بمراعاة الرزنامة المتبقية، لأننا سنلعب 4 لقاءات في عنابة، مقابل التنقل في ثلاث مناسبات، وصعوبة مأموريتنا تكمن في اللقاءين ببرحال وسدراتة، لأنهما المنافسان المباشران على تأشيرة الصعود، الأمر الذي يجعل مخلفات الجولتين القادمتين، حاسمة بنسبة كبيرة في مصير اللقب. *لكن «الحمراء» لم تنهزم منذ بداية المشوار، فما سر ذلك؟ ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أننا نجحنا في تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، رغم أن انطلاقتنا كانت في ظروف استثنائية، وتحضيراتنا اقتصرت على أسبوعين فقط، ومع ذلك فإن إصرار اللاعبين الشبان على رفع التحدي، ساهم في تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، ففتحت الشهية مع مرور الجولات، وأصبحت خبرة بعض اللاعبين حاسمة، بدليل أن مهدي بودار لعب دورا كبيرا في الكثير من المباريات، بتسجيله أهدافا من كرات ثابتة، رغم أننا نبقى الفريق الذي تسعى كل الأندية للإطاحة به، وذلك من منطلق تاريخ «الحمراء» وعراقتها، لأن الكل يجمع على أن فريقنا لا يستحق التواجد في الجهوي الأول، لكن نشاط «الكواليس» كان السبب المباشر الذي وضعه في خانة الضحية لموسمين متتاليين، فتكبد مرارة السقوط من الهواة ثم من قسم ما بين الرابطات، بحسابات فارق الأهداف و»الكولسة» في آخر جولات الموسم، وإصرار اللاعبين على رفع التحدي قابلته اللجنة المسيرة بقيادة الرئيس يزيد بن تومي، بتوفير كل الظروف الكفيلة بتجسيد الصعود. *هذا يعني بأنكم متفائلون بالعودة إلى قسم الهواة؟ الحسابات تضعنا في أفضل رواق، بالنظر إلى الوضعية الحالية لسلم الترتيب، وكذا رزنامة الجولات السبع المتبقية، لكن حقيقة الميدان كفيلة بتغيير المعطيات، لأننا نبقى الفريق المستهدف رياضيا، وليس في «الكواليس»، ونيل شرف إلحاق أول هزيمة بالحمراء العنابية أصبح هدف كل منافس نواجهه، إلا أننا نجحنا في تجاوز الكثير من المنعرجات الصعبة، والشطر المتبقي من الموسم لن يكون أصعب من ذلك الذي خرجنا منه، لأن الرؤية بدأت تتضح أكثر باقتراب نهاية المشوار، والنقاط الأربع التي أهدرناها داخل الديار، تبقى بمثابة الدرس الذي يجب أن نستخلص من العبر، وذلك بتفادي التعثر في عنابة، مع البحث عن انتصار بعيدا عن قواعدنا لترسيم الصعود، ونحن مصممون على قطع هذه الخطوة، باستعادة جزء من الأمجاد الضائعة للفريق، لأن التواجد مع الهواة، يخرج «الحمراء» نسبيا من دائرة الظل، وباقي المنافسين يطمحون لتحقيق إنجاز تاريخي.