الجزائر لن تسحب سفيرها من دمشق وقرار تعليق عضوية سوريا عربيا قابل للمراجعة مدلسي ينفي مقاطعة كلمته خلال الاجتماع الوزاري بالقاهرة أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أن الجزائر لن تستدعي سفيرها في سورية. و أوضح مدلسي خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو أن "سفير الجزائر بسورية و سفير سورية بالجزائر مرحب بهما في كلا البلدين و سيواصلان العمل بروح أخوية و بكل إيجابية". وأضاف قائلا "الجزائر لن تطبق إجراء الجامعة العربية القاضي باستدعاء السفراء العرب المعتمدين في سورية و الذي يسمح لكل بلد باتخاذ القرار الخاص به بكل سيادة". نفى وزير الخارجية مراد مدلسي، ما تداولته وسائل الإعلام العالمية حول مقاطعة وزير الخارجية القطري لكلمة مدلسي في جلسة وزراء الخارجية بالقاهرة ورفعه للجلسة من دون أن يكمل الوزير كلمته، قائلًا "أنا متفاجئ جدًا حول ما ذكر بخصوص الحادثة وأقول إنه محض افتراء". كما كذب وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، خبر استدعاء الجزائر سفيرها بسوريا. وأوضح خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره المصري محمد كمال عمرو عقب اللقاء الذي جمعهما أن "سفير الجزائر بسوريا و سفير سوريا بالجزائر مرحب بهما في كلا البلدين وسيواصلان العمل بروح أخوية و بكل إيجابية" و في هذا الصدد أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر قد اتخذت قرارها مسبقا و لن تستدعي سفيرها بدمشق "بل بالعكس لقد حان الوقت أكثر من أي وقت مضى لتعزيز العلاقات مع الحكومة السورية من أجل تطبيق و بشكل فعال المخطط الذي صادقنا عليه يوم 2 نوفمبر الفارط على مستوى الجامعة العربية". وأبرز مدلسي أن الجزائر لن تطبق إجراء الجامعة العربية القاضي باستدعاء السفراء العرب المعتمدين في سوريا و الذي يسمح لكل بلد باتخاذ القرار الخاص به بكل سيادة. وأبرز مدلسي أن اجتماع الجامعة العربية سمح بإجراء لقاءات هامشية لبحث الوضع الراهن في سوريا بهدف الرجوع إلى المفاوضات والاتصال المباشر ما بين السوريين مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة السعي من أجل تفعيل المبادرة العربية في الميدان لتجنب التدخل الأجنبي في سوريا وقال مراد "لقد بدأنا مشاورات بالنسبة للأوضاع في المنطقة العربية ونحن في مرحلة صعبة بالنسبة لسوريا.. ولذلك يجب استعادة الهدوء وتشجيع الحوار بين السوريين وتفعيل المبادرة العربية حتى نتفادى التدخل الأجنبي في سوريا". وكشف مدلسي أن "الجزائر ومصر دافعتا عن ورقة تختلف عن الورقة الأصلية المطروحة على طاولة الجامعة العربية بخصوص سوريا بهدف منع تدخل أطراف أجنبية في سوريا" من دون أن يكشف عن تفاصيل الورقة الأصلية التي تزعمتها قطر. وكشف مدلسي أن الجزائر رفضت المسودة الأولى للقرار وكانت "ستنسحب من اللجنة الوزارية العربية" لو تم اعتمادها. وأوضح "كان هناك نقاش ساخن قبل الخروج بهذه الورقة التي تعبر عن وجهة نظر اللجنة وليس وجهة نظر الجزائر". وقال "إن دور الجزائر ومصر كان حاسماً بخصوص تعديل الورقة الأصلية ولو كانت الورقة مرّت من دون تعديل لانسحبت الجزائر من اللجنة العربية". وأضاف "نحن نأمل وننتظر من الحكومة السورية التجاوب مع الأمل العربي لإسقاط العنف بصفة سريعة جدا حتى يكون الحل سوريًا وعربيًا". كما أكد وزير الخارجية، إمكانية رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعية العربية، الذي اتخذ في الاجتماع الوزاري المنعقد بالقاهرة أمس الأول، وقال مدلسي، انه يمكن أن ترفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل السادس عشر من نوفمبر، وأوضح مدلسي قائلا "تعليق عضوية سوريا مؤقت ويمكن رفعه في اقرب وقت ممكن" مضيفا "ولما لا قبل السادس عشر من هذا الشهر بما أن هناك اجتماعا مقررا في الرباط في هذا التاريخ". وأضاف الوزير مدلسي "نحن نأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع هذا الأمل العربي الكبير في أن يتوقف العنف في سوريا بصفة سريعة وسريعة جدا حتى نعمل من أجل حل سوري عربي". وقال "لا بد من الاستماع للطرفين في سوريا، الحكومة والمعارضة، لأن في سوريا وضع غير مرضي"، متسائلًا "هل الحكومة السورية مسؤولة وحدها عما يحدث في سوريا؟. وفي سياق حديثه عن العلاقات بين الجزائر ومصر، أكد مدلسي أن إمكانيات البلدين ستسمح لهما بتحقيق التعاون في كل الميادين وتحقيق التلاحم بين الشعبين الشقيقين، من جانبه اعتبر وزير الخارجية المصري محمد كمال عمرو زيارته للجزائر فاتحة لصفحة جديدة من أجل لتقوية وتنمية العلاقات المصرية الجزائرية، مشيرا إلى أنها أول زيارة للجزائر لوزير خارجية مصر بعد ثورة 25 يناير. وأشاد الوزير بالعلاقات المصرية الجزائرية مذكرا بإسهام الجزائر ووقوفها إلى جانب مصر في حرب 1973. وقد أكد وزير الخارجية المصري السيد محمد كامل عمر أن زيارته إلى الجزائر هي "بداية لفتح صفحة جديدة للعلاقات الجزائرية المصرية" في مختلف المجالات. و عبر الوزير المصري -في تصريح للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي في زيارة رسمية لها تدوم ثلاثة أيام-عن أمله في تقوية العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة . و أضاف السيد محمد كامل "ننظر بأمل إلى مستقبل العلاقات الجزائرية المصرية التي يعود تاريخها إلى فترة بعيدة أين ساندت الدولتان بعضهما في أصعب المواقف". و اعتبر ضيف الجزائر زيارته للجزائر فرصة للتباحث حول مستقبل العلاقات بين البلدين و سبل تقويتها و تدعيمها خلال المرحلة القادمة. كما شدد على أهمية التنسيق الجزائري المصري في حل المشاكل التي تواجه العالم العربي خلال الفترة المقبلة. أنيس نواري