lنتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي مع المراقبة والتحليل كشف مدير معهد باستور فوزي درار في حوار خص به أمس «النصر» أن الجزائر بلغت مرحلة استقرار انتشار فيروس كورونا بفضل الحجر الصحي، متوقعا أن يتراجع المنحنى التصاعدي للعدوى في غضون أسبوع أو أسبوعين، مع إمكانية الشروع في رفع الحجر الصحي بصفة تدريجية مع تحليل النتائج التي قد تنجم عن القرار بصفة يومية لاتخاذ التدابير الملائمة، كما تطرق المتحدث إلى محاور أخرى هامة. nكم عدد التحاليل المخبرية التي يجريها يوميا معهد باستور و المخابر الفرعية التابعة له؟ يقوم معهد باستور يوميا بحوالي 80 تحليلا لعينات تصله من مختلف المستشفيات على مستوى العاصمة، كما تقوم المخابر الفرعية التي تم فتحها على مستوى بعض الولايات، من بينها وهران و قسنطينة بتحليل عدد هام من العينات، ليبلغ العدد الإجمالي للعينات التي يتم تحليلها إلى 300 عينة على المستوى الوطني. في حين تمثل الحالات الإيجابية، أي العينات الحاملة لفيروس كورونا- كوفيد 19 نسبة 25 بالمائة، أي ربع العينات التي تصل المخابر المختصة كل يوم. nوكيف يمكن تقييم انتشار العدوى وهل تجاوزنا الوضعية الوبائية؟ الجزائر لا تعيش حاليا وضعية وبائية، وهي دخلت مؤخرا مرحلة مستقرة، ينبئ هذا الاستقرار في حالات الإصابة بالفيروس بتراجع انتشار كورونا في غضون أسبوع أو أسبوعين، لأن المعروف عن منحنى الفيروس أنه يسير في اتجاه تصاعدي، ثم يمر بفترة استقرار بفضل نجاعة إجراءات الحجر الصحي، ليتراجع بعدها وتتقلص نسبة انتشاره، وأنا أتوقع بصفتي مختصا، أن يتجه المنحنى نحو الانخفاض بعد 15 يوما كأقصى تقدير. nوما هي ظرف العمل بمعهد باستور والمخابر الفرعية وكيف جابهتهم الضغط؟ لا أخفي عليكم أننا عشنا ضغطا رهيبا مع بداية انتشار فيروس كورونا بالجزائر وتسجيل أولى الحالات، وكان ذلك بالضبط خلال 10 أيام الأولى لدخول الفيروس، لكن مع فتح مخابر فرعية وكذا انطلاق عديد المستشفيات في عمليات التشخيص للكشف عن المرض تراجع الضغط بنسبة كبيرة. كما سهل مهمتنا التجاوب الإيجابي للمواطنين مع هذه الظرف، لان المصابين أو الحالات المشكوك فيه أصبحت تتوجه مباشرة إلى أقرب المستشفيات للقيام بالتشخيص أو أخذ العينات، التي يتم إرسالها فورا إلى معهد باستور لتحليلها، أما الأشخاص الذين يقصدون مباشرة المعهد اعتقادا منهم بأن العينات تؤخذ على مستوى المخابر التابعة له، نقوم بتوجيههم إلى المستشفيات أو المصالح المختصة. nهل الطواقم المختصة قادرة على التكفل بالوضع، وهل تم إمدادها بالإمكانات اللازمة؟ بالطبع، لا سيما بعد إنشاء مخابر فرعية، فعلى مستوى معهد باستور والمخبر المرجعي التابع له يشتغل 40 مختصا في التحاليل المخبرية إلى غاية الساعة الثانية صباحا لتحليل العينات التي تصل يوميا، في ظل توفر كافة وسائل العمل، خاصة وسائل الوقاية من الفيروس، علما أن معهد باستور حصل على وسائل العمل من قبل المنظمة العالمية للصحة بصفته مخبرا مرجعيا، وهذه الصفة انتزعها بفضل التقارير العلمية التي تجرى دوريا حوله، وكذا بفضل درجة تأهبه لمكافحة الفيروسات خاصة فيروس الأنفلونزا، فقد تم اعتماد معهد باستور من قبل ذات المنظمة كمعهد مرجعي في مكافحة الزكام الموسمي. nوماذا عن التقارير العملية المتضاربة بخصوص زوال كورونا مع ارتفاع درجات الحرارة؟ لقد ثبت علميا تأثير عامل الحرارة على الفيروس لكن حسب درجتها، فهو لا يعيش سوى 15 دقيقة فقط في درجة حرارة تتراوح ما بين 40 و50 درجة، ويعيش لساعات في 22 درجة حرارة شريطة أن تبقى مستقرة في هذا المستوى، وتؤكد أيضا آخر الدراسات بأن الرطوبة تساعد على بقاء الفيروس على بعض الأسطح لمدة 18 ساعة، كما يبقى على البلاستيك والحديد لمدة يومين كاملين، لذلك ينصح المختصون بضرورة مواصلة عمليات التعقيم. nوما هو تصوركم لكيفية رفع الحجر الصحي في ظل المعطيات الإيجابية باستقرار انتشار العدوى، واتجاه بعض الدول لرفع الحجر بصفة جزئية؟ إن رفع الحجر الصحي جزئيا ليس معناه التخلي عن وضع القناع الواقي وعن الإجراءات الوقائية الاحترازية كاحترام التباعد الاجتماعي والتعقيم، لمنع تسجيل حالات محتملة، وأنا أتصور في حال تراجعت حالات الإصابة الجديدة بعد 15 يوما، أن تتجه السلطات إلى الفتح التدريجي للمؤسسات المتوقفة، على غرار ما تقوم به بلدان أخرى، مع المراقبة والتحليل اليومي للنتائج التي قد تنجر عن رفع للحجر جزئيا، وأعطي هنا على سبيل المثال في حال فتح رياض الأطفال لصالح الأمهات العاملات، سيتم متابعة الوضع الصحي لمؤطري هذه المؤسسات، لأن فئة الأطفال تعد ناقلة للفيروس إلى الكبار دون أن تتضرر منه، وفي حال الوقوف على حالات جديدة سيتم اتخاذ إجراءات مناسبة. nوما هي رسالتك إلى عامة المواطنين لتكريس المكاسب المحققة؟ أدعو المواطنين من هذا المنبر لاحترام الحجر الصحي، فبفضله تمكنا من تخطي مرحلة الخطر وبلوغ مستوى استقرار انتشار الفيروس، لأن تراجع الحالات المسجلة يوميا لا يجب أن يجرنا إلى التغافل عن الإجراءات الاحترازية أو التراخي، فما بلغناه اليوم من نتائج إيجابية هو بفضل الحجر الصحي، لذلك لا نريد أن نضيع ما حققناه من مكاسب إلى غاية اليوم.