مشعوذون يخرّبون قبورا حديثة ويستولون على كميات من أتربتها بأم البواقي شهدت منتصف الأسبوع الماضي مدينة بريش بإقليم دائرة عين البيضاءبأم البواقي، إقدام مجهولين يشتبه في كونهم سحرة ومشعوذين، على تخريب ونبش عدد من القبور الحديثة العهد، والاستيلاء على كميات معتبرة من أتربتها، الأمر الذي خلّف حالة من الصدمة والاستياء وسط سكان المدينة وأهل الموتى على حدّ سواء. الحادثة حسبما أوردته مصادر أمنية ترجع إلى الأيام القليلة الماضية عندما اكتشف أحد حرّاس المقبرة المتواجدة في مدخل المدينة، تعرّض عدد من القبور التي توفي أصحابها حديثا للحفر والتخريب من طرف مجهولين، ما دفعه ذلك إلى إبلاغ السلطات المحلية التي قامت بدورها بإيداع شكوى رسمية لدى مصالح الأمن قيّدتها ضد مجهولين، لتهرع جميع الهيئات بعدها للمقبرة أين تم اكتشاف عملية التخريب والوقوف على أن 5 قبور حديثة طالتها تلك الأفعال الشنيعة، وقد باشرت مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالمدينة تحقيقات أمنية مكثّفة لتحديد عدد وهوية الفاعلين وهدفهم من الاستيلاء على كميات معتبرة من الأتربة تعدى وزنها 30 كلغ، ذات المصادر أشارت إلى أن الحادثة الغريبة على المنطقة والتي لم تشهدها من قبل، دفعت أهالي الموتى الذين تم نبش قبورهم ومعهم عشرات المواطنين إلى مطالبة مصالح الأمن بفتح تحقيقات مكثفة ومعاقبة الفاعلين. وقد تنقلت "النصر" لمقبرة المدينة وعاينت القبور الخمسة التي تعرضت للتخريب والتي تعود لنساء ورجال توفوا في فترة زمنية قريبة لم تتعدى السنة، وبين القبور المستهدفة قبر يرجع لأحد مجاهدي المنطقة، وقد بيّن أن مندوب الأمن بالبلدية السيد محمد لمين بوراس للنصر بأن القضية ليست متعلقة بالتخريب وإنما هي أقرب ما تكون لسرقة تراب القبور، وبحسب ذات المتحدث فالذي حصل يدل على أن الذي يقف وراء العملية، مشعوذون وسحرة ما يفسر حسبه سرقة أتربة قبور حديثة وعدم سرقة قبور أخرى، من جهته كشف رئيس اللجنة الدينية للمسجد العتيق بالمدينة وأحد المكلفين بتسيير شؤون المقبرة السيد الحاج عبد السلام بوسحابة، بأن الظاهرة غريبة على المنطقة والولاية ككل، وأكد أن الذي قام بهذا العمل اختار قبورا جديدة والدين الإسلامي حرّم نبش القبور التي هي دار الأموات كما أنها جريمة يعاقب عليها القانون، مضيفا بأنه اقترح على أئمة مساجد المدينة الحديث على الظاهرة الغريبة التي وجب التحذير منها لتفاديها ومحاربتها مستقبلا في خطب الجمعة. وللإشارة، فإن مقابر ولاية أم البواقي شهدت خلال الأشهر القليلة المنقضية حوادث غريبة صنفّتها مصادر مطلعة في خانة السحر والشعوذة، ومنها تلك التي نقل فيها رجال الحماية المدنية قبل نحو شهرين يدا بشرية كانت مرمية في محيط مقبرة شاكري خليفة بسوق نعمان، أين وجّهت أصابع الاتهام لمشعوذين وسحرة، وأيضا قضية مماثلة تمت معالجتها خلال سنوات خلت على مستوى مدينة عين البيضاء أين أوقفت سيدة مطلقة في مقبرة المدينة قامت بنبش قبر وقطع يد أحد الموتى الذي لم يمض على فترة دفنه أسبوعان حينها، وذلك لاستعمالها في الأعمال السحر والشعوذة، أما الأتربة فقيل بأنها تباع تحت الطلب بأثمان مرتفعة ويصل 100غرام منها حتى 5 آلاف دينار، وتبقى تحريات الدرك الوطني الجارية كفيلة بتحديد هوية المتورطين في القضية. أحمد ذيب