كشف متوسط ميدان نادي ستانسيل اللوكسمبورغي واللاعب السابق للنادي الرياضي القسنطيني توفيق قيرابيس، بأنه تفاجأ عندما علم بأن المهاجم أندي ديلور ينحدر من أصول جزائرية، وهو الذي زامله لسنتين في فريق أجاكسيو الفرنسي دون أن يدري بذلك، مستعيدا في حوار مع النصر ذكريات تجربته مع شباب قسنطينة وبعدها دفاع تاجنانت، كما أبدى تحمسه للعودة مجددا، في حال وصله عرض جيد وجدي. * حاوره: بورصاص.ر - في البداية، انقطعت أخبارك منذ مغادرتك البطولة الجزائرية، أين هو قيرابيس حاليا؟ أنا في فرنسا رفقة العائلة، ألتزم بالحجر الصحي المنزلي تنفيذا لتدابير الوقاية، والحد من انتشار عدوى فيروس كورونا عفانا الله وإياكم منه. - وماذا عن الجانب الرياضي؟ بعد مغادرتي البطولة الجزائرية، كانت وجهتي بطولة لوكسمبورغ، وألعب حاليا مع فريق ستانسيل، والموسم انتهى، مثلما هو الحال بالنسبة للدوري الفرنسي بعد قرار سلطات البلد الجار عدم إكمال الموسم وإعلان باريس سان جيرمان بطلا للدوري. *من خلال حديثك عن تجربتك في الجزائر، كيف تقيّمها؟ كانت تجربة مهمة ومفيدة لي من عديد الجوانب، ولولا الظروف العائلية التي أجبرتني على المغادرة واختيار مواصلة اللعب من بوابة بطولة لوكسمبورغ، ربما لبقيت أنشط هناك، وفي حال تلقيت عرضا جيدا هذه الصائفة يمكنني العودة. - تقمصت ألوان شباب قسنطينة ودفاع تاجنانت، أي التجربتين تفضل؟ دون أدنى شك، تجربتي مع شباب قسنطينة، ولا تنسى بأن السنافر فريق كبير وأي لاعب يحلم بحمل ألوانه، وعندما تحمل قميص هذا النادي العريق والكبير يومها تدرك قيمة ما أقول، لقد كانت تجربة جيدة على جميع الأصعدة بإيجابياتها وسلبياتها. - ولماذا غادرت السنافر صوب دفاع تاجنانت إذن؟ لأن الأمور لم تكن تسير كما ينبغي مع المسيرين، فبعد أن وعدوني بتمديد عقدي، بعدها طالبوني بالانتظار، وخلقوا لي بعض المشاكل، ثم أصبحت لا أوظف بانتظام، حينها شعرت بأنهم يرغبون في دفعي للرحيل، وهو ما جعلني أبحث عن فريق آخر يمنحني فرصا أكبر للعب، ليأتي عرض إدارة دفاع تاجنانت. - ألم يكن الاختلاف يومها حول الجانب المادي؟ أتذكر جيدا، أنني كنت اللاعب الأقل أجرا، حيث كنت أتحصل على مبلغ 50 مليونا كراتب شهري في البداية، قبل أن تتم مضاعفة الراتب، لكن كما قلت لك شعرت بأنهم يرغبون في دفعي نحو الرحيل من خلال افتعال بعض المشاكل، ففضلت تغيير الأجواء، رغم أنني كنت أتمنى البقاء لمواسم طويلة مع شباب قسنطينة، أين كنت أحظى باحترام كبير من طرف الجميع وخاصة الأنصار، الذين تربطني علاقة جيدة بالعديد منهم إلى غاية الآن، وحتى عندما غادرت نحو تاجنانت كنت ألتقي بهم ويرحبون بي كثيرا، وفي الأخير هذا ما تجنيه من لعب كرة القدم، العلاقات الودية والصداقة المبنية على الاحترام. - وما هي أهم اللحظات التي تحتفظ بها خلال تجربتك مع شباب قسنطينة؟ لدي عدة ذكريات جميلة، لكن أهم مباراة بالنسبة لي كانت لقاء الكأس أمام مولودية الجزائر بملعب الشهيد حملاوي، عندما فزنا عليهم بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد وسجلت هدف الفوز، أعتقد بأن تلك المواجهة لا تنس وخاصة الأجواء التي لعبت فيها، بعدما كنا متأخرين في النتيجة، قبل أن ننجح في التعديل عن طريق بولمدايس من علامة الجزاء، ثم أضفت الهدف الثاني في الوقت الإضافي، والأكثر من ذلك أننا كنا منقوصين من خدمات لاعب بعد طرد المدافع الكاميروني بوبا، صراحة الفرحة التي عشناها في تلك المباراة، لا يمكن تصورها. - ومن أفضل عنصر لعبت إلى جانبه في شباب قسنطينة؟ هما لاعبان لا يمكن أن تفضل واحدا على الآخر، مراد مغني بإمكاناته الفنية الهائلة، وأعتبره فنان فوق أرضية الميدان، ناهيك عن أخلاقه العالية، وياسين بزاز الذي يعتبر القائد المثالي وهو بمثابة مدرب ثاني فوق أرضية الميدان، حيث يتمتع بخبرة كبيرة، ويعرف كيف يحمسك قبل أي مباراة. - وماذا عن تجربتك مع دفاع تاجنانت، كيف تقيّمها؟ كما قلت لك من قبل، فضلت تغيير الأجواء للظفر بفرص أكبر للعب، صحيح شاركت في عديد المباريات، لكن الأجواء لم تكن مشابهة لتلك التي عشتها في شباب قسنطينة، والفرق موجود على جميع الأصعدة بداية بالملعب الكبير والمعشوشب طبيعيا والذي أجد فيه راحتي وصولا إلى الحضور الجماهيري، وعوامل أخرى صنعت الفارق. - عانيت من مشاكل أيضا من الجانب المادي، أليس كذلك؟ في دفاع تاجنانت لم أتحصل على رواتب ثمانية أشهر، وهو ما أجبرني على تكليف محامي بالقضية، من أجل الحصول على أموالي. - وماذا حدث بعد ذلك؟ بعد أن فزت بالقضية السنة الماضية، اتصل بي الرئيس قرعيش، أين بحث عن حل ودي وطلب مني تخفيض القيمة، ووافقت وسوينا الإشكال، حيث لا أريد تلطيخ سمعتي في الجزائر، رغم أنني طالبت بحقي فقط، وأتمنى حظا موفقا لهذا النادي ولشباب قسنطينة، ولما لا العودة مجددا لخوض تجربة في البطولة المحلية. - وهل وصلتك عروضا مؤخرا من أندية جزائرية؟ نعم وصلتني عدة عروض، وآخرها كان خلال فترة الانتقالات الشتوية الفارطة من طرف فريق جمعية عين مليلة، غير أنه لم يكن في وسعي القدوم، ولكن في حال وصلني عرض جيد هذه الصائفة يمكنني العودة مجددا، فقط نتمنى زوال هذا الوباء بحول الله، وتعود الحياة لطبيعتها. - نعرج للحديث عن المنتخب الوطني، من هو اللاعب الأقرب إليك أو بالأصح الذي تربطك به علاقة جيدة؟ اللاعب الذي أعرفه جيدا، هو أندي ديلور الذي سبق لي اللعب إلى جانبه، وفرحت له كثيرا بالتتويج بالكان الأخيرة، حيث كان محظوظا جدا، في أول مشاركة مع الخضر، تمكن من كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب. - وأين زاملته؟ لقد لعب معي سنتين كاملتين في فريق أجاكسيو 2010 و2011. - وهل كنت على دراية بأن أندي لديه أصول جزائرية؟ لقد تفاجأت، عندما كنت أطالع في الصحف بأن أندي ديلور سيلتحق بالمنتخب الوطني، لقد اعتقدت بأن الأمر مجرد مزحة، لأنني على مدار السنتين، لم أتذكر يوما بأنه أخبرنا بأصوله الجزائرية، قبل أن نكتشف ذلك عندما بلغ سن 28 سنة، وهو أمر جيد بالنسبة له وللمنتخب على حد سواء. - وهل مازلت على اتصال معه؟ لا، منذ أن غادرت فريق أجاكسيو، لم أبق على اتصال معه، فقد كان مجرد صديق في مركز التكوين، وأتمنى له كل التوفيق، هو لاعب ممتاز ويملك إمكانات فنية وبدنية كبيرتين، كما أن لديه ميزة أخرى مهمة. - ما هي هذه الميزة؟ أندي يتمتع بروح مرحة، أو مثلما يقال لديه ظل خفيف، وهو من النوع الذي يحبذ العمل الإنساني، وأتمنى له كل الخير ومزيد من النجاحات مع المنتخب الوطني وفريقه الحالي مونبوليي. - وكيف ترى مستوى المنتخب مع بلماضي، وهل يمكن مشاهدته في أدوار متقدمة من المونديال، مثلما صرح به مؤخرا؟ بلماضي مدرب محنك، وعرف كيف يعيد الروح للاعبين، ربما صغر سنه وقربه من رفقاء محرز ساعده كثيرا في مهامه، كما أن لمسته واضحة على الخضر، ويكفيه فخرا أنه نجح في التتويج بالكان خارج الجزائر وأين في مصر، وهي مأمورية ليست سهلة، وأرى بأن المنتخب الوطني، يمكنه مواصلة حصد نتائج أخرى مع بلماضي، شريطة تركه يعمل بكل أريحية. - هل من كلمة أخيرة؟ في الختام، أقول رمضان مبارك لكل الأمة الإسلامية، وأطلب من الشعب الجزائري الالتزام بالحجر الصحي، حتى يزول عنا هذا الوباء بحول الله، وتعود الحياة لطبيعتها، لأن كل شيء متوقف على مدى التزامهم ووعيهم.