* على الفاعلين الدوليين والإقليميين تنسيق جهودهم من أجل تسوية سياسية دائمة دعت الجزائر مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين لتنسيق جهودهم من أجل إيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة في ليبيا، وجددت موقفها الدائم والقائم على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في هذا البلد. أكدت وزارة الشؤون الخارجية، أن الجزائر "أخذت علما بالمبادرة السياسية" الأخيرة من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، وجاء في بيان للوزارة أمس أيضا التذكير بموقف الجزائر من هذه الأزمة" القائم على الوقوف على مسافة واحدة من الأشقاء الليبيين و بالجهود التي بذلتها على مختلف الأصعدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بدءا بوقف إطلاق النار و الجلوس إلى طاولة الحوار التي تجمع الفرقاء الليبيين من أجل حل سياسي شامل وفقا للشرعية الدولية، و قرارات مجلس الأمن و في إطار احترام إرادة الشعب الليبي الشقيق». وبالمناسبة جددت الجزائر التأكيد على « تمسكها بالدور المحوري لدول الجوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين من خلال اعتماد الحوار الشامل كسبيل وحيد لتحقيق السلام في ليبيا و ضمان وحدة و سلامة أراضيها». وخلص بيان وزارة الشؤون الخارجية أمس إلى أن الجزائر «تدعو مختلف الفاعلين الإقليميين و الدوليين لتنسيق جهودهم لإيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة في هذا البلد الشقيق». ويؤكد بيان وزارة الشؤون الخارجية بوضوح بأن الجزائر مستمرة و ثابتة على مقاربتها الخاصة بحل الأزمة في ليبيا التي سبق وأن عبرت عنها منذ انفجار الوضع في هذا البلد، وهي المقاربة التي تقوم على الحل السياسي الشامل، و الجلوس على طاولة الحوار بين جميع الفرقاء الليبيين في إطار الشرعية الدولية والحفاظ على وحدة وسلامة الشعب والتراب الليبيين. كما حرص البيان سالف الذكر على بعث رسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن لأي طرف الانفراد بحل الأزمة الليبية كما قد يعتقد، وهو ما جاء بوضوح في العبارة التي تؤكد على تمسك الجزائر بالدور المحوري لدول الجوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، من خلال الحوار كسبيل وحيد للتوصل إلى حل سلمي يضمن الوحدة الترابية لهذا البلد. ويمكن فهم هذه الرسالة بالنظر للمبادرة السياسية الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه قبل يومين اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، والتي أهم ما جاء فيها الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا. وواضح أن الجزائر لا تحبذ الحلول الجزئية والظرفية، ولا المناورات التي لا تأخذ بعين الاعتبار الإطار الشامل لهذه الأزمة ولا ترمي إلى حل سياسي شامل يعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الجار والشقيق بالارتكاز على الحوار السياسي بين جميع الأطراف الليبية المتنازعة، وتسوية جميع الملفات العالقة، والتعامل مع هذه الأطراف من على مسافة واحدة، وعدم دعم طرف على حساب طرف لأهداف تكتيكية أو مرحلية أو إستراتيجية. ونشير فقط أن المبادرة التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل يومين تأتي في خضم تطورات عسكرية متسارعة تعرفها الساحة الليبية منذ أيام عنوانها الأبرز تقدم قوات حكومة الوفاق الوطني شرقا على حساب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه، وقد انهارت عدة مناطق كانت محسوبة على قوات حفتر التي انسحبت منها باتجاه الشرق، فيما وصلت قوات حكومة الوفاق الوطني إلى غاية مدينة سرت.