حليلوزيتش كان يمزح حين وصف لعبي بالسيرك واندماجي كان سريعا مع نجوم الخضر اعتبر مهاجم شباب باتنة سعيد بوشوك دعوته للمنتخب الوطني الحدث البارز في مساره الرياضي، موضحا في حوار خص به النصر أنه يشعر بولادة جديدة في ظل السمعة التي اكتسبها في ظرف وجيز، وثقة الناخب الوطني حليلوزيتش التي زادته أكثر إيمانا بقدراته وإمكانياته. ابن ال25 ربيعا، الذي بدأ مشواره في فريق مسقط رأسه بئر العرش، لم يصدق تواجده في المنتخب الوطني وحجز مكانة بين الملوك، حيث لم يتوان في التأكيد بأن ظهوره مع الخضر في المباراة الاستعراضية لمدة 35 دقيقة، بعث في نفسه روح التحدي، ومكنه من اكتشاف واقعا مغايرا وتفجير طاقاته، مبرزا استعداده لتنمية قدراته ومنافسة نجوم الأفناك. وحسب بوشوك، فإن حمل الألوان الوطنية بقدر ما يعد شرفا كبيرا له، بقدر يضاعف من حجم مسؤولياته، ويحفزه على العمل أكثر ليكون في مستوى الآمال المعلقة عليه من قبل حليلوزيتش ومدربه في الكاب عامر جميل الذي قال بأن مكان بوشوك في ناد كبير، لامتلاكه برأيه كل المواصفات منها السرعة والقدرة على التوغلات، إلى جانب حسن المراوغة على مستوى الرواق الأيمن. *بعد فرحة تلقي دعوة حليلوزيتش كيف تشعر اليوم بعد انضمامك الرسمي للخضر؟ هي فرحة ما بعدها فرحة، لأن الحدث لا يمكن أن يمر مرور الكرام. فلا أذيع سرا إن قلت بأنني عشت أياما وردية غداة استدعائي لتربص المنتخب الوطني الأخير، وكأنني كنت أسبح في الأحلام كوني لم أصدق الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر عاصمة الأوراس وفي وسط مدينة بئر العرش مسقط رأسي. *وهل وجدت صعوبات في التأقلم مع محيط المنتخب الوطني؟ صدقني أن تأقلمي كان سريعا، وكأني متعود على حرارة وأجواء الخضر، حيث تعرفت على نجوم الخضر في صورة بوقرة، بودبوز، قديورة، لحسن وبلحاج، ونجحت في خلق روابط أخوية سمحت لي بالاندماج مع المجموعة دون أي إشكال، خاصة وأنني وجدت ترحابا كبيرا من لدن الدوليين في أول مشاركة لي مع المنتخب الوطني خلال التربص الأخير. *بصراحة كيف وجدت الأجواء داخل أسرة الخضر؟ لا يمكن وصفها إلا بالرائعة، حيث انبهرت من الروح الأخوية والاحترام المتبادل، وصراحة لم أكن انتظرها على هذه الشاكلة، بعد أن كنت أحمل فكرة مغايرة قبل انضمامي إلى المجموعة. وهو ما جعلني أحس وكأنني في فريقي شباب باتنة رغم الديكور المغاير والمحيط غير المعتاد. *معنى هذا أنك كنت تحمل أفكارا مختلفة عن أجواء المنتخب الوطني؟ سأكون معك صريحا في كلامي، حيث كنت أسمع بوجود تكتلات في أسرة الخضر، أي "الشرقي شرقي والغربي غربي"، لكن بمجرد اندماجي وسط كتيبة حليلوزيتش، عرفت بأن هذه التصورات مجرد كلام جرائد، ولا شيء من هذا القبيل يوجد في بيت الأفناك. صحيح أنه في اليوم الأول من التربص كل واحد منا كان في غرفته، ولم نتلق أو نتبادل أطراف الحديث عدا التحية، غير أنه سرعان ما تكسر هذا الجمود انطلاقا من اليوم الثاني، إلى درجة أنني شعرت وكأننا عائلة واحدة. *أكيد أنك تأثرت ببعض اللاعبين الدوليين؟ لقد تشرفت بالتعرف على جميع اللاعبين دون استثناء، ومنهم من شجعني كثيرا، وسهل مهمتي على غرار عنتر يحي الذي وقف إلى جانبي وحفزني على البروز في اللقاء التطبيقي الذي شاركت فيه ولو لقرابة نصف الساعة. *على ذكر هذه المباراة هل كنت تتوقع مثل هذا المردود خلال الدقائق التي لعبتها؟ دون مبالغة، كنت على جاهزية واستعداد كبيرين، وتولد لدي إحساس غريب في فعل شيء ما خلال اللقاء التطبيقي الاستعراضي في ظل إصراري على تجاوز خطواتي الأولى مع الثعالب بنجاح. وفعلا، وفقت بعد صبر وانتظار، وأعتقد بأنني لم أخيب رغم ظهوري بالألوان الوطنية لأول مرة ولمدة 35 دقيقة من الشوط الثاني، حيث حملت مشعل التحدي ولم أرغب في تضييع الفرصة، وكانت النتيجة أنني قدمت مردودا جيدا. *ألا تعتقد بأن ظهورك المميز كان ردا على تصريحات حليلوزيتش؟ قد يكون الأمر كذلك، لكن أقول وللأمانة أن الناخب الوطني لم يقصد في كلامه عن "السيرك" الإساءة لي أو النيل من معنوياتي أو حتى التقليل من قدراتي الفنية، بل قال ذلك مازحا. غير أن بعض الأطراف حاولت تحريف حديث حليلوزيتش، وإعطائه صبغة مغايرة للتشكيك في إمكانيات اللاعب المحلي. والحمد لله تحليت بالتعقل والصبر والإيمان بقدراتي وعرفت كيف أستثمر في تلك التصريحات من خلال مساعدة اللاعبين الذين رفعوا من معنوياتي خاصة القائد عنتر يحي، والمناجير تاسفاوت وكاوة أحد أعضاء الطاقم الفني الوطني. *يقال بأنك تأثرت كثيرا وكنت على وشك مطالبة حليلوزيتش بتفسيرات؟ هذا غير صحيح، لأنني لم أفكر إطلاقا في مجابهة الناخب الوطني والتجرؤ لمطالبته بتفسيرات. فاللاعب قديورة، أكد لي بأن حليلوزيش تحدث عن الاستعراض والسيرك مازحا، وعنتر يحي نصحني بالتركيز على العمل والتحلي بالانضباط والصرامة في التدريبات، ووضع هذا الكلام جانبا، وهو ما شجعني كثيرا ورفع من معنوياتي. صحيح تأثرت في البداية، كوني لاعب شاب في بداية مشواره الدولي، غير أن نصائح اللاعبين وإيماني بما أملكه من مهارات وطموحات، جعلني لا أبالي بما يقال هنا وهناك. *أداؤك الجيد جلب لك الإعجاب والتقدير فهل هو تحد ظرفي أم بداية لمشوار حافل؟ فعلا هي رسالة لكل المشككين في إمكانيات اللاعب المحلي، لأن ما قدمته يعكس طموح العناصر التي تنشط في الدوري الجزائري والباحثة عن البروز والتألق. وأعتقد بأن ما قدمته يعد نسبة قليلة مما كنت أطمح إليه، لأنه وبصراحة هناك الشيء الكثير في جعبتي أود تسخيره لفائدة المنتخب الوطني. كما أود أن أقول بأن الانطباع الذي تركته لدى الوسط الرياضي الجزائري عقب المباراة التطبيقية، ومعه تصريحات الناخب الوطني، أمر زاد من عزيمتي، وحفزني على مضاعفة العمل. *هل تنتظر دعوة أخرى من الناخب الوطني؟ بكل تأكيد أتمنى أن لا يتوقف مشواري الدولي عند هذا الحد، خاصة وأنني لم أخيب، وكنت في مستوى ثقة الطاقم الفني الوطني والرأي العام الرياضي. ومع ذلك أحبذ أن اترك الحكم لحليلوزيتش والجمهور الرياضي. *ما هو طموحك الشخصي كلاعب دولي؟ أود في البداية أن أشكر كل من ساعدني على بلوغ هذه المكانة، خاصة المدربين الذين تعاقبوا على شباب بئر العرش الذي ترعرعت في صفوفه، وكذا المدرب السابق للكاب رشيد بوعراطة الذي مهد لي طريق التألق، دون أن أنسى الرئيس فريد نزار بوقوفه الرجولي إلى جانبي. كما أحرص على العمل دون هوادة من أجل تطوير وتنمية قدراتي الفنية، وتشريف سكان مدينة بئر العرش وأصدقائي الذين عشت معهم منذ نعومة أظافري. وبطبيعة الحال، أطمح لكسب مكانة قوية في المنتخب الوطني ولم لا منافسة ومزاحمة المحترفين، ومن ثمة حمل الألوان الوطنية لفترة أطول، والمشاركة مع الخضر في مونديال البرازيل 2014. *مدربك في الكاب عامر جميل وصفك بالقيمة الفنية النادرة ما تعليقك على ذلك؟ أفتخر كثيرا بما قاله المدرب المحنك العراقي، لأنه يعد كفاءة عالية ويعي ما يقول. وبكل تأكيد، سأسعى لأكون أهلا بحمل ألوان منتخب بلادي، وأؤكد بأن الساحة الكروية المحلية بإمكانها إنجاب الطاقات والمواهب القادرة على حمل المشعل. *ألا ترى بأن التحاقك بالخضر حولك إلى بطل في نظر الشواية الذين استقبلوك بالبارود والورود بعد مشاركتك في تربص الخضر الأخير؟ كما سبق وأن قلت، دعوتي للمنتخب الوطني غيرت الكثير من الأمور في حياتي اليومية والرياضية، حيث أصبحت محل معاملة خاصة وسط الكاب سواء من قبل المسيرين والطاقم الفني أو المحيط العام للفريق، وهي في نظري مسؤوليات أخرى تجعلني دوما أكون عند حسن ظن الجميع. وما استقبالي بباتنة في حصة الاستئناف لدى عودتي من تربص الخضر بالبارود وعلى شاكلة الأبطال من طرف أنصار الشباب إلا ترجمة حقيقية للمكانة المميزة التي صرت أحظى بها. *كيف تفسر التراجع النسبي للكاب خلال الأسبوعين الأخيرين؟ ليس هناك سبب واضح، بل لأن الرزنامة لم تخدمنا من خلال اللعب خارج الديار في مناسبتين، إضافة إلى عامل الإرهاق، وغياب بعض الركائز بداعي الإصابة أو العقوبة. لكن أنا على يقين من أننا سنتدارك الأمر بداية من اللقاء القادم أمام شباب بلوزداد.