قررت الرابطة المحترفة لكرة القدم، التأسس كطرف مدني في قضية التسجيل الصوتي المسرّب، وذلك بإيداع شكوى ضد مجهول، باعتبارها الهيئة المشرفة على تنظيم المنافسة، والحديث في المكالمة الهاتفية المشبوهة، كان عن مخطط للتلاعب بنتائج المباريات، وتحديد نتائجها في الكواليس بأساليب غير رياضية. هذا القرار اتخذه مكتب الرابطة في اجتماعه المنعقد أول أمس، حيث ارتأى رئيس الهيئة عبد الكريم مدوار، تجميع أعضاء الهيئة التنفيذية لأول مرة، منذ انتشار فيروس كورونا في الجزائر، لأن الرابطة كانت خلال الأزمة الوبائية قد عقدت اجتماعين، لكن بالاعتماد على تقنية التحاضر عن بعد، لكن هذه الجلسة تم عقدها بمقر الرابطة، وشهدت تخصيص حصة الأسد من النقاش، لقضية التسجيل المسرب بحكم أنها قضية الساعة. وتمت دعوة رئيس لجنة الانضباط والطاعة كمال مصباح لحضور هذه الجلسة، بصفة استثنائية، باعتباره خارج الهيئة التنفيذية، لكن حاجة مكتب الرابطة إلى توضيحات أكثر، بشأن تفاصيل الملف جعلت مدوار يستدعي المسؤول الأول في اللجنة المختصة، والذي استعرض حيثيات القضية منذ طفوها على السطح، إلى غاية الإجراءات التي اتخذتها الجهات القضائية يوم الأحد الفارط. وجدد رئيس لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة في هذا الصدد، التأكيد على التضارب المسجل في موقفي المتهمين الرئيسيين، في ظل إصرار المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية، على أن التسجيل الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفبرك، مقابل جزم وكيل اللاعبين المعتمد من طرف الفاف نسيم سعداوي، ب «صحة» وسلامة التسجيل، وهو التضارب كما قال الذي استوجب برمجة «جلسة مواجهة» بين الطرفين، لكنها لم تكن كافية لتوضيح الرؤية أكثر، في ظل تمسك كل طرف بموقفه. وأشار مصباح في سياق متصل، إلى أن فهد حلفاية كان في تلك الفترة يمثل فريق وفاق سطيف، وذلك بالاستناد إلى التفويض المرسل إلى الرابطة من طرف الرئيس المدير العام للنادي عز الدين أعراب، والذي يتضمن قرار تعيين حلفاية في منصب المدير العام للوفاق، مع تكليفه بمهمة تمثيل الفريق على مستوى الرابطة، وهي الوثيقة التي اعتمدت عليها لجنة الانضباط لتحديد صفة فهد حلفاية، الذي كان بمثابة أول مشتبه فيه عند طفو هذه القضية على السطح، لأن إسراعه في تفنيد الأفعال التي نسبت إليه في التسجيل، جعل الرابطة تستدعيه من أجل الاستماع إلى أقواله، ليكشف بعدها عن هوية الطرف الثاني. وزكى أعضاء مكتب الرابطة بالإجماع، قرار تأسس الهيئة كطرف مدني في هذه القضية، بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية، بالاستماع إلى أقوال الأطراف المعنية، خاصة وأن التسجيل الصوتي عبارة عن مكالمة هاتفية بين شخصين لضبط مخطط، يتعلق بتسيير بعض مباريات بطولة الرابطة المحترفة الأولى في «الكواليس»، مع التحديد المسبق لهوية البطل وكذا الأندية التي سيكون مصيرها السقوط، وهذا قبل 10 جولات من نهاية الموسم، ولو أن اللجنة المختصة كانت قد حاولت توسيع دائرة التحريات عند معالجة القضية في شقها الرياضي، باستدعاء طرفين آخرين كشاهدين، وهما رئيس اتحاد بسكرة فارس بن عيسى ونظيره لأهلي البرج أنيس بن حمادي، بعد ذكر فريقيهما في المقطع المسرب من التسجيل الصوتي، الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الرابطة تقاضي ساعو وتفتح ملف لقاء بسكرة والوفاق ولعّل ما حفز الرابطة أكثر على اللجوء إلى العدالة، في خطوة تعد سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، ما أدلى به رئيس اتحاد بسكرة فارس بن عيسى عند الاستماع إلى أقواله، إذ أكد تلقيه اتصالا هاتفيا لطلب تسهيل مهمة وفاق سطيفببسكرة، دون قدرة الرابطة على كشف هوية المتصل، وهو ما دفع بالرابطة إلى مسايرة الخطوة التي قطعتها الجهات القضائية، بمواصلة التحري في هذه المباراة، التي تندرج في إطار الجولة 21 من البطولة، سيما وأن «النسر الأسود» السطايفي كان قد نجح في العودة بالنقاط الثلاث من بسكرة، في المواجهة التي كانت قد جمعت الفريقين بتاريخ 5 مارس 2020. بالموازاة مع ذلك، فقد قرر مكتب الرابطة إيداع شكوى رسمية ضد الرئيس السابق لإتحاد بسكرة إبراهيم ساعو، على خلفية الاتهامات التي وجهها إلى الرئيس الحالي للرابطة عبد الكريم مدوار وللهيئة الكروية، عند مشاركته في إحدى الحصص، التي بثتها إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، لأن ساعو وجه اتهامات شخصية لمدوار بشأن قضايا الفساد.