استدعى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أعضاء المكتب الفيدرالي لعقد جلسة عمل يوم الأربعاء القادم بمقر الفاف، تخصص بالأساس لدراسة آخر التطورات التي تشهدها الساحة الكروية الوطنية، سيما قضية الموسم العالق، لأن دخول التوقف الاضطراري شهره الخامس، زاد من درجة الضغط المفروض على الاتحادية، خاصة بعد التأخر في اتخاذ قرار «حاسم»، وعليه فإن زطشي يراهن على هذا الاجتماع، للفصل نهائيا في هذه الإشكالية، والخروج بالقرار الذي سيساير الاختيار الذي زكته أغلبية أعضاء الجمعية العامة، من خلال الاستشارة الكتابية التي لجأت إليها الفيدرالية، ولو أن كل المعطيات تؤكد بأن القرار المنتظر، لن يخرج عن إطار توقيف البطولة، واعتماد صعود دون نزول. مصدر جد مقرب من الفاف كشف أمس للنصر، أن زطشي قرر حصر المشاركة في الجلسة الحاسمة في أعضاء الهيئة التنفيذية فقط، دون توسيع دائرة النقاش إلى رؤساء الرابطات، الذين اعتادوا على الحضور بصورة استشارية، على غرار رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار ونظيريه لرابطتي الهواة وما بين الجهات علي مالك ويوسف بن مجبر، إضافة إلى رئيس رابطة كرة القدم النسوية جمال قاسحي ورئيس رابطة كرة القدم داخل القاعة جمال زمام، لأن رئيس الاتحادية يؤكد مصدرنا لم يتقبل إطلاقا الخرجة الإعلامية الأخيرة لمدوار، والتي ذهب فيها إلى نشر الغسيل، والحديث عن تهميشه في اجتماعات المكتب الفيدرالي، من خلال تجاهل كل المقترحات التي يقدمها، وهو ما دفع برئيس الفاف إلى غلق الجلسة، والاكتفاء باستدعاء أعضاء المكتب الفيدرالي لمناقشة المعطيات الجديدة بخصوص مستقبل البطولة، وبالتالي الخروج بقرار تتبناه الاتحادية، مادام رئيس الرابطة المحترفة، كان قد شكك في شرعية الاستشارة التي بادرت الفاف إلى تنظيمها، وسجل تحفظه على المقترحات التي تم إدراجها في هذه الاستشارة. وانطلاقا من هذه المعطيات، أكد مصدر النصر بأن زطشي مصر على مواصلة تجسيد المخطط، الذي كان قد رسمه خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، والمتمثل في الإلقاء بالكرة في مرمى أعضاء الجمعية العامة، للمشاركة الفعالة في تقرير مستقبل البطولة، وذلك بمراعاة النتائج الذي تسفر عنها الاستشارة الكتابية، لأخذ نظرة واضحة بخصوص موقف أغلبية الأطراف الفاعلة في المنظومة الكروية الوطنية، ليكون قرار المكتب الفيدرالي، بتبني المقترح الذي تزكيه الأغلبية المطلقة، على أن توظف الاتحادية السلطة المخولة لها في المادة 82 من القانون الأساسي، وذلك باتخاذ القرار النهائي من طرف الهيئة التنفيذية، في ظل الظروف القاهرة التي تعيش على وقعها البلاد، والتي تستوجب قرارات استثنائية. إلى ذلك، أكد ذات المصدر بأن زطشي، أعرب عن استيائه الكبير من «خرجة» رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، وكذا نظيره لشبيبة القبائل الشريف ملال، وذلك في ردهما على الاستشارة الكتابية التي نظمتها الفاف، حيث استغل كل من زرواطي وملال الفرصة للحديث عن المشاكل التي تواجههما مع الاتحادية، ولو أن رئيس الفاف أبدى حسب مصدرنا إصرارا كبيرا على تطبيق القوانين المعمول بها، وذلك بإحالة ملفي زرواطي وملال على اللجنة الفيدرالية لأخلاقيات الرياضة، سيما وأنهما يتواجدان حاليا تحت طائلة العقوبة القاضية بالمنع من مزاولة النشاط الرياضي بصورة عادية، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مدة العقوبة الإدارية، المسلطة على كل واحد منهما. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن زطشي اعتبر خرجتي ملال وزرواطي مجرد زوبعة في فنجان، وواكبتا الطرح الذي ذهب إليه رئيس الرابطة المحترفة، بتحفظه على المقترحات التي تم إدراجها في الاستشارة الكتابية، مقابل تجاهل الاقتراح الذي تقدمت به أندية البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني، خاصة في شقه المتعلق بأندية الدرجة الثانية، لأن مدوار أريد الإبقاء على هذا المستوى بصفة «الاحتراف»، من خلال فوج واحد يتشكل من 18 فريقا، مقابل اعتراضه على مخطط صعود 24 ناديا دفعة واحدة من وطني الهواة، ولو أن مسؤولي الاتحادية اعتبروا الحديث عن هذه التحفظات، مجرد «مناورة» في محاولة للفت الانتباه، خاصة وأن 23 ناديا من الرابطة المحترفة، كانوا قد أرسلوا ردودهم على الاستشارة الكتابية قبل منتصف نهار أمس الأحد.