كللت أمس، جهود الوحدات والفرق العملياتية، بإخماد الحرائق المهولة، المندلعة شمال وجنوب ولاية سطيف، بعد ثلاثة أيام من الاشتعال، مخلّفة خسائر مادية معتبرة، تمثلت في احتراق مساحات شاسعة من الغابات والأشجار المثمرة، منها الأرز الحلبي والصنوبر الأطلسي. وقد اندلع ما مجموعه 12 حريقا متفاوت الخطورة، على مستوى عدة بلديات، تمثلت في الرصفة، معاوية، الحامة، بابور، واد البارد، تيزي نبشار، عين الكبيرة وآيت نوال مزادة، ولعل أصعبها بجبل شارن وتحديدا غابة الدولة الواقعة بين بلديتي الحامة والرصفة الرصفة، خلّف احتراق أزيد من 40 هكتارا من الثروة الغابية، أما الحريق الذي شب بجبل تالة منة الواقع ببلدية آيت نوال أومزادة، فتعكف المصالح المختصة على إحصاء الخسائر الناجمة عنه. فيما سخرت مصالح الحماية المدنية، إمكانيات هامة، لإخماد الحرائق، متمثلة في الطوافات التابعة للوحدة الجوية للحماية المدنية وكذا الأرتال المتنقلة لولايات سطيف، قسنطينة، المسيلة وبرج بوعريرج، إضافة إلى تلك التابعة لمصالح الغابات وكذا الجماعات المحلية، بمساهمة المتطوعين والمواطنين. في وقت قامت مختلف المصالح العملياتية، بتسخير وحدات جديدة، تمثلت مهمتها في الحراسة والقيام بطلعات ميدانية، لتفادي اندلاع الحرائق من جديد ، لاسيما بالمناطق البعيدة والمعزولة، قصد التمكن من السيطرة عليها وتفادي توسعها. نشير في الأخير، بأن السلطات المحلية، جددت التأكيد، على عزمها على تعويض الخسائر الناجمة عن الحرائق الأخيرة، لاسيما التي تضرر فيها المواطنون، القاطنون بالمناطق الشمالية، بعد فقدانهم لأشجارهم المثمرة، المنتجة للتين والزيتون وبعض الفواكه الأخرى، حيث تعتبر مصدر دخلهم الوحيد، لكونهم يقطنون بمناطق جبلية صعبة التضاريس وغير صالحة للأنواع الأخرى من الزراعة.