قالت مصالح مديرية النقل لولاية قالمة، بأن الدراسات التقنية الخاصة بمشروع خط السكة الحديدية بوشقوف الخروب، قد وصلت إلى مرحلتها النهائية، متجاوزة عقبات و مطبات كثيرة ظلت تعترضها منذ عدة سنوات و حالت دون تحقيق المشروع الحلم على أرض الواقع. و تعد سكة المستقبل الممتدة على طول 139 كلم تقريبا، من أكبر مشاريع البنية التحتية للاقتصاد بولاية قالمة، حيث يعول السكان كثيرا على هذا الخط للقضاء على العزلة التي تعاني منها الولاية و تخفيف الضغط عن شبكة الطرقات الرئيسية التي لم تعد قادرة على تحمل الضغط و مواكبة التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها قالمة و الولايات الشرقية المجاورة لها. و تقدم المهندسون منذ عدة سنوات بمقترحين لإنجاز خط السكة الحديدية الجديد على مسارين محتملين، الأول على أنقاض خط السكة القديم بين مدينة بوشقوف الواقعة شرقي قالمة و مدينة الخروب بولاية قسنطينة مرورا بعدة مدن و قرى هامة. و يبلغ طول هذا المسار، نحو 139 كلم منه جزء بين بوشقوف و مدينة قالمة مازال صالحا للاستعمال و المسار الباقي تعرض للإهمال و التخريب و المؤثرات الطبيعية و لم يبق منه إلا المسار الترابي شاهدا على حقبة زمنية من تاريخ المنطقة. و ينحرف المسار الثاني المقترح من مدينة مجاز عمار جنوبا باتجاه مرتفعات هواري بومدين و سلاوة و عنونة و رأس العقبة، وصولا إلى مدينة وادي الزناتي، على طول 120 كلم تقريبا و يتطلب بناء نفق طويل لعبور تلك المرتفعات التي تحول دون بناء خط سكة مكشوف. و بالنظر إلى التكلفة المالية للنفق الكبير و استهلاكه للوقت و الجهد على مسار هواري بومدين، فإنه يتوقع أن يختار المهندسون مسار الطريق القديم الممتد بين قالمة و بلديات مجاز عمار، حمام دباغ، بوحمدان، برج صباط، وادي الزناتي، وصولا إلى عين رقادة، ثم عين عبيد و الخروب بولاية قسنطينة، أين يلتقي خط قالمة بخطوط سكة إلى مختلف أنحاء الوطن. و قد وافقت الحكومة قبل 7 سنوات تقريبا، على إحياء خط السكة التاريخي بوشقوف قالمةالخروب، ضمن مخطط وطني للتكامل الاقتصادي بين مختلف ولايات الوطن و تطوير قطاع السياحة و تحديث منظومة النقل البري التي ظلت تعاني من التدهور على مدى سنوات طويلة. كما يعد التوسع العمراني على المسار المتوقع لخط السكة الجديدة، من أكبر التحديات التي ستواجه المهندسين عندما تبدأ عملية البناء و تحرير المسار من البنايات و شبكات المياه و الكهرباء و الغاز و غيرها من الحواجز الأخرى التي ظهرت في السنوات الأخيرة، بالرغم من الجهود المحلية المبذولة لمنع التوسع العمراني على المسار المحتمل، بعدة بلديات. و كان خط السكة بين مدينتي قالمة و بوشقوف، يعمل لسنوات طويلة بعد استقلال البلاد، لكنه توقف منتصف التسعينيات تقريبا، بسبب تراجع الجدوى التجارية، انهيار الاقتصاد المحلي و تراجع حركة المسافرين و البضائع بالمنطقة.