كشفت مصادر مطلعة من مديرية النقل بولاية قالمة بأن مكاتب الدراسات المتخصصة قد أنهت عملها بمشروعي السكة الحديدية الرابط بين قالمة و لخروب أين تم عرض الدراستين على الهيئة التنفيذية للولاية قبل المصادقة عليهما و إحالتهما للتنفيذ. و حسب ذات المصادر فإن المشروعين الكبيرين سيدخلان مرحلة الإنجاز في غضون أشهر قليلة بعد إنهاء جميع الإجراءات التقنية و الإدارية. حيث أسندت دراسة المشروع لمجمع مكاتب الدراسات الجزائرية setirrilbeturفيما تكفل بالدراسة الجيوتقنية مخبر الدراسات lctpوقد حددت مدة دراسة المشروع ب36 شهرا . وفي هذا الخصوص أشرف نهار أمس الأول والي الولاية بمقر الولاية على اجتماع اللجنة المكلفة بإثراء المشروع والمتمثل في رؤساء البلديات والدوائر التي يمر على ترابها خط السكة الحديدية بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين الذين لهم علاقة بالمشروع وكذا مجمع مكاتب الدراسات الذي قدم للجنة المشرفة على المشروع دراستين مختلفتين بطرق تقنية حيث كان الخط الأول الذي يمتد على مسافة 139 كلم والذي يمر عبر بلدية بوحمدان وبرج صباط بسرعة 160 كلم في الساعة أما الخط الثاني فيتمثل في مرور السكة الحديدية عبر بلدية هواري بومدين على مسافة 120 كلم بمدة سير تقدر ب 47 دقيقة وعلى إثر الملاحظات والمقترحات التي تمحورت حول تقريب خط السكة من المنشآت الاقتصادية والكثافة السكانية فطالب أعضاء اللجنة من مكاتب الدراسات إعداد الدراسة تماشيا مع الاقتراحات المقدمة والذي سيسمح في المناقشة القادمة على اختيار النموذج الذي يخدم أكثر الصالح العام سيما فيما يخص ربط المناطق النائية والبعيدة عن الطرق الوطنية ،ولم يبق سوى اختيار شركات الإنجاز لبناء الخط التاريخي الشهير الذي كان يربط قالمة بالمناطق الداخلية من الوطن خلال المرحلة الاستعمارية لكنه توقف بعد اندلاع ثورة التحرير و تعرض للإهمال و التخريب بعد الاستقلال و انهارت عدة مقاطع منه و لم يبق منه سوى محور قالمة بوشقوف الذي توقف عن النشاط منذ سنوات بسبب انعدام الجدوى الاقتصادية'و يعبر الخط الجديد الذي وعدت الحكومة بتجسيده على أرض الواقع خلال زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال في ديسمبر الماضي عدة مدن و قرى بينها بوشقوف ، قالمة ، حمام دباغ ، مجاز عمار ، بوحمدان ، وادي الزناتي و عين ر قادة ثم عين عبيد و لخروب أين يلتقي بخطوط وطنية أخرى.حيث ظل سكان قالمة يطالبون ببناء خط السكة الجديد و يرونها داعما للاقتصاد المحلي و حلا جذريا لأزمة طرقات قديمة لم تعد قادرة على التحمل و مواجهة التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة. و يتضمن المشروع بناء جسور عملاقة و أنفاق و خاصة على المقطع الممتد من مجاز عمار إلى بوحمدان حيث يعبر الخط تضاريس معقدة بعد استحداث مسار جديد يعوض مسارا قديما لم يعد صالحا بسبب التوسع العمراني و ظهور تجمعات سكانية جديدة أقيمت على أنقاضه 'حيث لا يقل مخطط المرور بمدينة قالمة أهمية عن مشروع السكة الحديدية بالنظر إلى الاختناق الكبير الذي تعيشه الولاية.