فُتحت أمس، العديد من مساجد ولايات الشرق أمام المصلين، بعد قرابة 6 أشهر من غلقها بسبب جائحة كورونا، وذلك وسط إجراءات وقائية صارمة شملت قياس درجة حرارة الراغبين في دخولها إلى جانب تنظيم عملية الجلوس و منع من لم يحضروا السجادات الخاصة بهم من الدخول، تفاديا لانتشار العدوى. وعرفت، أمس، مساجد قسنطينة إقبالا محتشما عكس ما كان تتوقعه مديرية الشؤون الدينية والأئمة، حيث أبدوا تخوفات قبل يومين من كثرة الوافدين وعدم التحكم في الوضع، لكن يبدو أن الكثيرين فضلوا الترقب قبل التوجه إلى المساجد. وحضرت النصر، أول صلاة ظهر بعد أزيد من 5 أشهر من غلق المساجد إثر انتشار جائحة كورونا، حيث كان القائمون على مسجد الاستقلال بقلب المدينة، يعملون على قياس درجة حرارة المصلين بالمدخل في حين تم توفير مواد تعقيم، كما كان المنظمون يقدمون التعليمات للمصلين. وعمل المنظمون على تحديد أماكن الصلاة بدقة في قاعتين مخصصتين لذلك، في حين كان أحد المتطوعين يوجه المصلين بالقاعة العلوية وسط أجواء من الفرحة التي ظهرت بادية على وجوه الحاضرين، الذين جلب كلهم سجادات مبدين التزاما شديدا بالإجراءات الوقائية، في حين دعا إمام المسجد المصلين بعد انتهاء الصلاة، إلى التطبيق الصارم للتدابير الوقائية إلى غاية الفتح الكلي للمساجد. ورغم أن مسجد الاستقلال، يقع في قلب المدينة إلا أن عدد المصلين كان قليلا جدا إذ شكلوا ثلاثة صفوف فقط رغم تطبيق إجراء التباعد بين المصلين، فيما لاحظنا أن عدد كبار السن كان قليلا جدا ولا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، في حين ظلت المائضة مغلقة كما انصرف المصلون فور انقضاء الصلاة. وتداولت الجمعيات الدينية لمساجد قسنطينة وكذا العديد من المواطنين، صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكيفية ومدى تطبيق إجراءات التباعد بمختلف بيوت الله، كما عبروا عن ارتياحهم للتدابير المتخذة واحترام المصلين لها. كما فتح 71 مسجدا أبوابه للمصلين بولاية قالمة، و قالت اللجنة الولائية المشرفة على تطبيق تدابير الوقاية، بأن 4 مساجد لم تفتح بسبب التحفظ على إجراءات الوقاية و أشغال الترميم و هي مسجد عمار ابن ياسر بمدينة حمام دباغ و جمال الدين الأفغاني و مسجد الصفا و المروة بمدينة بوشقوف و الرحمان بمدينة تاملوكة. توافد مكثف بسطيف و بولاية سطيف شهدت مختلف المساجد المعنية بقرار الفتح و البالغ عددها 240، توافدا مكثفا لجموع المصلين، وسط احترام شديد لقواعد و تدابير الوقاية من فيروس «كوفيد 19»، بعد أن حرصت المصالح المختصة على التحضير للعملية. و قال مدير الشؤون الدينية و الأوقاف، في اتصال مع النصر، بأن إشارة فتح المساجد، أعطيت بشكل رمزي من مسجد عمر بن عبد العزيز بوسط المدينة، مشيرا إلى أن مختلف المساجد التزمت بالتدابير المعمول بها، على غرار الحرص على وضع آلات التعقيم اليدوي، مع تسخير المتطوعين لمراقبة درجة الحرارة، و وضع المصلين للكمامات، وجلب السجادة و كيس الحذاء، ناهيك عن التحضير بشكل مسبق لوضع أغطية بلاستيكية. مطالب بفتح مساجد الكثافة السكانية القليلة بالوادي و في الوادي، فتحت، ظهر أمس 88 مسجدا أبوابها للمصلين وسط إجراءات احترازية يقف على تطبيقها موظفو المساجد و عدد من المتطوعين من جمعيات و مواطنين، بإلزام القادمين للصلاة بإرتداء الأقنعة الواقية و التعقيم، بعد قياس حرارة كل من يدخل قاعة الصلاة، ناهيك عن تحديد مكان كل مصل، من خلال الأشرطة اللاصقة والاستعانة باللافتات التوجهية و الارشاد. و دعا عدد من سكان البلديات التسع التي لم يشملها قرار الفتح، على غرار بلديات الشريط الحدودي الثلاث و ورماس، الجهات الوصية، بإعادة النظر في القرار الذي وضع شرط اتساع المسجد لأزيد من ألف مصل و الذي لا يتوفر في المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة، مشيرين إلى أن أغلب مساجدهم شيدت في هذه النقاط، بما فيها حتى القرى والبلديات النائية التي لا تعرف أي اكتظاظ حتى قبل ظهور الجائحة. ولم يتسامح القائمون على مساجد ولاية ميلة ال 152 التي تقرر فتحها لأداء صلاة الجماعة، في تطبيق الإجراءات الصحية و الوقائية، حيث منع كل مصل نسي إحضار سجادته الخاصة، من الدخول لأداء صلاة الظهر جماعة، كما وقفنا عليه بمسجد الفتح بوسط مدينة ميلة، فيما تم إسعاف من نسوا الكمامات بمنح كل واحد منهم قناعا في عين المكان. في المقابل، سجلنا انضباطا تاما من طرف المصلين، سواء الذين منعوا من الدخول أو الذين عادوا أدراجهم دون أن يصدر أي احتجاج منهم. ولاحظنا امتثالا لإجراء قياس درجة الحرارة عن بعد، ثم استعمال المعقم قبل الدخول إلى قاعة الصلاة، أمام أعين إمام المسجد و مدير الشؤون الدينية و الأوقاف بالولاية. وبولاية جيجل، تم فتح 70 مسجدا وسط إجراءات التباعد و الوقاية التي دعت إليها السلطات، أين سارع الأئمة إلى إتباع مختلف الإجراءات و التحضيرات الضرورية، و كذا إقبال المتطوعين لتنظيم المصلين الوافدين و حرصهم على منع دخول من لا يحترمون الشروط الوقائية المعمول بها.و قد زرنا مسجد عمر بن الخطاب بعاصمة الولاية و وقفنا على جانب من الإجراءات في وقت صلاة الظهر، أين لمسنا استحسانا كبيرا من قبل المصلين.