عرفت أسعار الخضر الأساسية خلال اليومين الماضيين، التهابا غير مسبوق في أسواق مدينة قسنطينة، حيث وصل الكيلوغرام من البطاطا إلى مئة دينار لأول مرة، بينما لامست الطماطم سقف 180 دينارا، وهو ارتفاع يرجعه رئيس فيدرالية تجار الخضر و الفواكه بالجملة في الولاية، لنشاط المضاربين إلى جانب انقضاء موسم الجني. وسجل سوق بطو عبد الله، المعروف بتسمية "فيروندو"، خلال الفترة الصباحية من يوم أمس، التهابا كبيرا للأسعار في الخضر الأساسية، حيث وصلت البطاطا إلى مئة دينار للكيلوغرام في سابقة لم تشهدها السّوق منذ فترة طويلة، كما عرضت بسعر 90 دينارا أيضا. و وصلت الطماطم إلى سعر قياسي ببلوغها 180 دينارا للكيلوغرام لدى بعض البائعين، فيما قدر ب 170 دينارا لدى آخرين، في حين وصل سعر الكيلوغرام من البصل الجاف إلى 70 دينارا أيضا. و تجاوزت جميع الخضر الأخرى عتبة المئة دينار في السوق، حيث بيع الفلفل بمئة و ستين دينارا للكيلوغرام، والخس ب 150 دينارا، كما وصل سعر الجزر إلى 170 دينارا لدى بعض البائعين. و عزا البائعون سبب الارتفاع إلى الزيادة المسجلة في سوق الجملة، مؤكدين أن هامش الربح الذي يحصلون عليه لم يرتفع عما هو معمول به قبل الزيادات، فيما ذكر لنا بعضهم أن الارتفاع الكبير تسبب في عزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن الشراء و الاستغناء عن كثير من الخضر التي يعتبرونها ثانوية مقارنة بالخضر الأساسية؛ على غرار الخس الذي ذكر لنا مُستهلكٌ أنه استغنى عنه. و استنادا إلى الأسعار المسجلة في السوق، فإن قفة يومية بسيطة مكونة من ثلاثة كيلوغرامات من البطاطا و كيلوغرامين من الطماطم و كيلوغرام من البصل و كيلوغرام من الخس تصل إلى الألف دينار، في حين اعتبر المتسوقون أن السوق تعرف ارتفاعا جنونيا في أسعار المواد المذكورة؛ لا يتذكرون أنه سُجّل خلال السنوات الماضية، مثلما عبّروا. و يُلاحظ على سوق الخضر عدم الاستقرار في الأسعار في ظرف قصير، فقد قمنا بجولة عبر الأسواق في يوم الرابع من شهر أفريل الجاري، ولاحظنا أن البطاطا لم تتجاوز 75 دينارا، كما لم تتجاوز الطماطم 150 دينارا، في حين بلغ البصل 70 دينارا كأقصى حد له و تراوح الخس بين 100 و 140 دينارا، ليفاجأ المستهلكون بزيادة لا تقل عن 30 دينارا في أغلب الأنواع بعد أسبوعين فقط، أي منذ اليوم الثالث و الرابع من شهر رمضان الذي يسجل إقبالا أكبر للمواطنين على اقتناء المواد الغذائية. وذكر رئيس فيدرالية تجار الخضر والفواكه بالجملة لولاية قسنطينة، عمار بوحلايس، في تصريح لنا، أن سعر البطاطا قد وصل إلى 65 دينارا لدى الفلاحين، مشيرا إلى أنها بيعت يوم أمس في سوق الجملة لمدينة شلغوم العيد بسعر ثمانين دينارا، في حين تراوحت بين 56 و 72 دينارا في سوق الجملة بمنطقة النشاطات "الرمال" بقسنطينة بحسب النوعية، كما أضاف نفس المصدر أن سعر الطماطم تراوح بين 160 و 170 دينارا في نفس المرفق، موضحا أن الخس قد بيع بما بين 110 و 120 دينارا بسعر الجملة، فيما لم يتجاوز البصل عتبة 45 دينارا. واتهم محدثنا المضاربين بالمساهمة في رفع الأسعار المسجلة خلال الأيام الجارية، مشددا على ضرورة توحيد وقت الدخول و الخروج من أسواق الجملة حتى يمنع الوسطاء من رفعها، حيث ذكر لنا أن الوسطاء يقومون بشراء جميع الكميات بالجملة في الساعات الأولى من الصباح، و يعيدون بيعها لتجار التجزئة و حتى بعض بائعي الجملة بأسعار أعلى، مثلما سجل في أحد الأسواق التي اقتنى فيها الوسطاء الطماطم بسعر 125 دينارا و أعادوا بيعها بعد ذلك ب 160 دينارا في نفس اليوم، لكن نفس المصدر نبّه أن المشكلة الكامنة وراء الارتفاع لا تتمثل في الوسطاء بالدرجة الأولى، و إنّما في انقضاء موسم جني عدة أنواع من الخضر، حيث يرى أنه ينبغي على الدولة العمل على ضخ مخزون غرف التبريد في الأسواق لإعادة التوازن للأسعار. و توقع محدثنا أن يستمر الارتفاع إلى غاية تناصف شهر رمضان، بعد دخول منتوج البطاطا من مناطق عين الدفلى و معسكر و محاصيل الطماطم من مناطق مستغانم و الجزائر العاصمة، فضلا عن محاصيل الولايات الجنوبية، مشيرا إلى أن تنوع مصادر الخضر سيساهم في تراجع الأسعار، إلا أن المعني أكد أن سوق الجملة تعرف بعض الركود أيضا خلال هذه الأيام نتيجة عدم الاستقرار المسجل عليها. سامي.ح