فوز الخروب عبّد طريق البقاء وليس درب الصعود اعتبر رئيس اتحاد خنشلة وليد بوكرومة الفوز المحقق بالخروب على حساب الجمعية المحلية، بمثابة المنعرج الذي أخرج فريقه من الأزمة، وأكد بأن العودة مجددا إلى سكة الانتصارات بددت كل المخاوف، رغم أننا كما قال « كنا متيقنين بأن الاكتفاء بنقطة في مقابلتين متتاليتين داخل الديار سببه كثرة الغيابات». بوكرومة، وفي حوار مع النصر، أوضح بأن نقاط الخروب، وإن مكنت الاتحاد من مد خطوة عملاقة نحو ترسيم البقاء، وبالتالي تجسيد الهدف المسطر، فإنها تضع التشكيلة أمام تحديات كبيرة، وذلك بالعمل على فك العقدة التي ظلت تلازمها داخل الديار، مع السعي لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، خاصة في المنعرج الحاسم أمام أندية كوكبة الصدارة، لأن الحديث عن إمكانية تغيير نظام المنافسة يجبرنا على حد تعبيره «على الإحتياط من هذا الجانب، بإنهاء الموسم في النصف الأول من سبورة الترتيب». ما تعليقكم على الفوز الذي حققه الفريق بالخروب؟ الحقيقة أننا كنا بحاجة ماسة إلى انتصار يعيد الهدوء نسبيا إلى البيت، لأن الشك كان قد تسرب إلى نفوس اللاعبين بعد الاكتفاء بنقطة واحدة في آخر لقائين بخنشلة، عقب الانهزام أمام مولودية العلمة والتعادل مع شباب باتنة، مع عدم القدرة على تسجيل أي هدف في هاتين المقابلتين، وهذا التراجع مهما كانت مبرراته فإنه زاد من درجة الضغط النفسي المفروض على اللاعبين والطاقمين الإداري والفني، مادامت أي نتيجة سلبية بالخروب كانت ستدخلنا في دوامة، الخروج منها أمر صعب التجسيد ميدانيا، لكن تعامل المجموعة مع هذه الوضعية كان بجدية كبيرة، فكان رد فعل اللاعبين إيجابيا، لتكون النقاط الثلاث عبارة عن جرعة أوكسجين، تخلصنا بفضلها من الكثير من الضغوطات. نفهم من هذا الكلام بأن ضغط المحيط الخارجي كان بسبب تراجع النتائج في المرحلة الأخيرة؟ الجميع لم يتقبل تسجيل الفريق لتعثرين متتاليين داخل الديار، لأن الفريق كان يتواجد في «ديناميكية» النتائج الإيجابية، لكن الهزيمة المفاجئة بخنشلة أمام مولودية العلمة أخلطت كل الحسابات، وعادت بنا إلى نقطة الصفر، رغم أن السبب الرئيسي يعود بالدرجة الأولى إلى كثرة الغيابات، بسبب تواجد سبع ركائز في العيادة، ليكون التعادل مع «الكاب» بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، لأن إهدار 5 نقاط بملعبنا في لقاءين متتاليين أمر لم نكن نتوقعه، خاصة أمام منافسين من مؤخرة الترتيب، ولو أن بطولة هذا الموسم، كشفت عن تقارب مستوى كل الفرق، لتبقى الجاهزية البدنية من أبرز العوامل التي تصنع الفارق، واتحاد خنشلة تأثر كثيرا من هذا الجانب، بسبب تعرض العديد من اللاعبين للإصابات، بدليل أننا لم نلعب إلى حد الآن أي مباراة بتعداد مكتمل. ألا ترون بأن النقاط المهدرة بخنشلة قلّصت من حظوظ الفريق في الصعود؟ لم نتحدث إطلاقا عن الصعود كهدف رئيسي، خاصة وأن الانطلاقة لم تكن موفقة، وكنا نحتل مؤخرة الترتيب، وقد انتظرنا إلى غاية الجولة السادسة لتذوق طعم الفوز، ومع ذلك فإن تحرر اللاعبين من الناحية النفسية بعد احراز أول انتصار أعاد الروح للتشكيلة، فكانت ثمار ذلك سلسلة من الانتصارات داخل وخارج الديار، سمحت لنا بتحقيق قفزة نوعية في سلم الترتيب، الأمر الذي جعلنا ننظر إلى باقي المشوار من زاوية التفاؤل، سيما بعد الفوز المحقق بتاجنانت في الجولة العاشرة، لكن انهاء مرحلة الذهاب بهزيمة مفاجئة بخنشلة كسّر «الديناميكية» التي كنا نتواجد فيها، والوضعية الراهنة تدفع بنا إلى التحسر كثيرا على ما أهدرناه داخل الديار، لأننا كنا قادرين على تأدية مشوار أفضل، بالنظر إلى التعداد الذي نمتلكه. وما هي نظرتكم لما تبقى من المشوار والحسابات التي تراهنون عليها؟ الرزنامة المتبقية شبيهة إلى حد كبير بمنافسة الكأس، لأن كل اللقاءات هامة ومصيرية، والبحث عن أكبر عدد ممكن من النقاط يبقى غايتنا، لذا فإننا مجبرون على تسيير المشوار مباراة بمباراة، مع العمل على فك العقدة التي تلازم الفريق بخنشلة، والتي لم نجد لها أي تفسير، مادامت المنافسة تجرى في غياب الجمهور، كما أننا نعمد إلى صنع اللعب وانتهاج طريقة هجومية داخل وخارج الديار، وقد تحصلنا على 12 نقطة خارج القواعد، مقابل 9 نقاط فقط بملعبنا، والفريق مقبل على منعرج جد مهم، باستقبال الرائد اتحاد عنابة في الجولة القادمة، ثم التنقل إلى أم البواقي لمواجهة إتحاد الشاوية، قبل استضافة هلال شلغوم العيد، وهذه المباريات ستوضح الرؤية أكثر بخصوص وضعية الفريق، وتركيزنا يبقى منصبا على مباراة عنابة، لأننا نبقى مطالبين بالفوز، سعيا لترسيم البقاء بكل أريحية، سيما بعد الحديث الذي تم تداوله مؤخرا بخصوص مشروع صيغة جديدة للبطولة، وإمكانية اللجوء إلى رفع عدد النازلين من كل مجموعة إلى 6 فرق، وهذا الأمر يلزمنا بأخذ كامل الاحتياطات، وإنهاء الموسم ضمن سداسي المقدمة، لتفادي أي عواقب وخيمة في حال تغيير نظام المنافسة.