جرت العملية الانتخابية بولاية عنابة في هدوء عبر أغلب مراكز التصويت، فيما كانت أحسن تنظيما بعاصمة الولاية مقارنة ببعض البلديات التي سجل فيها احتجاج للمترشحين و تسجيل تحفظات تم تجاوزها بعد تدخل ممثلي السلطة المستقلة للانتخابات و المتعلقة أساسا بغياب أوراق انتخابات بعض القوائم و تأخر فتح مكاتب التصويت، حيث سرعان ما تم التكفل بها. و كان الإقبال ضعيفا نوعا ما في الفترة الصباحية، حيث وصلت نسبة المشاركة إلى 2.09 بالمائة في حدود الساعة العاشرة صباحا و هي نسبة متقاربة مع تلك التي سُجلت في تشريعيات 2017 و المقدرة ب 2.82، في حين عرفت نسبة المشاركة إرتفاعا لتصل إلى 8 بالمائة لغاية الواحدة زوالا، بمجموع 35 ألف مصوت، و قدرت المشاركة على الساعة الرابعة زوالا، ب 12.39 بالمائة وبلغت عند غلق العملية 21.92 بالمئة. النصر رصدت سير العملية الانتخابية بعدة مراكز و كان مركز عبان رمضان وسط المدينة كعينة، حيث لاحظنا أن مكاتب الرجال عرفت أكثر حركية من مكاتب النساء في الفترة الصباحية و جاء كبار السن في الصدارة، مع اعتماد تسهيلات و توفير الجو المناسب للاقتراع وفق البروتوكول الصحي و فتح مكتب لاستلام بطاقات الناخبين بالنسبة للمسجلين، حيث بلغت نسبة المشاركة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا في مركز عبان رمضان نحو 2 بالمائة و بدأت النسبة ترتفع شيئا فشيئا، في حين رصدنا إقبالا أحسن ببلديات الضواحي مثل البوني و هذا للعدد الكبير للمترشحين من سكان البلدية بمختلف الأحياء، ما شجع معارفهم و أقاربهم للإدلاء بأصواتهم و اختيار من يمثلهم في البرلمان. كما اقتربت النصر من ناخبين، صرح البعض منهم بأن الانتخابات بمثابة واجب وطني يلزم تأديته كونها الوسيلة و الآلية القانونية الوحيدة للتغيير و التعبير عن إرادة الشعب بهدف تحقيق مطالبه، و البعض الآخر ساند هذا الطرح لكن عبر عن عدم رضاه عن خطاب مترشحين، فيما أضاف ناخبون بأنهم جاؤوا للتصويت على أصدقائهم و مترشحون يثقون في نزاهتهم. و سجلت بلدية الشرفة أعلى نسبة توافد على مراكز الاقتراع، ثم تلتها شطايبي، التريعات، عين الباردة، الحجار، سرايدي، واد العنب، و بنسبة أقل في البوني، سيدي عمار، العلمة، برحال و أقل نسبة مشاركة تسجل كالعادة ببلدية عاصمة الولاية عنابة و التي تضمن الوعاء الانتخابي الأكبر ما بين البلديات . و حسب ما رصدته النصر من معلومات من المكاتب و عبر بلديات الولاية، فقد سجلت احتجاجات مختلفة للأحزاب و القوائم الحرة، أبرزها عدم وجود بطاقات التصويت في مكاتب، على غرار ما وقع بواد زياد التابعة لبلدية واد العنب و كذا البوني و سيدي عمار، بالإضافة إلى عدم تقيد بعض المكاتب بالترتيب وفق القرعة التي أجرتها السلطة عند اختيار الأوراق، حيث تم تسجيل عدم إدراج أسماء في القائمة الانتخابية سقطوا سهوا بعد إعادة طبع السجلات. كما سجل مترشحون تحدثوا للنصر، ما قالوا إنه تسريب مراقبين لأوراق الانتخابات إلى خارج المراكز لصالح مترشحين و قوائم بعينها و كذا تدخل منتخبين على مستوى بعض المراكز بالبلديات التي ينتمون إليها، و هو ما تم نقله للسلطة الولائية التي قامت حسب تصريح رئيسها الأستاذ علي ابراهم، بالتدخل على مستوى عدة مراكز و تشكيل فريق لرصد كل النقائص و حلها في حينها، خاصة ما تعلق بنقص الأوراق، حيث أحصت ولاية عنابة طبع 25 مليون ورقة انتخابات لصالح 49 قائمة تمثل أحزاب و مترشحين أحرار. و أضاف رئيس السلطة الولائية، بأن مصالحه قامت بالتكفل بإطعام جميع المراقبين التابعين للأحزاب و القوائم الحرة بمجموع 1960 مراقبا و 8000 مؤطر.و حسب ما وقفت عليه النصر، فقد كان تواجد مراقبي المترشحين ضعيفا على مستوى مكاتب التصويت، باستثناء بعض الأحزاب التقليدية التي تملك خبرة في الانتخابات السابقة، لاستلام جميع المحاضر بشكل شخصي و الإطلاع على نتائج الفرز، ما يمكنهم من احتساب الأصوات بشكل ذاتي قبل إعلان النتائج. كما اعتمدت السلطة العليا الانتخابات إجراءات جديدة لأول مرة في طريقة تسليم المحاضر، بحيث لا يمكن الطعن فيها خاصة بحضور ممثلي المترشحين، إلى جانب استقبال نتائج الفرز في قاعة العمليات و إدخالها إلكترونيا مع تصوير المحاضر الرسمية لتكون مطابقة للنتائج و نسبة المشاركة و متصلة بقاعدة البيانات الوطنية، بما يمكن للسلطة المركزية للانتخابات من معالجتها على الفور بنظام المعلومات الجديدة و الذي يصنف كل مترشح آليا بحسب عدد الأصوات، حسب ما كشف لنا ممثل عن السلطة بعنابة. أرقام تعكس رغبة الشباب في الانخراط في العمل السياسي و لعل الشيء المميز في هذه الانتخابات بعنابة، هو كثرة عدد القوائم التي بلغت 49 قائمة، ضمت 490 مترشحا 55 بالمائة شباب من خريجي الجامعات، في مؤشر ملفت لم تعرفه الانتخابات السابقة، حيث عرفت تشريعيات 2017 تنافس 10 أحزاب سياسية و قائمتين حرتين على 8 مقاعد و كان انخراط المواطنين في الترشح كبيرا للرغبة في خوض المجال السياسي بعد سنوات من الانغلاق و رفض المشاركة في العمل الحزبي و السياسي. في الانتخابات البرلمانية الماضية و بلغت الهيئة الناخبة بولاية عنابة، 440 ألفا و 252 ناخبا بعدد مراكز اقتراع قدر ب 148 موزعين على 12 بلدية، بمجموع 1058 مكتبا أي بزيادة 102 مكتب مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية.