شهدت مؤخرا مدينة تبسة، حملة تنظيف في محيط السور البيزنطي و المساحات الخضراء المحيطة به، بمشاركة مديرية البيئة، الديوان الوطني للآثار، جمعية مينارف، المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك و محيطه بتبسة، المنظمة الوطنية للتعاون الإنساني، جمعية ترقية ثقافة البيئة و الطاقات المتجددة. الحملة، جاءت على خلفية ما يشهده السور البيزنطي من تدهور كبير، بسبب الأوساخ والردوم، التي تحيط به من كل الجهات، و لم يقف ارتفاع درجات الحرارة غير المعهود، عائقا أمام المشاركين في هذه الحملة، حيث تمت العملية بنجاح كبير، بعد أن عرفت تفاعلا من طرف المواطنين، الذين رفعوا شعار تحسين الإطار الحضري للمدينة، و حماية آثارها الضاربة في عمق التاريخ. المشاركون في الحملة، دعوا المواطنين و التجار خصوصا، إلى ضرورة العمل و المساهمة في تحسين المظهر الجمالي للمدينة، من خلال رمي القمامة في الأماكن المخصصة لها، حفاظا على جمالية المدينة و آثارها، التي تعد مكسبا سياحيا و أثريا، تتميز و تنفرد به الولاية. و عبر القائمون على هذه الحملة، عن أسفهم الشديد، للتشويه الذي طال هذه المواقع، و الذي يعود بالأساس إلى النفايات اليومية، التي يلقي بها بعض الأشخاص و تجار الأرصفة، الذين يمارسون تجارتهم على حافة هذه المعالم الأثرية، داعين إلى منع التجار من ممارسة نشاطهم على حواف المواقع الأثرية المحمية، خاصة حول المسرح المدرج بوسط المدينة و السور البيزنطي، اللذين أصبحا بمثابة مزبلة حقيقية تتراكم بها النفايات و الأوساخ، وهو نفس وضع قوس النصر "كركلا"، المصنف ضمن التراث العالمي التابع لأملاك الدولة. إن وسط مدينة تبسة، يظل شاهدا تاريخيا على تعاقب الحضارات القديمة، و كل زائر للمدينة يكتشف سحرا مميزا من طراز المدن الأثرية العالمية التي تضاهي أقدم المعالم التاريخية في القارات الخمس، فقوس كركلا المخرج الرئيسي للسور البيزنطي يضفي جمالا طبيعيا، وصمد لقرون الطويلة في وجه المتغيرات الطبيعية و الإجرام المنظم للنهب، و لا يزال شامخا يعانق تاريخ تيفاست القديمة وتبسة الجديدة منذ القرن الثالث الميلادي. إدارة ديوان حماية التراث بتبسة، تخصص دوريات و تبذل جهود جبارة للحفاظ على بريق باب كركلا والسور البيزنطي إلى غاية باب الزياتين، غير أن وصمة العار تتمثل في تحويل باب سلمون و جزء منه في اتجاه مقر أمن ولاية تبسة، إلى موقع متفحم بسبب حرق التجار للكرتون ومختلف أنواع القمامة الصلبة حتى من الردوم وبقايا الخضر والفواكه وأحشاء الدجاج، لتنبعث منه الروائح الكريهة في كل الاتجاهات.و تبقى مديرية البيئة والجمعيات الناشطة تراهن على وعي المواطن في الحفاظ على جمال المدينة التي تتمتع بمقومات سياحية هامة.