البوابة الافتراضية تحقق الرّواج والجائحة تنفض الغبار عن الحرفة عرض نهاية الأسبوع الحرفي، ابن مدينة قسنطينة سامي قسوم، تشكيلة من الحقائب الجلدية النسائية التي أبدعتها أنامله، بمحله بالشط، عند مدخل حي السويقة العتيق، بقسنطينة، بتخفيضات فاقت 20 بالمئة، معلنا عن إعادة بعث حرفته التي ورثها عن والده، بعد توقف دام سنوات بسبب ركود هذا النشاط، مشيرا في حديثه للنصر، أن الأزمة الوبائية أعادته إلى هذه الحرفة، و حققت له البوابة الافتراضية انتشارا واسعا في ظرف قياسي، و أكسبته زبائن من مختلف ولايات الوطن. محل الحرفي سامي لا يزال صامدا بهندسته القديمة، ليحتضن مجددا محبي الصناعة الجلدية، تماما كما كان في سنة 1962، عندما كان والده يبدع في هذه الصناعة و تستقطب منتجاته المتنوعة عددا كبيرا من عشاقها. و لاحظنا أن المحل لا يزال محافظا على تقسيمه القديم، فيستعمل الحرفي جزءا منه كورشة لصناعة الحقائب النسائية و النعال الرجالية بمواد طبيعية خالصة، و توجد بالورشة مختلف الوسائل و العتاد و كذا المادة الأولية، فيما هيأ الجزء الثاني لعرض منتجاته، و أضفى عليه لمسة فنية تقليدية تروي تاريخ المنطقة و تعكس الحقبة الزمنية التي شيد فيها و خصوصية العمران آنذاك، حيث أبرز الحجارة الزرقاء التي بني بها المحل، بعد أن تخلص من الإسمنت الذي كان يغطيها و قام بتلميعها و طلاء الأقواس التي تزين جدرانه و كذا بعض الأعمدة الخشبية، ما أضفى ديكورا تقليديا مميزا ، ساهم في إبراز تشكيلة الحقائب و باقي المنتجات اليدوية التي يعرضها، بألوان مختلفة، و تصاميم عصرية تواكب آخر صيحات الموضة التي تروج لها علامات عالمية. شعاع أمل بزغ خلال الأزمة الوبائية لم يكن الحرفي سامي يتوقع أن الحرفة التي تخلى عنها ذات يوم، بسبب ركودها هي التي ستنقذه من تداعيات الأزمة الوبائية، كما قال للنصر، عندما استقبلنا بمحله الذي يعرض تخفيضات في أسعار حقائب اليد النسائية بمختلف أشكالها و أحجامها و ألوانها، بنسبة فاقت 20 بالمئة، تتواصل إلى غاية يوم الأحد المقبل، و تتراوح الأسعار بين 3 و 8 آلاف دينار. تحدث الحرفي للنصر عن سر عودته لهذه الحرفة التي طلقها طيلة سنوات، بسبب ركودها بقسنطينة و عدم تمكنه من اتخاذها كمصدر رزق يعيل به أسرته، بعد أن ورثها من والده الذي نقلها إلى كافة أبنائه، و أطلعهم على أسرارها. أكد المتحدث أنه ظل وفيا للحرفة طيلة سنوات، غير أن العزوف عن منتجاته جعله يتجه لتصليح الحقائب و الأحذية الجلدية، قبل أن يقرر تغيير النشاط الذي كان يعيل به أسرته، و يتجه نحو مجال آخر، لكن الظرف الوبائي الاستثنائي الذي تعيش ويلاته الجزائر على غرار باقي دول العالم ، و غلق الحدود، جعله يعود لهذه الحرفة، باقتراح و تشجيع من أخته سلاف التي ظلت حريصة على استعمال الحقائب الجلدية التي صنعها أخوها، بالرغم من انتقالها للعمل في بلد أجنبي. أضاف الحرفي أن أخته اقترحت عليه ولوج العالم الافتراضي، لبعث و الترويج لمنتجاته و تحقيق الانتشار و الرواج، و في شهر أوت 2020 ، فتح حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بحرفته و عرض تشكيلة من الحقائب اليدوية النسائية، ذات ألوان متعددة، بدل اللونين الأسود و البني اللذين كان يستعملهما سابقا، و جميعها مصنوعة بمواد أولية طبيعية مئة بالمئة، و تصاميم عصرية نالت إعجاب رواد مواقع التواصل، مشيرا في سياق حديثه أن التجارة الإلكترونية فتحت سوقا ضخما، و ضخت دماء جديدة في عديد الأنشطة التي عانت لسنوات من الركود، حيث أصبح المحل يقيد إبداعات الحرفي و لا يجعلها تظهر للعلن، حسبه، خاصة ما يتعلق بالصناعات التقليدية. توصيل مجاني و أغلب الزبائن من العاصمة أضاف الحرفي سامي، أنه تفاجأ بحجم التفاعل و الطلب على ما يعرضه، مشيرا في حديثه للنصر، بأن أغلب الطلبيات تأتيه من العاصمة و كذا وهران، و يلتزم بتوصيل الطلبيات إلى أصحابها، بعد تعاقده مع شركة خاصة، فيما يسجل إقبالا محتشما من ولاية قسنطينة. و أكد المتحدث بأن مواقع التواصل ساهمت بشكل كبير جدا في تحقيق الشهرة له، حيث أصبح يشارك في معارض دولية تنظمها وزارة الثقافة، كما ينظم معارض فردية تحظى بالإقبال، و يرى بأنها فتحت له آفاقا مستقبلية واعدة. بخصوص التصاميم، قال الحرفي بأنها من مخيلته، كما يستلهم بعضها من مواقع ماركات مشهورة و غيرها، مشيرا إلى أن فريقا يعمل معه يلتزم بإنهاء الطلبيات في وقتها المحدد، كما يقوم بصناعة نعال رجالية صيفية بسعر 1600 دينار و يعتمد في صنعها على أنواع متنوعة من الجلد، مثل جلد الماعز . و أكد أن المادة الأولية متوفرة، سواء المحلية أو المستوردة من إيطاليا و غيرها.