عرفت شواطئ عنابة، أمس، توافدا للمصطافين منذ الصبيحة، خاصة بالكورنيش و شاطئ جنان الباي، قادمين من عدة ولايات، مباشرة مع تطبيق قرار الحكومة برفع المنع على دخول الشواطئ، في مشهد مكرر من العام الماضي، بعد تخفيف إجراءات الحجر و السماح بالاستجمام على الشواطئ مع انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا. النصر استطلعت الوجه الجديد للكورنيش، صبيحة أمس، بعد نحو شهر من الغلق، حيث كان التوافد كبيرا بشواطئ طوش و عين عشير و جنان الباي المعروف بواد بقرط، مقابل توافد أقل نوعا ما « بشابي و سانكلوا»، أين كانت حالة البحر غير مستقرة مع نشاط الأمواج بفعل وجود رياح خفيفة و منعشة و سماء ملبدة بالسحب. و في حدود منتصف النهار، كان شاطئ «الفيدرو» إلى غاية « شابي» ممتلئا بالواجهة الأمامية فقط، حيث كان أغلب الوافدين في الصبيحة من ولايات قسنطينة، قالمةسوق أهراس، سطيف حسب لوحات ترقيم السيارات. و بمحور الدوران شاطئ فلاح رشيد، شاهدنا توجه أغلب المصطافين إلى عين عشير، بلفودار و كذا شاطئ جنان الباي الواقعة في بلدية سيرايدي. من جهتها كانت مصالح الشرطة و الدرك الوطني و كذا الحماية المدنية حاضرة بقوة على مستوى الطرق و كذا الشواطئ لتأمين المصطافين و تطبيق التوصيات التي أقرتها الحكومة، باحترام مسافة التباعد و ارتداء الكمامة و غيرها من التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا. النصر اقتربت من بعض المصطافين بشاطئ «الفيدرو» و في الحديث معهم، أكدوا على أنهم قدموا من ولاية قالمة و كانوا ينتظرون قرار رفع المنع لدخول الشواطئ بفارغ الصبر، حيث لم يستطيعوا المغامرة خلال الأيام الماضية بالتوجه إلى الشواطئ المعزولة و مع الافتتاح الرسمي قرروا تحضير أنفسهم ليلا، أول أمس، و جمع أغراضهم لقضاء يوم كامل بعنابة في مجموعة من الأصدقاء، بعد أيام صعبة قضوها مع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة و أحداث اندلاع الحرائق و ما خلفته من أضرار مادية و حتى نفسية، كما لمسنا لديهم وعيا من خطورة الوباء و ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية. مصالح الشرطة التي كانت في عين المكان، أكدت على أن فتح الشواطئ و السماح بالولوج إليها لا يعني أن ينسى المواطن بأن الجائحة مازلت قائمة، ما يوجب على المصطافين الالتزام بالإجراءات الوقائية و حسب ذات المصالح، فقد كان الإقبال على الشواطئ متوقعا، لأن فترة الحجر الصحي طالت، خاصة الولايات الداخلية و هو ما أدى إلى التوافد المعتبر من أول يوم لتخفيف إجراءات الوقاية. و وقفت النصر في شاطئ عين عشير، على اكتظاظ موقف المركبات بالسيارات القادمة من مختلف الولايات، كما كانت السلطات المحلية مجندة في الميدان، بهدف توفير جميع الظروف الوقائية و كذا راحة الوافدين، كما تم توفير أجهزة صوتية، يتم من خلالها توجيه نداءات و تحسيس المتواجدين على الشاطئ بضرورة التباعد و الالتزام بالإجراءات الوقائية، كما نزلت فرق تابعة للدرك الوطني إلى الشاطئ، من أجل التقرب من المصطافين، بهدف تحسيسهم بضرورة حماية أنفسهم من انتشار الفيروس. و من حيث الجاهزية، وفرت بلدية عنابة الجو الملائم لضمان الترفيه للعائلات على مستوى الشواطئ، بالإضافة إلى مجانية الخدمات، بما فيها حظائر السيارات، حيث لم تقم البلدية بكراء الفضاءات و الترخيص للشباب باستغلال الحظائر و حتى فضاءت التسلية و مختلف الأنشطة التجارية على الكورنيش، البلدية جعلتها مجانية كي لا تزيد الأعباء أكثر على المصطافين، حيث تم تبليغ جميع الإجراءات لمصالح الدرك و الشرطة من أجل مرافقة السلطات المحلية و تهيئة الظروف الجيدة لقضاء المصطافين أوقاتا مريحة دون مضايقات أو اعتداءات . و لاحظت النصر اختفاء ظاهرة احتلال الشواطئ بالكراسي و المضلات، حيث كانت كل العائلات تلج الشاطئ بكل راحة دون فرض مكان للجلوس عليها، كما نفذت مصالح البلدية و الدرك الوطنيين و كذا الشرطة، دوريات من أجل منع احتلال الشواطئ و فرض كراء الطاولات و الشمسيات. كما ساعد تمديد العطلة الصيفية بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين و كذا طلبة المعاهد و التكوين المهني، على تشجيع العائلات للتنقل إلى الشواطئ، في آخر أيام موسم الاصطياف و تخفيف الضغوط النفسية الناجمة عن الحجر الصحي المنزلي و الغلق بالنسبة لفضاءات النزهة و التسلية و كذا التجوال ليلا.