أكد المحلل السياسي، البروفيسور إدريس عطية، أمس، أن قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب هو قرار عقلاني جدا ، بعد ضلوع المغرب في العديد من المشاكل والقضايا التي تستهدف وحدة الجزائر و استقرارها ، مضيفا في نفس السياق، أن هذا القرار صائب ويعتبر خطوة تأديبية وآخر خطوة دبلوماسية في الإطار السياسي، مشيرا إلى أن المغرب أصبح يتخبط كونه محاصر ا جغرافيا ودبلوماسيا ويعيش عزلة دولية وبالتالي كل تصرفاته تأتي في إطار جلب الانتباه. النصر : كيف تقرأون قرار قطع الجزائر للعلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية؟ إدريس عطية: قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية هو قرار عقلاني جدا ، و كان متوقعا أن الجزائر تعيد نظرها في علاقاتها مع المغرب عشية تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني ومع ذلك نظرا لرزانة الجزائر الدبلوماسية ، فقد أعطت فرصة كبيرة للمغرب، لكن للأسف بعد ضلوع هذا الأخير في العديد من المشاكل والقضايا التي تستهدف وحدة الجزائر و استقرارها وأمنها المجتمعي، جاء هذا القرار الصائب، والذي يضع حدا لهذا التكالب اللامحدود للمغرب والذي تحول إلى جار سوء يتكالب على جيرانه ويعلق كل مرة فشله على الجزائر وعلى النظام السياسي الجزائري ولذلك فإن قرار قطع العلاقات، هو خطوة تأديبية وهو آخر خطوة دبلوماسية في الإطار السياسي، تستعملها الجزائر أمام المغرب والذي لم يبد أي نية في إيقاف حملته الدعائية والتشويهية للجزائر، سواء عن طريق وسائل الإعلام المغربية أو عن طريق وسائل إعلام مأجورة أو مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الكثير من الممارسات والاستفزازات، خاصة بعد استقوائه بالكيان الصهيوني . النصر : لماذا في رأيكم يواصل المغرب أعماله العدائية منذ سنوات ضد الجزائر، لاسيما في المدة الأخيرة، حيث تضاعفت الاستفزازات ، بشكل كبير وغير مسبوق ؟ إدريس عطية: المغرب حتى في ذهابه إلى التطبيع، قال لشعبه ، إن النظام السياسي الجزائري هو الذي دفعه إلى التطبيع، ولكن للأسف هو يقوم بمغالطات وتعود تاريخيا على التلاعب بالحقائق التاريخية وهو بارع جدا في تدليس الحقائق وتزييفها وتمييعها ، وفي الأخير و بعد التطبيع وخسارته الكثير من العلاقات الاستراتيجية خاصة مع إسبانيا ألمانياوالجزائر، أصبح يتخبط لأنه أصبح محاصرا جغرافيا بين المحيط والبحر الأبيض المتوسط ومحاصرا دبلوماسيا، ويعيش عزلة دولية وبالتالي كل تصرفاته تأتي في إطار جلب الانتباه. النصر : كيف تتوقعون تطور الأوضاع في المنطقة عقب هذا القرار؟ إدريس عطية: الجزائر لن تسمح لأي طرف أن يمس وحدتها وخاصة بعد تأكدها من ضلوع المغرب في دعم حركة الماك ورشاد الإرهابيتين، وخلق سيناريوهات مأساوية تؤلم كل الجزائريين، والجزائر لها قابلية التصعيد و المغرب يحاول اللعب وسوف تزيد الممارسات السلبية المغربية الطين بلة، وتزيد حدة في طبيعة العلاقات بين الجزائر والمغرب وسيشهد المغرب في السنوات المقبلة عزلة دولية أكبر و يعيش مأسي كبيرة جدا، خاصة بعد خسارته العديد من المكاسب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية .