المغرب أقحم نفسه في تعقيدات إقليمية لن تعود عليه بالفائدة أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب، أمس، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة، يتعارض مع كل الأدبيات القانونية ذات الصلة بالصراع، مشيرا إلى أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار، واعتبر أن موقف ترامب، ما هو إلا مبرر قدمه لملك المغرب لتبرير تطبيعه مع الكيان الصهيوني، وأضاف أن هذا الإعلان الذي قام به ترامب من الناحية القانونية لا يغير شيء في المعادلة ، لافتا إلى أن المغرب يعاني عزلة و أقحم نفسه في تعقيدات إقليمية لن تعود عليه بالفائدة أبدا. النصر: كيف تقرأون، اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة؟ بشير شايب: إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المحتلة، ما هو إلا مبرر قدمه ترامب لملك المغرب لتبرير تطبيعه مع الكيان الصهيوني، لأن هذا الإعلان الذي قام به ترامب من الناحية القانونية لا يغير شيئا في المعادلة ، فهناك دول عديدة تعترف بالجمهورية الصحراوية ودول كثيرة في العالم تعتبرها قضية تصفية استعمار ولوائح منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإفريقية والإقليمية تعتبرها قضية تصفية استعمار وبالتالي موقف ترامب، لا يغدو كونه مبررا قدم للمغرب للاستهلاك أمام شعبه وتبرير تطبيعه مع الكيان الصهيوني والذي في الحقيقة كان تطبيع منذ سنوات وما ظهر في هذه الآونة هو تحصيل حاصل ليس إلا. والمغرب يعرف أنه لا يمكن الخروج عن لوائح الأممالمتحدة وأن قضية الصحراء الغربية لا تنتظر إشارة أو موقفا أمريكيا فقط ، فمهما يكن هذا الموقف لن يغير شيئا، وهذا الاعتراف الأمريكي الذي قام به ترامب، سوف لن يعمل به على الأقل مع الإدارة القادمة وهي إدارة بايدن، لأن هذا ضد توازن العلاقات الأمريكية مع بلدان شمال إفريقيا، فقرار ترامب يتعارض مع كل الأدبيات القانونية ذات الصلة بالصراع، فلا أحد يختلف في كون قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار . فالمغرب قام ببيع مستقبله السياسي مقابل أوهام الجغرافيا للماضي ، و بهذه الخطوة المغربية أضر بعلاقته مع شعبه ومحيطه الإقليمي ومع التزاماته ضمن ما يعرف باتحاد المغرب العربي والذي هو الآن في حالة انتهاء ولم يعد له وجود ، فالموقف المغربي ستكون لها انعكاسات خطيرة على النظام المغربي والشعب المغربي من جهة ثانية وعلى علاقات المغرب بالمحيط الإقليمي. النصر: كيف ترون تطورات الوضع في المنطقة، عقب الصفقة المشبوهة بين الرئيس ترامب والنظام المغربي والكيان الصهيوني؟ بشير شايب: كل الملاحظين والمحللين ينتظرون تسلم الإدارة الجديدة في البيت الأبيض للسلطة ، حينها نرى المواقف الجديدة التي يمكن أن يبنى عليها لأربع سنوات قادمة، فلا أي طرف، بإمكانه الآن أن يصدر حكما، لأن ترامب منتهي سياسيا وهو في الأيام الأخيرة يريد أن يحقق شيئا ولو شيئا هلاميا، لكن ستثبت الأيام أن المغرب قام ببيع الحقيقة مقابل السراب وتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني هو محاولة للضغط على الجزائر. والواقع أن المغرب أقحم نفسه في تعقيدات إقليمية لن تعود عليه بالفائدة أبدا ، النظام المغربي سيكون في عزلة إقليمية أكثر من التي كان فيها وحتى دور المملكة المغربية في النزاعات الإقليمية ونقصد بها الملف الليبي سيتأثر وتتأثر علاقاتها بكل المحيط الجغرافي المباشر لها وهذا سيعود بخسائر، سواء مادية أو معنوية على المغرب والشعب المغربي، لأنه إذا قامت الإدارة الأمريكية الجديدة بتجميد هذا الاعتراف أو إلغائه وكأن المغرب طبع مقابل لا شيء وهي الحقيقة أنه طبع مقابل لا شيء، لان اعتراف ترامب لا يعني شيئا من الجانب القانوني . النصر : ماهي التداعيات التي ستنجر عن سلوك النظام المغربي على الوضع الداخلي في المملكة؟ بشير شايب : الكثير من الملاحظين كانوا يتوقعون أن يقوم الشعب المغربي المغلوب على أمره بحركات احتجاجية مناهضة التطبيع ومناهضة ما قام به النظام المغربي ، والمغرب أوهمهم أنه يحتفظ بعلاقته مع الفلسطينيين وأنه يدعم حل الدولتين وأن هذا التطبيع بالنسبة إليه قد جعل سيادته على الصحراء الغربية كاملة باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأظن أن هذا مبرر ينطلي على جزء من الشعب المغربي، وبالتالي حتى وإن كانت هناك جبهة لرفض هذا القرار بالنسبة للشعب المغربي، فإنها ستكون جبهة ضيقة جدا لا تتعدى بعض المثقفين والأحرار والثائرين وبعض الحركات التقليدية المناوئة للنظام المغربي ، منها الأقاليم الشمالية ونقصد بها بعض الحركات في الريف المغربي وبعض السياسيين المناوئين. مراد - ح